شاعر افتخر بإعاقته في شعره .. يوحي لك عندما تتحدث عنه أنه رمز من الرموز .. تخجل عندما تتحدث إليه فقلبه يحمل لهذا الوطن الشيء الكثير و لتلك الفئة آمالا وأحلاما.. لم تكن شاعريته تختلف عن حسه بمن حوله ... شارك و أبدع و أبدع و خرج عن المألوف قال عنه أحد الأباء انه مجنون فتلك الصورة الجنونية خرجت من ذلك الإبداع الشعري الذي يمتلكه شاعر مثل محمد عويضة . وسأتناول محمد عويضة الشاعر من خلال احدى قصائده وهي تدور حول نقاط عدة سآتي على ذكرها هنا. النقطة الأولى : مرحلة الطفولة: يقول في قصيدته : الطفولة.. أحلى مافي هالحياة مرحله من غير هم كنّا دايم نبتسم كنّا حتى لو بكينا ... وجارت الدنيا علينا بعد لحظات وثواني ... بسمه فينا ترتسم نعم طفولة لن ننساها يا محمد مهما اشتعل الرأس شيبا فهي مرحله الألم الذي يغسله الفرح تلك المرحلة من عمر الإنسان تتميز عند بعض المعاقين بالكدر ولكن سرعان ما تتحول إلى أمل وحب جارف في المراحل القادمة إذا استطاع تجاوز تلك المراحل بإنتاجه الذي يخرجه من آلا شيء إلى كل شيء. النقطة الثانية : الغزل . تعتبر نظرة العطف والشفقة على المعاق هي كالسكين على رقبة الضحية فهي تُميت لا محالة ولكن قد تتحول تلك النظرات إلى أبداع يخرجه لنا محمد عويضة ليوضح لنا تلك الصورة لدى الشخصين الناظر و المنظور بصوره شعبية رائعة ، فيقول : ووحده في وسط الزحام ... طالعتني باهتمام ... بنت في عمر الزهور ... أي رشاقة ... وأي أناقة ... وأي عطور !! قلت في نفسي ياهووووه هي تناظرني بغرام ؟ أو هي نظرة والسلام ؟ بس أكيد إنها تعرفني ... شايفتني ؟ شايفتني في جريدة؟ وأعجبتها لي قصيدة؟ إيه آنا توي افتكرت ... لي قصيدة... كنت ناشر معها صورة بس صورة... ياسلااااا م وفاجأتني ... لمّا صارت لي قريبه ... كانت تتمتم بطيبة ( يكسر الخاطر حرااااام ) !!!!! وتركت دمعة غريبة ... وضاعت بوسط الزحام دمعه كانت تحكي وضعي ... زلزلتني ارتطم قلبي بضلعي ... دمرتني صدقوني ... أصعب اللحظات وأقسى لاغدا الرجّال يكسر ... خاطر أنثى كيف ينسى ؟؟؟ جاوبوني ! نعم وصف محمد ذلك الموقف الذي قد يكون مر به شخصياً أو من نهج الخيال الشاعري الذي يمتلكه شاعرنا هنا و مهما يكن فابداعه في الوصف و جعلك كقاريء تعيش الموقف فهذا هو الإبداع الحقيقي . النقطة الثالثة : الوظيفة و الزواج . يقول في القصيدة : وزاد همّي ... يوم فكّرت بوظيفة ... ثم زواج أي وظيفة ... وأي زواج ؟؟ اللي مثلي ... مهما طالب ... لو يلف ولو يدور زين لو حطّوه كاتب لا ... وعلى بند الأجور ... ما هو رسمي !!! صدقون لو تدرّج ... وصار راتبه يتصاعد وابتدأ وضعه يزين ما أظنه بيتزوّج ... إلا من بعد التقاعد من سنه إلى سنتين ! تشاؤم و أبدع (( مع إنني ضد تشاؤمه )) فالوظيفة و الزواج حلم لكل معاق أو بالأحرى لكل إنسان حر يأبى أن يعيش عالة على الغير فالحياة إنتاج و تفاعل مع المجتمع و تكوين للأسرة تلك الأسرة التي هي نواة للمجتمع ... ولكن النظرة هنا التي جعلها محمد هنا هي رسالة للمجتمع فافهموا يا ناس . النقطة الرابعة : حب الوطن : من يعرف محمد عويضه يعرف حبه لوطنه ولكن يكفي ما ختم به تلك القصيدة وهو يصد عن وطنه بجسمه و يصد عن وطنه بقلمه ذلك الجسد الذي وهبه للدفاع عن وطنه فهو القائل : يابلدنا... مهما كانت تسميتنا عاجزين ... معوّقين لك عهدنا... وذا قسمنا: أقسم بالله العظيم ... منزل الذكر الحكيم أن أصونك يا بلادي ... من شرور العابثين من مطامع كل حاسد ... من نوايا كل فاسد وإني لك حصن ٍ حصين إنتي ناديني وشوفي ... لا نويتي بإجهاد والله أقهر لك ظروفي ... دامك أنتي لي بلاد وباسم كل العاجزين ... دام فينا أصبع يطول الزناد لا يهمّك يابلادي . وازهليها محمد عويضة خرج في أحدى الأمسيات كالبدر وهو يعلن امام الجميع أنا محمد عويضة نعم أفخر بإعاقتي فهل تفخرون انتم بشيء . عبدالباسط إبراهيم الفقيه