* أَوَتعرفين.. يا سيدة الحسن وزينة الدنيا قبل أن أعرفكِ كنتُ قد شطبتُ من قاموسي مفردة العاطفة والإخلاص لكل النساء؛ خوفًا على روحي من العطب والجفاف، وعلى كرامتي من الانكسارات؟! أَوَتعرفين.. كم تساءلت مع نفسي: أين كنتِ كل هذا الزمن بعيدة عن حياتي؟ ولماذا لم أعرفكِ من قبل؟ فحياتي قبلكِ لم يكن لها معنى، وعمري لم يبدأ إلاّ معكِ. * أَوَتعرفين.. كم مرّة تساءلت مع نفسي عن أننا نظن في لحظات من الزمن أننا قادرون على الاختيار، فنسير في هذا الطريق أو ذاك، نحسبه الأصح.. إلاّ أننا نُفاجأ بخيبات الأمل، فنخطئ مرة أخرى حين نحسب أن ذلك نهاية المطاف، وتوقف العمر، وتلاشيه، وانكسار الأحلام.. وننسى أن القدر يخبّئ لنا دائمًا أجمل ما كنا ننتظر من لحظات؟ ولمّا أتيتِ تيقنتُ أنكِ مَن أسعدني بها القدر، صالحتُ بها نفسي، وصالحني بها الزمن. * أَوَتعرفين.. يا زينة النساء أنني ظننتُ في لحظة غفلة قدرتي على الابتعاد عنكِ، والاستغناء عن وجودكِ، فأظلمت حينها بي الدنيا، وتشتت فكري، وتبعثرت أحلامي، وغدوتُ شارد الذهن حتّى وأنا بين خِلّاني وأصحابي.. ولمّا عدتِ أزهرت بي الدنيا، وأشرقت أيامي بضيائكِ، وعادت لروحي البهجة. * أَوَتعرفين.. عندما يأتيني صوتكِ يأخذني إلى عوالم حالمة، وإلى سماوات قدسية، أطير منتشيًا وأحلّق متباهيًا.. وعندما أستمع إلى قلبي، وأنصت إلى عقلي يعود صدىً طاهر ليؤكد أن القلوب الصادقة وحدها تذيب الصخر، وتبعث الدفء، وتحمل الإنسان إلى مرابع الحنان، وواحات الأمان. وأنتِ دفء وواحة حناني، وباقٍ لكِ شوقي واشتياقي. * أَوَتعرفين.. كم مرّة تحدثت إلى أمواج البحر وهي تتلاحق واحدة بعد أخرى؛ لتحمل حبي وحنيني لكِ.. وكم مرة تمنيتُ لو أن ضوء القمر قادرٌ ليحملني لأكونَ بقربكِ، وأهنأ بدفء حنانكِ.. وحين يخفق قلبي أشعر برقصاته فرحًا بكِ، وكل خلايا جسدي تسكن اطمئنانًا وهدوءًا؛ لأنكِ سكنتِها وبقربها. * أَوَتعرفين.. يا سيدة النساء أنّكِ أنتِ، ولا أحدَ غيركِ سكن أعماقي، وأثملني حنانًا، وعشقًا، وهوىً.. وأنّكِ أنتِ وحدكِ ولا أحدَ سواكِ شهدي الدوعان، وعطر أيامي، ورحيق عمري.. أنتِ الضياءُ والوفاءُ والنقاءُ، ولن أشيخَ، ولن يشيخَ عشقي لكِ مهما تبدلت الأيام. * أَوَتعرفين.. يا ضياء عمري أنكِ في أحلام منامي، وأنكِ في عمق فؤادي، وأنّكِ، وإن كنتِ بعيدة، فأنتِ دائمًا معي، وأني بحبكِ أعانق السماء.. فأدعو الله أن لا يغيب ضوؤكِ عن حياتي، وأن لا يبعدكِ لحظة عني ما بقي لي نبض من حياة. فاكس: 6718388 – جدة [email protected]