البر والتقوى مفهوم واسع يشمل كل ما يؤدي إلى طاعة الله وينفع البلاد والعباد والأعمال الخيرية من الصدقة وبذل المعروف هي علامة على استقامة فاعلها وصلاحه وتمسكه بمبدأ الأخوة والتكافل. كل ذلك دلائل مبشرة بحسن الخاتمة ولذلك المرء الذي يحرص على فعل الطاعات ونفع الآخرين. وعندما يحين الرحيل إلى الدار الآخرة تبقى هذه الأعمال الطيبة رصيداً له في سجل الحسنات تثقل موازينه فتكون له العيشة الهنيئة التي وعد بها سبحانه لعباده الأخيار وفي نفس الوقت ذكراً حسناً بعد الممات. أما أولئك الضعفاء والمساكين وأصحاب الضوائق فهم الذين يحسون بفقد ذلك المرء الذي كان يقف معهم ويساعدهم ويمد يد العون لهم وهم الذين يبكونه أكثر من غيرهم ففقدوا بفقده العون والمساعدة، وكأنهم على موعد مع تجدد المعاناة وشدة العوز والحاجة. وفي مشهد مهيب ومنظر لجموع غفيرة غصت به أروقة جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب في مدينة بريدة يوم الاثنين الموافق 5-10-1426ه أديت صلاة الجنازة على صاحبة الخير واليد الطولى - هيلة التويجري - زوجة الشيخ عبدالله بن وائل التويجري ووالدة مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم الأستاذ صالح بن عبدالله التويجري. فكان منظر الجموع الغفيرة دليل صادق على مكانة هذه المرأة المؤمنة التقية في نفوسهم والفقيدة حسب روايات المؤمنين من النساء الصالحات نحسبها كذلك والله حسيبها، فكانت - رحمها الله- إنسانة طيبة اجتمع عندها التقرب إلى الله بالأعمال الخيرية والحرص على بذل المعروف، وكذلك الصلاة والصيام وذكر الله في كل حين حدثني عنها ابنها (صالح) وعن سيرتها الطيبة وحرصها على مساعدة الفقراء والمحتاجين أكثر من حرصها على أبنائها. فقال سعادته (لقد أعطتنا الوالدة دروساً عظيمة في البذل والعطاء والصفات الجميلة والمحمودة فكانت نعم الزوجة الطيبة والأم الحنون والمرأة صاحبة الخلق الطيب. اتسمت (عليها رحمة الله) بسلامة الصدر وطيبة القلب وحسن التربية لأبنائها واحترام زوجها وأقاربها.لقد كانت هذه الجموع التي حضرت للصلاة عليها شاهدة على حب الناس لها وتقديرهم لها ولأعمالها المباركة ولكن هذه هي الدنيا تضحك وتبكي وتفقر وتغني وعندما تحين ساعة الفراق والأجل المحتوم يكون المرء على موعد مع حسن الخاتمة إن شاء الله بفعل أعماله الطيبة ومساهماته في سبيل الخير. لقد نسيك يا أم صالح أناس ولكن هناك آخرون ما زالت أعينهم تدمع لفراقك نسيتك أنا فتذكرتك عندما شاهدت الفقراء والمعوزين وهم يفقدون العائل ويبحثون عن عائل فعرفت أنك كنت يا أم صالح خير معين لأولئك العجزة والأرامل. يا الله.. ما أصعب هذه الدنيا وابتلاءاتها وما أشد لحظة الفراق للأخيار وأصحاب المعروف وأهل الخير والصدقة والبر والتقوى. رحمك الله يا أم صالح وأسكنك فسيح جناته؛ فقد بذلت وأعطيت وربيت وقمت بحقوق زوجك وأقاربك. فاللهم تغمدها بواسع رحمتك ومغفرتك، وأسكنها فسيح جنتك إنك سميع مجيب.