في تأكيد جديد على مكانة المملكة كركيزة أساسية في تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض، في لقاء يحمل دلالات عميقة على الدور الفاعل للمملكة في تقريب وجهات النظر بين القوى العالمية، بحضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث اعتبر ترمب أن «السعودية هي المكان المناسب لهذا اللقاء»، في إشارة إلى ثقة الأطراف الدولية في قدرة المملكة على تأمين أرضية مشتركة للحوار وتحقيق اختراق دبلوماسي يضع حدًا للحرب في أوكرانيا. يعتبر اختيار المملكة لاستضافة هذه القمة انعكاسًا لدورها القيادي في صناعة السلام، فلطالما برهنت أنها ليست مجرد لاعب في الساحة الدولية، بل قوة دبلوماسية مؤثرة تحمل على عاتقها مسؤولية إرساء الاستقرار العالمي، وتأكيدًا على نجاح السياسة المتوازنة التي تنتهجها الرياض في حل النزاعات الدولية بالحوار والتفاهم.منذ اندلاع الصراع في أوكرانيا، تبنّت المملكة نهجًا يقوم على الحياد الإيجابي والوساطة الفاعلة، حيث أدار سمو ولي العهد جهودًا مكثفة ساهمت في تخفيف التوترات، وكان له دور حاسم في إتمام صفقات تبادل لمعتقلين بين روسياوأوكرانيا والولايات المتحدة، والتي تمّت بجهود سعودية خالصة، ما عزز ثقة الأطراف الدولية في حكمة القيادة السعودية، وبفضل هذه الدبلوماسية الرفيعة، تحولت المملكة إلى منصة موثوقة للحوار العالمي، وساحة يلتقي فيها الفرقاء لإيجاد حلول جذرية للنزاعات، بعيدًا عن التصعيد والمواجهات العسكرية. ولم يقتصر دور المملكة على الوساطة السياسية، بل تجاوز ذلك إلى المجال الإنساني، حيث قدّمت دعمًا سخيًا للشعب الأوكراني من خلال مساعدات تجاوزت 410 ملايين دولار، شملت إمدادات غذائية وطبية، فضلًا عن تمويل مشتقات نفطية لتخفيف تداعيات الحرب الاقتصادية، وعلى الصعيد الدبلوماسي، استضافت المملكة العام الماضي اجتماعًا دوليًا لمستشاري الأمن القومي في جدة، في خطوة أكدت عزمها على توفير بيئة مناسبة للحوار الجاد والقرارات الحاسمة. وفي ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة، يترقب المراقبون ما ستسفر عنه القمة المرتقبة بين ترمب وبوتين، وسط توقعات بأن يشكل النهج السعودي المتوازن والمبني على الحوار قاعدة قوية لفتح آفاق جديدة للحل السلمي، في وقت تبحث فيه القوى الكبرى عن مخرج يضمن إنهاء النزاع بأقل الخسائر، وفي ظل هذه التحركات الدبلوماسية المكثفة، تواصل المملكة ترسيخ مكانتها كدولة قائدة في تحقيق السلام والاستقرار، وصناعة التوافقات الدولية، وفق رؤية سمو ولي العهد الطموحة التي تؤكد أن الدبلوماسية السعودية قادرة على إدارة أعقد الأزمات وتحقيق الحلول الفاعلة لمصلحة الجميع.