وهن راحلات.. وهن غائبات.. يبقين هكذا.. في قلوبنا.. منغرسات متجذرات.. مثل شموس الصيف ساطعات أبداً ساخنات! ** يستيقظن.. بل قل لا ينمن.. لا يغبن.. مخبوءات في الدم.. يسبرن تفاصيل أيامنا.. نحس بوجودهن معنا.. قريبات.. لصيقات بنا.. يمسحن دمعنا حين نبكي يبعثن بمناديلهن وكلماتهن.. إلينا.. وتمتد من بين التراب أيديهن ليربتن على أكتافنا.. ويدفعننا دفعاً خفيفاً.. حميماً نحو الأمام ** كيف لهن أن يبتسمن لأفراحنا أن يباركن لنا نجاح أطفالنا.. أن يذكرن يوم زواجنا.. وأن يهتفن في أسماعنا وصايا الأمهات بالوفاء للأزواج وإيثار الأبناء.. حتى وهن هناك.. يبقين بوجوههن الوضيئة يفكرن ماذا يأكل الأطفال.. وكيف تكون بيوتنا أكثر هناء.. أكثر سعادة.. ** كيف لا تغادرنا أمهاتنا.. تبقى معنا.. بطيفها.. بصوتها.. بابتسامتها.. معنا.. تهجس لنا بوجودها.. بإحساسها.. حتى وهي راحلة.. في الغياب!!