يحكى أن رجلاً صالحاً كان يُعد إماماً وشيخاً لقرية نائية.. وكان لهذا الرجل الطيب مكانة وثقة ومحبة وتقدير من أهل القرية جميعاً.. صغيرهم قبل كبيرهم.. ولأن الأيام السعيدة لا تدوم.. كحال هذه الدنيا.. فقد سطا لصوص على تلك القرية.. سرقوا ونهبوا وسبوا ضمن ما سبوا شيخ القرية الطيب الوقور وولوا هاربين. * افتقدت القرية وأهلها الشيخ الوقور وأخذوا يبحثون عنه في كل الأرجاء فلم يجدوه.. وغمَّ عليهم الليل وهم لا يزالون يبحثون عنه.. وعندما يئسوا من الحصول عليه.. وتأكدت شكوكهم بأن اللصوص قد أخذوه سبياً لديهم.. فما كان من أحد رجال القرية إلا أن رفع بصره في السماء وأخذ يمعن النظر في القمر وهو بدر حتى خُيِّل له أن تضاريس سطح القمر تمثِّل وجه إنسان.. لا بل هي وجه الشيخ الوقور. * أُصيب ذلك الرجل بهستيريا عاصفة وأخذ يؤكد لسكان القرية أن شيخهم الوقور ذهب إلى القمر.. وها هو وجهه مرسوم على القمر.. فرد آخر مؤكداً أن وجه الشيخ الوقور مرسوم على القمر.. فتبعه آخر وأكد رؤيته لوجه الشيخ الصالح على سطح القمر.. فتبعه آخرون إلى الحد الذي جعل كل أهل القرية يوقنون أن التضاريس المرسومة على القمر ما هي إلا وجه الرجل الصالح في حالة تعرف علمياً ب (الهستيريا الجماعية).. فعندما تُصاب الجماعات بالعجز القهري فإنها تهرب لا شعورياً نحو الخيال.. وترسم ما يريحها بعيداً عن الواقع. * والهستيريا الجماعية أصابت جماعات منتفعة من سوء أحوال الأهلي بطريقة أو بأخرى.. والطريقة المثلى لديهم لوأد ذلك الأهلي عن طريق التحكيم رغم أنها وسيلة بدائية إلا أن نتائجها فعَّالة..فقد بدأت الهسترة من برنامج تلفزيوني انتخبوا فيه ما يريدون وأخفوا ما لا يريدون.. لمحاولة إثبات أن الحكام ليسوا ضد الأهلي.. فانتقلت هذه (الهسترة) إلى كتَّاب وصحفيين مستفيدة أنديتهم من سحق التحكيم للأهلي.. أو هم ممن يتقرَّبون من صاحب القرار التحكيمي لنفي التهمة عن التحكيم.. فسرت هستيريا الدفاع عن الحكام كما تسري النار في الهشيم.. وفي الوقت نفسه أوحى بعضهم لبعض ببراءة الحكام من دم الأهلي. * وبالعودة لمباراة الأهلي الأخيرة مع الاتحاد.. نجد أن الكل ركَّز على أمور اجتهادية للحكم المطلق كضربات الجزاء الاجتهادية.. وتركوا الأمر الواضح وهو اغتيال تفوق الأهلي بعدم احتساب هدفه الثالث بعد أن أصبحت النتيجة ثلاثة أهداف لهدفين لمصلحة الأهلي فأتت راية ظالمة وصافرة أظلم لتغتال ذلك التفوق وذلك الفوز الصريح مما أحبط لاعبي الأهلي في المباراة.. فقد أحسوا حينها بصعوبة الفوز على فريق الاتحاد، وفريق الحكام المكوَّن من المطلق والشبيكي ومحمد حامد الغامدي. * هنا يجب أن يتركَّز البحث.. هل التحكيم أثَّر في نتيجة المباراة أم لم يؤثِّر؟.. هنا يجب أن نقف ونحلل وننطق الحق وننبذ الباطل.. وليت البحث والتنظير قد عادا إلى المباراة (الخيرية) التي كانت ضمن فعالية حملة التضامن ضد الإرهاب.. والتي تفنن حكمها يوم ذاك ناصر الحمدان في اغتيال كل تفوق أهلاوي وحوَّل