لازالت وفاة فقيد مكةالمكرمة الأستاذ والأديب والاعلامي والمؤرخ هاني ماجد فيروزي يتردد صداها بين محبيه الذين اجمعوا على أن وفاته رحمه الله خسارة كبيرة للأدب والثقافة فقد كان صديق الجميع وقريباً إلى قلوبهم ومن المتميزين في مجالات عدة ، حيث غادر هذه الدنيا الفانية بهدوء كما هي عادته الهدوء والبساطة والعفوية. وفقدناك يا أبا ماجد يقول أ.د. طارق صالح جمال أستاذ واستشاري طب الأنف والأذن والحنجرة كلية الطب - جامعة الملك عبدالعزيز.. فقدنا أخا عزيزاً وصديقاً حبيباً هو الاعلامي الأريب هاني ماجد فيروزي ، وهو صديق دراسة قديم في مدارس الثغر النموذجية بجدة ثم بالمدرسة العزيزية الثانوية بمكةالمكرمة، وقد فقدنا برحيله أحد أعلام الزجل الحجازي الجميل ، وآخر ما سمعته بصوته الجميل - رحمه الله رحمة واسعة - قصيدة زجلية جميلة عن المتقاعدين ألقاها في حفل تكريمهم وكررها عندما كنا قبل الحج في الاجتماع الدوري لزملاء الدراسة بمدارس الثغر النموذجية في منزل الزميل العزيز فوزي قستي ، وكانت قصيدة جميلة يوضح فيها وضع المتقاعد ويوصي برفع معاناته فجزاه الله خير الجزاء. ولا أنسى قصيدته الزجلية الجميلة التي ألقاها في حفل تكريم الأستاذ محمد الشبل مدير المدرسة العزيزية الثانوية يوم السبت الحادي عشر من شهر شعبان 1409ه وكانت بعنوان من وحي العزيزية والتي يقول فيها : رعى الله يا صاحب زمان أيام العزيزية أيام الوفا والحب وكل الهنا هي فيها تربينا فيها تعلمنا تسلحنا بأريحية ولا ذقنا العصا فيها ولا فلكة وأرضية أقول السر دا أحسن عشان لا تتوغوش النية عشان السر ما هو سر عشان عشناه بحنية هذا الشبل هو السر علمنا بمثالية علمنا الوفا والحب وغرس فينا النضالية علمنا حب الأرض عشان الوطن محتاج سواعد خير شبابية ودايم للشبل نظرة صحيحة ميه بالميه وكانوا معاه أغلى الناس مشايخنا أساتذتنا العصامية اللي بنوا فينا ولا قالوا ولا منوا ولا نهروا الشقاوية الطاشكندي عندوا السر وكل أسراره مخفية ودا هاشم (أبو هاني) أكتبوا ياعيال نظرية السندي معاه سبويه هاتوا كمان جملة بلاغية ودا المحجوب على الماصة ومتربع يقول أحكام فقهية عبدالله يماني القلب ياناس مركز النية وأحرجنا عبدالوهاب صبان عشان حصة تمارينو الرياضية وختمها بقوله: ودا عهدي وعهد الكل ما ننساك وأهل الفضل وما ننسى العزيزية. رحم الله أبا ماجد فقد كان صديقاً حبيباً إلى قلوبنا جميعاً وأسكنه فسيح جناته وألهمنا جميعاً وأهله الصبر وجعل قبره روضة من رياض الجنة وإنا لله وإنا إليه راجعون. رحل بهدوء وقال الاعلامي والصحفي أحمد مكي الذي تألم كثيراً لسماع الخبر الذي نزل على مسامعه كالصاعقة ..ودع أبناء مكةالمكرمة أحد أبنائها البارين البارزين والمتميزين والمخضرمين في عدد من المجالات المتعددة والمختلفة في شتى المحافل والميادين العلمية والتاريخية والثقافية والفنية والإعلامية ، لقد رحل عنا بالأمس القريب دون أن يودعنا بكل هدوء وبساطة وعفوية ، هذا هو ديدنه رحمه الله، لقد كان نبأ فراقه عنا صدمة عنيفة هزت قلوبنا وقلوب كل محبيه ، هذا هو قدرنا جميعاً ، ليس لنا إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ترى ماذا أكتب عنك يا أبو ماجد في هذه اللحظات الصعبة، هل أتطرق إلى تعاملك وسلوكك الراقي وحسن خلقك الكريم مع الجميع ، أم أغوص في ذاكرة الزمن لاستيقظ منها مشوار الصحافة والاعلام ، بعد أن تسلمنا منكم اللواء لمواصلة هذا المشوار الصحفي الذي سلكتموه قبلنا وتعلمنا منكم الهمة والنشاط الدائم والحس الفني ..خاصة أن هذا المجال كان البداية لنقطة الألف ميل التي بدأتموها من قبل، سوف يذكرك الجميع ياهاني بطيبك وأخلاقك وأعمالك الصحفية والأدبية والبحثية والتراثية والاذاعية ومشاركاتكم هنا وهناك لخدمة دينكم ووطنكم ومليككم وكل ما يخص المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة. كل هذا وأكثر ماذا عساني أن أضيف إلى مكانتكم العلمية الرفيعة، ولازالت أذكر حتى هذه اللحظة ابتسامتك العريضة وأنت تنقل عبر اذاعة جدة قبل ربع قرن من الهدا أول فعالية تبث على الهواء مباشرة وكان يقف بجوارنا أخوك الفنان عمر العطاس رئيس فرقة أبو سراج. كذلك لايزال صوتك يتردد في أذني وأنت تهاتفني في رمضان 1427ه عندما طلبت مني أن أكون معكم عضواً في لجنة التراث بالمنطقة الغربية وأبلغتني هذا الترشيح من قبل أخونا محمد الشدي رئيس جمعية الثقافة والفنون سابقاً. رحمك الله رحمة الأبرار وتغمدك بواسع فضله وكرمه ورحمته ، إنا لله وإنا إليه راجعون.