غادر الرئيس الباكستاني برويز مشرف إسلام آباد أمس، متوجهاً الى أميركا اللاتينية، في جولة يختتمها بلقاء الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن في الأسبوع الأول من كانون الأول ديسمبر المقبل، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على تجديد التعاون الدفاعي مع واشنطن بعد جمود دام نحو عقدين. وتعتبر باكستان ثالث أكبر دولة متلقية للمساعدات الأميركية بعد إسرائيل ومصر، وهي حليف رئيسي لها خارج الحلف الأطلسي وفي الحرب ضد الإرهاب. "أف-16" وتنتظر باكستان من قمة بوش - مشرف مدّها بسرب جديد من طائرات "أف-16" المطوّرة. وقال مصدر باكستاني مطلع أمس في تصريح الى "الحياة"، ان مشرف سيطلب من بوش تزويد باكستان بنحو 25 مقاتلة من طراز "أف-16" بقيمة 1.2 بليون دولار، إضافة الى المقاتلات التي دفعت قيمتها قبل عشر سنوات وعرقل الكونغرس الأميركي تسليمها أو رد قيمة الصفقة. وكانت مصادر باكستانية نقلت عن مصادر أميركية الصيف الماضي، قولها إن إدارة بوش تنظر في خيار الإيعاز الى بلجيكا، حليف واشنطن المقرب داخل الناتو، تسليم إسلام آباد جزءاً من ترسانتها من مقاتلات "أف-16" المتطورة، لتجنب معارضة متوقعة من الكونغرس. وتتوقع المصادر أن يوقع الطرفان على الصفقة النهائية خلال الربع الأول من العام المقبل. مصالحة مع الكونغرس وكانت باكستان دفعت قيمة صفقة شراء طائرات "أف-16" في مطلع التسعينيات، الا أن إدارة الرئيس جورج بوش الأب جمدتها بسبب تحفظ الكونغرس الأميركي على البرنامج النووي والبالستي الباكستاني. ومع تطور العلاقات الأميركية - الهندية، عمدت إدارة بوش الابن إلى مراعاة الهند في السنوات الثلاث الماضية، ورفضت بهدوء محاولات باكستان شراء أسلحة أميركية متقدمة. كما نجحت نيودلهي في تشكيل مجموعات ضغط أميركية - هندية داخل الكونغرس، بهدف إحباط المحاولات الباكستانية، إلى أن تمكن مشرف في 16 تشرين الثاني نوفمبر الجاري من الحصول من الكونغرس على تشريع قدمه بوش يتيح لإسلام آباد التزود بأسلحة اميركية. وتستبعد باكستان أن يتعرض مشرف في واشنطن الى ضغوط جديدة، نتيجة تقارير تحدثت عن تزويد العالم النووي الباكستاني عبدالقدير خان إيران بتصاميم متقدمة لصناعة قنبلة نووية. وكان الناطق باسم الخارجية الباكستانية مسعود خان نفى أن تكون "سي آي إي" اكدت في تقرير لها أن يكون خان متورطاً في تسريب تكنولوجيا متقدمة الى إيران، ملمحاً الى أن مصدر هذا الاتهام كان الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، واكتفت سي آي اي بنقله.