الالتزام بالأنظمة والقوانين المرورية هو طريق السلامة بعد الله، والدولة ممثلة في وزارة الداخلية والأمن العام والمرور هيّأت كل السبل لضمان سلامة الجميع، ويبقى المسؤول الأول الذي يتحمل المسؤولية هو قائد المركبة بأخذه الاحتياطات اللازمة.. والمخالفات المرورية الهدف منها الالتزام؛ فمن لا يلتزم ويمثل خطرًا على نفسه وعلى الآخرين تجب مخالفته وإرشاده إلى الاستخدام السليم للمركبة والطريق.. كل ما يؤذي الإنسان في بدنه ونفسيته وماله فهو حرام ومرفوض ولا يمكن تقبله، كما نحارب المخدرات والانحرافات الفكرية التي تؤدي إلى المهالك، وأمور أخرى ترتكز على عدم استقرار نفسية الإنسان وصحته العقلية، ولكن وللأسف فإن هناك ملفا قد يكون فيه الإنسان بفهمه ونضوجه وعقله ورزانته، ولكن لحظات فقدان تركيز قليلة جدا تحوله من إنسان سليم إلى عليل مصاب، والأكثر من ذلك أيضا، والملف الأكثر وجعا وألما هو ملف الحوادث المرورية، بأموالنا وأيدينا نفقد صحتنا وعافيتنا، نخسر أموالا وممتلكات، كل هذا وأكثر بين أن تكون ملتزما تسير وأنت بكل تركيزك على الطرقات، وبين أن تنسى نفسك وتشتت انتباهك، فتفقد حياتك وصحتك وراحة أهلك. إن المصابين في الحوادث المرورية ورغم كل ما يمرون به من معاناة من إصابات بسيطة إلى إصابات يفقد فيها الإنسان كينونته، فمنهم من يدخل في غيبوبة مستدامة، ومنهم من يفقد يدا أو قدما، ويدخل في مراحل ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات، والضرر لا يكون فقط على المصاب نفسه، أهله زوجته أولاده وأصدقائه، كلهم يدخلون في عالم المعاناة، تنقلب حياة الأسرة والمجتمع كله نظرا للحظات يظن فيها قائد المركبة أنه يمتلك الدنيا كلها، لحظات بين أن تكون خلف المقود، وبين أن تكون على السرير عليلا فاقدا ذا إعاقة، دموع ومعاناة أم، دموع ومعاناة أب، معاناة زوجة وأولاد، حزن أصحاب، كل هذا ومهما حاولنا الوصف فالواقع أكثر ألما وحزنا. يضاف إلى ذلك ما يتحمله المصاب وأهله من تكاليف، علاج وتصليح وفقدان دخل أو مهنة، ما تتحمله الدولة كذلك، تأثر الاقتصاد وتأخر التنمية، إن جلوس المصاب بالحادث المروري على سرير الشفاء في المشفى يقلب حياة الكثيرين وكأنهم عائلة كاملة هي التي تتمدد على ذلك السرير، كل هذا بقرار سائق مركبة، يلعب بجواله أو لا يتفقد مركبته أو لا يلتزم بإشارات المرور، كل هذا في لحظات تحول حياته من إنسان صحيح إلى جسد معوق، من طموح إلى استسلام، من معيل إلى معال، من قائد مركبة إلى مجرد راكب ينتظر من يقوده. إن الالتزام بالأنظمة والقواعد والقوانين المرورية هو طريق السلامة بعد الله، والدولة ممثلة في وزارة الداخلية والأمن العام والإدارة العامة للمرور هيأت كل السبل لضمان سلامة الجميع، ويبقى المسؤول الأول الذي يتحمل المسؤولية عن سلامته هو قائد المركبة نفسه بأخذه الاحتياطات اللازمة.. والمخالفات المرورية الهدف منها الالتزام؛ فمن لا يلتزم ويمثل خطرا على نفسه وعلى الآخرين تجب مخالفته وإرشاده إلى الاستخدام السليم للمركبة والطريق. نعم أنا من ذوي الإعاقة، ونعم أعلم جيدا حجم ما توفره الدولة -رعاها الله- بتوجيه مباشر من ولاة الأمر، لكي نندمج في المجتمع ونعتمد على أنفسنا ونخدم ذاتنا ونساهم في بناء وطننا ومستقبلنا، ولكن مهما كانت تلك الرعايات وما يتم توفيره من إمكانات إلا أن المعاناة كانت وستبقى أكبر من كل ذلك، تلك اللحظات التي بتعمد أو دونه نقضى فيه تلك اللحظات التي ندخل فيها من أبواب جانبية إلى مطعم إن وجدت، تلك اللحظات التي ننتظر فيها النهار بشمسه حتى يأتي من يخدمك، نعم ولله الحمد على كل شيء، نعم نحن في وطن خير وشعب خير وولاة أمر كلهم خير، ولكن الألم والمعاناة أكبر من ذلك كله. بين ألا تنتبه لإشارة مرورية أو زيادة سرعة لحظات، بين أن تمسك جوالك أو لا تتفقد سيارتك قبل المسير لحظات، بين أن تظن أن زيادة بسيطة في السرعة ستجعلك تصل في الموعد وبين أن يذهب الموعد كله أدراج الرياح، خسارات كبيرة في الأرواح وفي الصحة والأبدان، في المال والممتلكات، كم مرة قلت فيها لأهل بيتك لنؤجل شراء هذا الأمر أو تجديد ثلاجة للشهر القادم، لحظات وتجد أنك تدفع تكاليف علاج وتصليح سيارتك واستيراد قطع ودفع إيجارات تنقل واستئجار سيارة، لحظات بين أن تكون سعيدا وبين أن تكون تعيسا، ليس تعيسا ليوم، بل قد يكون تعيسا أبد الحياة. انظر إلى تلك اللحظات، وانظر لتلك الإشارة المرورية، وانظر لجوالك، وانظر لقدميك ويديك، وتذكر أمك وأباك وزوجك وابنك وابنتك، كلهم في لحظة، والحادث في لحظة، اختر مستقبلك باختيار تلك اللحظات.