* متابعة: علي العبد الله - تصوير: سعدي شوبكي : فجر جديد وإطلالة غير تقليدية للدراما السعودية انطلقت من ساحل البحر الأحمر وتدفقت بإحساس درامي صادق من (نبض) نخبة من نجوم الدراما السعودية والخليجية في عمل يحمل إشراقة مجد جديد للدراما المحلية بعنوان (أسوار). من ساحل البحر الأحمر حملت (أسوار) هموم ومشكلات المجتمع وقدمتها كاميرا مخرج متفوق حصل على الميدالية الذهبية في مهرجان قرطاج. من ساحل البحر الأحمر صفق البحر بأمواجه المتلاطمة بحرارة على مشاهد صورت التغيرات التي طرأت على مجتمعنا مؤخراً. من ساحل البحر الأحمر أزيح الستار عن الجروح الغائرة بطرح درامي جريء لم تشهده الدراما السعودية من قبل بحسب وصف كاتب وبطل مسلسل أسوار. لذلك حرصت (فن الجزيرة) على أن تكون في موقع تصوير العمل لتنقل لقرائها الأعزاء التفاصيل.. وبدأنا مع البطل والكاتب حسن عسيري الذي تحدث عن هذا العمل الجريء بقوله: (أسوار) مسلسل اجتماعي يتحدث عن عدة محاور تتخللها صراعات درامية مثيرة ومشوقة، ودعني أبدأ بالشخصية التي سأقدمها في العمل حيث أقوم بدور (زياد) الرجل الذي يشك في تصرفات زوجته باستمرار، وسبب هذه الشكوك هو علاقاته النسائية المتعددة؛ لذلك يعتقد خاطئاً أن كل امرأة قادرة على الخيانة وتختلق الأعذار الكاذبة من أجل ذلك الأمر الذي يجعله في صراع مستمر مع زوجته التي تجسد شخصيتها الفنانة عبير أحمد. ويستطرد حسن في حديثه قائلاً: في (أسوار) لا يوجد تجميل للواقع بل سننقل واقع المجتمع بتحولاته الجديدة والعلاقات الأسرية المتفككة وكيف أثرت المادة في المجتمع، إضافة إلى أننا سنطرح قضايا مهمة وحيوية يعاني منها المجتمع، ونناقش حياة البنت الجامعية وهمومها وكذلك الابن المتعجرف الذي يتسلط على أخواته وماذا ينتج عن هذا التسلط، كما سنناقش - والحديث لعسيري - مشكلات السائق ونحاول أن نقدم تأثيره السلبي في المجتمع والأسرة، ونتساءل عن إمكانية قيادة المرأة السيارة؛ لأنها ستخفف من هذه السلبيات التي تنتج عن استقدام السائقين. بداية جديدة وعن قصة العمل قال عسيري: كتبت القصة بشكل مبسط، ومن ثم بدأت أتوسع فيها كبعد اجتماعي مع نائب مدير شركة الإنتاج الأستاذ عمر العريني الذي قام بالإعداد المحلي واقترح مجموعة من الاقتراحات التي أفادتني كثيراً وأؤكد لك أننا في مسلسل (أسوار) بدأنا من حيث انتهى الآخرون في الأعمال الدرامية الخليجية الأخرى. مخرج متفوق وامتدح عسيري مخرج العمل وأكد أنه ملم بخصائص المجتمع السعودي حيث قال: سائر هواري من المخرجين المتميزين ودليل ذلك تفوقه على مجموعة من عباقرة الإخراج في العالم العربي بحصوله على الجائزة الذهبية في مهرجان قرطاج. ويضيف بقوله: سائر يعمل معنا في شركة الإنتاج منذ أربع سنوات قدم خلالها مجموعة من الأعمال الرائعة مثل (خذ وخل) وهو ملم بتفاصيل المجتمع بحكم إقامته الدائمة. دراما غير تقليدية والتقينا الفنان القدير غانم الصالح الذي يشارك في دور أبو زياد وتحدث عن شخصيته قائلاً: لا أستطيع أن أتحدث بإسهاب؛ لأن المسلسل طويل وأحداثه متشعبة، ولكن أستطيع أن أقول لك باختصار إنني أجسد دور الأب المحب لأسرته، ولكنه يتزوج بامرأة أخرى لظروف معينة، وهو رجل ميسور له ميوله العاطفية، وبالرغم من ذلك يحاول أن يرضي أسرته دائماً. ونفى غانم أن تكون شخصية أبو زياد تكررت في عمل سابق قائلاً: نعم اسم (أبو زياد) تكرر في عمل سابق، ولكن هناك اختلاف كبير؛ ففي مسلسل (أسوار) زوجة أبو زياد موجودة، وعلى قيد الحياة، بينما في المسلسل السابق زوجته كانت متوفاة؛ لذلك شعر بالوحدة، ثم تزوج ولا يوجد أبداً تشابه بين الدورين. وعن رأيه في المواضيع التي يطرحها مسلسل (أسوار) قال الصالح: سئمت الجماهير من الأعمال التقليدية؛ لذلك أصبح الناس يقبلون بشغف على المواضيع غير التقليدية التي تحتوي على الجرأة، وفي نفس الوقت تعكس واقع المجتمع كما هو. خلاف الأخوين بعد ذلك التقينا بالفنان القدير علي السبع الذي كان عائداً للتو من القاهرة حيث مقر إقامته هناك، وتحدث عن دوره قائلاً: أقدم شخصية (أبو مازن) وهو شقيق (أبو زياد) وفيه أكون على خلاف شبه مستمر في وجهات النظر بسبب اختلاف الشخصيتين؛ فأبو ماجد إنسان بسيط وقنوع ولا يعرف المجاملة؛ فالخطأ خطأ والصواب صواب، وهذا ما يزعج شقيقه أبو زياد كثيراً بالرغم من أنه يحاول بين وقت وآخر أن يغريه بالمادة. ويضيف بقوله: شخصية أبو ماجد من الشخصيات الدرامية المركبة؛ لذلك ترددت قليلاً قبل أن أوافق عليها، ولكن بعد قناعة تامة وافقت على المشاركة وأستطيع القول إنني وفقت في هذا العمل الذي يضم نخبة متميزة؛ فالوقوف إلى جانب فنان كبير مثل غانم الصالح يضيف إليّ كثيراً، وكذلك الحال مع بقية الفنانين مثل حسن عسيري وأسمهان توفيق ومخرج العمل. وعن نهاية خلافه مع أخيه قال السبع: كما ذكرت لك هو ليس خلافا بل اختلاف وجهات نظر فمثلاً في قضية تعدد الزوجات نرى (أبو زياد) لا يقنع أبو ماجد بذلك؛ لأنه يصرّ على وجود مبررات لهذا التعدد، وفي نهاية المطاف - والحديث للسبع - نرى أنموذجا حقيقيا للعاطفة الأخوية؛ حيث يتعرض أبو زياد لبعض المشكلات التي تجعله يخسر أشياء كثيرة ولا يجد إلى جانبه غير شقيقه أبو ماجد. أم الفن الخليجي ثم كان لقاؤنا مع أم الفن الخليجي الفنانة القديرة أسمهان توفيق، وذلك في لحظة استراحة أثناء التصوير، وبدأت حديثها ل(فن) قائلة: أنا سعيدة جداً بوجودي في السعودية، بل إن أسعد أوقاتي وأجملها أجدها هنا، سواء في عروس البحر الأحمر (جدة) أو في أي منطقة أخرى في المملكة. أما عن دوري - والحديث لأسمهان - فأقوم بدور الأم التي تتفاعل مع الأحداث حولها مثل مرض ابنتها المصابة بالصرع ومشكلات أسرتها، ولا أستطيع أن أبوح بأكثر من هذا، ولكن كلي ثقة بأن المشاهد سيفاجأ بالعمل؛ نظراً إلى المواضيع الجريئة التي سيناقشها ويطرحها. وعن تعاونها مع الفنان حسن عسيري قالت: هذه ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع حسن عسيري؛ حيث سبق أن تعاونت معه عام 1997م وهذا ما دعاني إلى تكرار التجربة مرة أخرى؛ لأنه فنان يحسن التعامل مع الآخرين، كما أن المسلسل يضم كادرا فنيا متميزا ونخبة جيدة من نجوم الخليج، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور عند عرضه. الفتاة المريضة أما الممثلة زهرة عرفات فكان لها رأي مختلف بشأن إعطاء معلومات عن شخصيتها في العمل، وقالت: لا أريد أن أتحدث عن تفاصيل الشخصية؛ لأن بعض الناس قد يفهمونها خطأ؛ لذلك أفضل أن أعطيك بعض المعلومات البسيطة؛ فأنا البنت الجامعية التي تعاني من مرض عصبي وهو الصرع، ويؤثر ذلك في نفسيتها كثيراً ويؤثر سلباً في حياتها ومصيرها في الزواج. وأكدت زهرة أن موافقتها على هذا الدور كانت بسبب وجود نخبة من الفنانين الذين ترتاح إليهم وقالت: لم أترك أسرتي لمدة شهرين من أجل الدور فقط بل لأن التعامل مع المنتج حسن عسيري هو تعاون ممتع؛ لأنني عملت معه قبل عشر سنوات والآن أكرر التجربة مرة أخرى، إضافة إلى الفنانين المتميزين جداً في العمل. وقد تحدثنا مع الفنان عبد العزيز السكيرين الذي يجسد شخصية الشاب (ماجد) فقال ل(فن): ماجد شاب مثالي يمرّ بسلسلة من الصراعات تؤدي إلى حالة نفسية سيئة، وخصوصاً بعد دخوله السجن بسبب محل العطارة الذي تباع فيه أعشاب غير صالحة دون علمه، وينتهي به المطاف بالزواج من ابنة عمه والاستقرار.