وافق الرئيس الأميركي جورج بوش بعد 15 عاماً من الانتظار على بيع باكستان مقاتلات"اف - 16"، في تحوّل سياسي كبير يكافئ حليفاً رئيسياً في الحرب على الإرهاب، قبل أن يتخذ سلسلة خطوات لتعزيز العلاقات مع الهند في مجالي الدفاع والطاقة، في خطوة يتخوّف من أن تزيد سخونة الجدل في جنوب آسيا، حتى وإن لم يؤدِ إلى إخراج عملية السلام البطيئة بين الهندوباكستان عن مسارها. راجع ص 8 ومع إبرام الصفقة الباكستانية، سيتمكن الرئيس برويز مشرف من تقوية موقعه داخل المؤسسة العسكرية الباكستانية لنجاحه في تحقيق تبدل جذري في موقف الولاياتالمتحدة إزاء باكستان خلال أقل خمس سنوات. ويأتي ذلك بينما تخوّف بعض من قيام واشنطن بمعاقبة إسلام آباد، إثر تقارير عن تزويد العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان إيران بتصاميم متقدمة لصناعة قنبلة نووية. كما أنها خطوة أخيرة نحو القبول الضمني لامتلاك باكستان أسلحة نووية. وعلى رغم أن هذا القرار يتعلق ب 24 طائرة مقاتلة، يقول المسؤولون الباكستانيون أنهم يتوقعون شراء نحو 70 مقاتلة، فيما قال مسؤول أميركي في واشنطن أن لا حد أدنى لما يمكن أن تحصل عليه إسلام أباد. وكان الرئيس بوش اتصل شخصياً من مزرعته في كروفورد في ولاية تكساس برئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ لإعلامه بقرار بيع مقاتلات"اف - 16"إلى باكستان. وأعرب الأخير عن استيائه البالغ من القرار، وحذر بوش من"الاثار السلبية للقرار على المناخ الامني للهند". أمام ذلك، توصلت واشنطنونيودلهي إلى اتفاق على سلسلة خطوات لتعزيز العلاقات في مجالي الدفاع والطاقة، تقدم بموجبه شركات تابعة لوزارة الدفاع الاميركية عروضاً لطائرات مقاتلة ربما ترغب الهند في شرائها، وتبحث تقديم تكنولوجيا لنيودلهي في مجال الطاقة النووية للاستخدامات المدنية. وقال مسؤول أميركي ان الهند تدرس شراء صفقة"كبيرة جداً"من الطائرات المقاتلة، من بينها مقاتلات"أف - 16" و"اف - 18". وقال بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية الهندية:"علمنا أن الحكومة الأميركية تفكر في عرض التعاون مع الهند في مجال الطاقة النووية المدنية والأمن النووي، مضيفاً أن قرار الادارة المضي في التعاون في مجال الطاقة النووية"مرحب به ويعكس تفهم أميركا لمتطلبات الهند المتزايدة من الطاقة". وذكرت وسائل الاعلام الهندية أن الولاياتالمتحدة عرضت أيضاً تزويد الهند بمجموعة أكبر من أنظمة التسلح وكذلك التكنولوجيا اللازمة لتصنيع هذه الاسلحة داخل الهند. وبررت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في حديث مع"واشنطن بوست"بيع باكستان طائرات اميركية مقاتلة من نوع ف-16 معتبرة انها دليل على"ان باكستان قطعت اشواطاً كبيرة وهي تسير على الطريق الصحيح هو الافضل منذ وقت طويل ... ان دورنا يتمثل في دعمها في هذا الاتجاه". وفيما اعربت الهند عن"خيبتها الكبيرة"بعد الاعلان عن صفقة الطائرات، شددت رايس على ان هدف واشنطن لا يتمثل في تفضيل اسلام اباد على نيودلهي بل"ان كل ما نحاول القيام به هو تعزيز وتطوير علاقات حسنة مع البلدين تتحسن من خلالها علاقاتهما الثنائية وهو ما كان عديدون يعتقدون انه امر مستحيل". وخلصت الى القول انه يجب التخلص من الاعتبارات القائلة بان"كل ما هو جيد لباكستان مضر بالهند والعكس صحيح".