عمر الإنسان المكتوب في هذه الحياة الدنيوية يسير في دائرة الزمن سنة بعد سنة والعمر ينقص. ولكن للإنسان وقفات منهم من يغتنم شبابه قبل هرمه بالطاعة والعمل الصالح والبحث عن السعادة بما يرضي الله ورسوله عارفاً بأن لكل مرحلة من مراحل عمره فرصا يجب استغلالها ومن فاتته قد لا تعود له مرة ثانية فالحياة مليئة بالفرص. وقد تكون حلماً أو حقيقة ولكن الموفق وصاحب الحظ السعيد من يصيدها ومن تعثر فإنه يعيش بحسرة وندامة ضارباً كفا على كف. فالعقلانية والجرأة ضوابط أساسية. فالحياة البشرية الفردية يجب أن تسير على خطط وبرامج مختلفة ما بين مرحلة وأخرى تتناسب مع العمر الزمني!! وكل فرد في هذه الحياة يبدأ بمرحلة الطفولة وينتهي بالشيخوخة ثم يعود ثانية إلى مرحلة الطفولة ان كان له عمر طويل وصدق الله العظيم بقوله: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ} «68» سورة يس. فيجب على الإنسان أن يفكر في كل شيء حوله فالمواقف البشرية الذاتية هي دروس حياتية مليئة بالعبر لكن هل من قلوب مستجيبة. السعيد من اتعظ بغيره!! عندما يغرس الإنسان شجرة فإنه سيراها بعد سنوات كبيرة ويعيد النظر بما يملكه من أموال وعقارات وغيرها فسيجدها قد زادت. أولاده كثر وقد ملك في هذه الدنيا ما يحسد عليه ولكن كما يقول المثل (إذا زانت شانت) فالأمور من جميع الجهات جاءت حسب ما يريد وهذا هو ما كتبه الله سبحانه وتعالى. اللهم إلا بعض (الكبد) إثباتاً لقول الله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} «4» سورة البلد. وعندما انظر بنظرة ثاقبة فانني أرى شيئاً آخر يختلف عن تلك النظرة السابقة. هم رجال كبار في السن وصولا إلى القمة في كل شيء مالاً وولداً وعزاً ومعزة بحياة فارهة.. لكنني ما رأيته هما اثنان ينقصان العمر والصحة ويعتبران من الأشياء المهمة في الحياة الذاتية البشرية ولا يمكن تعويضهما بأي حال من الأحوال. 1 - نقص العمر: ينتقل الإنسان بعد نقص عمره بكبر سنه من (شاب) إلى (شايب) وقد وهن عظمه واشتعل رأسه شيباً ينتظر ما بقي من عمره وهذه هي سنة الحياة. 2 - نقص الصحة: تبدأ الامراض وخاصة المعروفة كالضغط والسكر والروماتيزم والكلسترول ومرض القلب وضعف الذاكرة والنسيان وضعف النظر ويصبح الإنسان محاطاً من جميع الجهات بامراض مختلفة فيها الساكن وفيها المنتظر فرصة الدخول.. وهذا دليل بصدق المثل القائل إذا زانت شانت.