هل ياترى دار في خلد هذا الطفل وهو يستطعم الماء من (الزير) أن آباءه وأجداده لم يكن لديهم سوى هذا (الزير) لحفظ الماء بارداً، يروي ظمأهم، ويبل ريقهم بعد عناء يوم عمل أو عطش يوم حار، وفي أسوأ الأحوال ليس لديهم غير (الراقود) يشربون منه ويرتوون!! لا شك أن المهرجان جاء ليفتح أمام هذا الطفل وأقرانه النوافذ لقراءة الماضي وحياة الماضي وما كان عليه الناس آنذاك من شظف العيش وقلة المؤونة وكيف أن انسان هذا الوطن تجاوز تلك المرحلة بكل ما فيها من أسى وتعب وعطش وجوع إلى مرحلة الحاضر الزاهي والباهر. ولا شك أن صورة هذا الطفل وهو يشرب من الماء ب(طعم الماضي) ترسم صورة تغني عن ألف كلمة عندما يستحضرها ذهن إنسان الماضي.