سأكتب عن الفقيد عبدالله القرعاوي - رحمه الله - بنفس العفوية والحميمية التي تعلمتها منه وعُرف بها.. لم أراه يوماً عبوساً قط بل يستقبلك بابتسامته العذبة وعبارات الترحيب النابعة من القلب، وإذا حدثك بالهاتف أشرقت أمامك صورته الرائعة بكل تفاصيلها الجميلة. عبدالله القرعاوي نجح وبرز كرجل دولة خدم في المجالات التي كلف بها بكل إخلاص وتفانٍ وختم مشواره بتقديم خلاصة تجاربه وأفكاره للمجتمع من خلال مجلس الشورى.. كان من رواد إدارة المؤسسات الصحفية من خلال إدارته لمؤسسة اليمامة الصحفية - والتي كان خلالها صديقاً لجميع العاملين في قطاعات المؤسسة - وكان أباً روحياً للجميع يوجه وينصح ويشجع ويدعم بالكلمة الحلوة والابتسامة العذبة وبالمكافأة السخية. كان صاحب قلم سلس تتدفق كلماته وعباراته التي تخرج من القلب إلى القلب.. أبدع في كتاباته الاجتماعية ورؤاه الأدبية، وختم مشواره بكتابة مذكراته عبر المجلة العربية والتي كان ينتظرها الجميع لقراءتها ومتابعتها، ولم يكملها لظروف مرضه، وأرشح الأستاذ القثعمي أو الأستاذ حمد القاضي لإكمالها وإصدارها في كتاب يحفظ السيرة العطرة لفقيدنا وحبيبنا أبو طارق رحمه الله.. أبدع شعراً أيضاً وكتب قصائد جميلة ستبقى في ذاكرة ووجدان محبيه. ماذا عساي أن أضيف إلى سيرته العطرة ومشوار عطائه المتدفق.. ولعلي أكشف سراً لم أشأ أن اكشفه إلا بعد وفاته وهي أنني اتصلت به ذات مرة للاطمئنان على صحته، فقال لي إنه في انتظار أن يجد متبرعاً بالكلى للزراعة، فما كان مني بكل صدق أن عرضت عليه إحدى كليتي، فأكبر هذا الموقف مني، أكدت له جديتي في العرض ولكن اعتذر لي بروح عالية وأصر ألا يقبل عرضي الجاد رحمة عليه. رحم الله أبو طارق وأدخله واسع جناته فقد كان نعم الرجل المحب الصادق الوفي الذي أحبه الجميع واحترموه. فإلى جنة الخلد أبا طارق..