وافق الرئيس الامريكي جورج بوش على بيع مقاتلات اف 16 إلى باكستان في تحول سياسي مهم يكافىء حليفاً رئيسياً فيما تسميه واشنطن بالحرب على الإرهاب لكنه يثير غضب الهند جارتها النووية. وقالت دانا برينو المتحدثة باسم البيت الأبيض إن بوش الذي يقضي عطلة في مزرعته بكروفورد في تكساس اتصل هاتفيا برئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ و(شرح قراره المضي قدما في اتمام الصفقة). وقال متحدث في نيودلهي إن رئيس الوزراء الهندي أعرب عن (مشاعر خيبة أمل شديدة) رغم ان مسؤولين امريكيين قالوا إن بوش ابدى استعدادا لبيع مقاتلات متطورة إلى الهند اذا قررت شراءها في المستقبل. ووصف شيخ رشيد أحمد وزير الاعلام الباكستاني قرار بوش بأنه (لفتة طيبة .. هذا يظهر ان علاقتنا تزداد قوة). وقال مسؤول كبير بإدارة بوش إن صفقة بيع مقاتلات اف 16 إلى باكستان التي تعطلت 15 عاماً (لن تغير التوازن الاجمالي للقوة) بين باكستانوالهند. وأضاف إن مقاتلات إف 16 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن (حيوية لأمن باكستان في الوقت الذي يقدم فيه الرئيس (برويز) مشرف على العديد من المخاطر بمواصلته الحرب على الإرهاب) وقال مسؤول بالادارة الامريكية ان الصفقة تتضمن 24 مقاتلة لكن مسؤولاً آخر قال إن العدد يمكن ان يتغير. وكانت واشنطن قد أوقفت صفقة بيع مقاتلات إف 16 إلى باكستان عام 1990 كعقوبة بسبب برنامجها النووي. ورغم ان مسؤولين أمريكيين قالوا إنه لم يتخذ قرار (في هذه المرحلة) نرد بإيجابية على طلب هندي لتقديم عروض لبيع طائرة مقاتلة متعددة المهام. وقالت برينو ان بوش وسينغ ناقشا (طلب الهند الحصول على معلومات بشأن تزويد الهند بطائرة مقاتلة متعددة المهام) أثناء محادثتهما الهاتفية التي استغرقت تسع دقائق. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية: (الهنود يحاولون اتخاذ قرار بشأن الاختيار بين عدد من الطائرات المقاتلة التي يريدون شراءها .. نحن لسنا المورد المحتمل الوحيد وقد أعلنا اننا سنسمح لشركات امريكية بالمنافسة في ذلك). وكان جهانجير كارامات سفير باكستان لدى الولاياتالمتحدة قد فتح آفاقا سياسية جديدة للمضي قدما في مسألة صفقة طائرات اف 16 المتعثرة عندما قال الشهر الماضي ان اسلام اباد لن تعترض على شراء الهند المقاتلات المصنعة في الولاياتالمتحدة. ويمثل اتمام صفقة مقاتلات اف 16 تحولاً سياسياً كبيراً بالنسبة للولايات المتحدة كما انها خطوة اخيرة نحو القبول الضمني لامتلاك باكستان اسلحة نووية. ويقول عدي بهاسكر الذي يرأس معهد الابحاث والدراسات الدفاعية وهو مركز ابحاث تموله الحكومة في نيودلهي (الرمزية) شيء مهم حيث انها أداة لإطلاق (رأس حربية) نووية. ويأتي القرار في اعقاب زيارة لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى الهندوباكستان في وقت سابق من الشهر الجاري كما يأتي بعد اعلان مشرف ان باكستان تدرس امكانية إرسال مكونات لأجهزة للطرد المركزي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تمكنها من تحديد ما اذا كانت ايران تطور قنبلة ذرية. أبلغت وزارة الخارجية الامريكية زعماء بارزين بالكونجرس بهذا التغيير في السياسة يوم الجمعة. ورغم التطمينات الامريكية فإن نيودلهي حذرت من أن الصفقة يمكن ان تؤثر على التوازن الأمني.