كل حق أهلاوي إلى باطل في مناسبة كانت وبكل المقاييس فوق نتيجة أية مباراة.. ولكن يبقى الظلم ظلمات فمن تساهل مرة هان عليه أن يظلم ألف مرة. * فالكل لا يزال يتذكَّر الهدف غير الصحيح للمباراة النهائية قبل عدة مواسم في نهائي الكأس بين الهلال والاتحاد التي ادّعى الاتحاديون أن الهدف صحيح بينما هو في الأصل خطأ على اللاعب باسم اليامي.. وقد صفَّر الحكم أبو زندة بذلك.. ومع ذلك قامت الدنيا ولم تقعد وتبعتها توهقات وتبعات سيئة وخاطئة من أجل هدف غير صحيح.. ويريدون من الأهلاويين الصمت على هدف (قراح). * فلماذا نغض الطرف هنا عن هدف صحيح.. بينما نتعارك مع الجميع من أجل هدف هو في الأصل خطأ على لاعب اشترك مع حارس المرمى؟. * ولعل البعض قد اطلع على مقالي السابق عندما أوردت فقرة مفادها أن الاتحاد لا يمكنه الفوز على الأهلي إلا مع سوء التحكيم أو على الأقل بأخطاء تحكيمية تكون عادة في صالحهم.. وها هو جوابي أمامكم واضح والله المستعان. * وكانت لجنة الحكام سابقاً تتحجج بأن أخطاء حكامها لم تؤثر في نتيجة المبارة.. ولكن في الحالات التي تمس الأهلي فإن قاعدتهم تختلف هنا لتصبح (نوايا الحكم) هي الفيصل في الأمر، وليست نتائج المباريات لأن قرارات حكامهم تغيِّر النتيجة في مباريات الأهلي لصالح الفرق الأخرى.. وخصوصاً أمام الاتحاد.. أما التحجج بالنوايا فلا يعلم النية إلا الله تعالى.. ومع ذلك فها همو يؤكدون أن تلك الهستيريا الجماعية قد نالت منهم نصباً!! * ومع هذه الجوقة الهستيرية.. خرج علينا بعض ممن رسموا يوماً لنادٍ سعودي رسمة (...) أعزكم الله. * أقول خرج أولئك من جحورهم ليشاركوا في الحالة (الهستيرية) بكلام لا يُقال إلا في الشوارع.. وهؤلاء أشد خطراً وفتكاً على الرياضة السعودية. * وأنا حقيقة لا ألوم جيل المعاناة الاتحادي.. فقد تسلَّط عليهم الأهلي لأكثر من خمسين عاماً كاد الاتحاد أن يكون فيها نسياً منسياً.. وقد انحصر فوزهم على الأهلي بدعم تحكيمي فعَّال.. فمستحيل أن يفوزوا على (العقدة) إلا بالخروج خارج أطر اللعبة.. ومع ذلك فنحن لا نلومهم بل نلوم الأقلام الشريفة التي تتساهل في حقوق مهدرة لفريق سعودي كبير تُقدَّر جماهيره بمئات الألوف.. لا لشيء إلا مجاملة لمن لا يستحقونها. * والاتحاديون كانوا في مبارياتهم مع الأهلي يتحججون بهزائمهم حتى من رميات التماس.. فلا يجدون ما يبررون به الهزيمة إلا أن أحد لاعبي الأهلي قد رمى رمية (آوت) بطريقة خاطئة في المباراة والحكم تغاضى عنها!!! * كما ألوم بعض الأهلاويين الذين يُدخلون الهلال النادي الشقيق في أمور ليس للهلال والهلاليين علاقة بها.. فأهل الزعيم أسمى وأعز وأكبر من تلك المماحكات التي يسلكها الآخرون.. فوالله لم أجد خيراً من الهلال والهلاليين لكم أيها الاهلاويون.. خصوصاً ومشاركة سامي الجابر مع فريقه لم تكن سابقة فقد سبقت مشاركة مبروك زايد في مباراة سابقة وهو من قد دعي لمشاركة المنتخب.. حتى إنه بعد المباراة بقي في استاد الملز حيث كان يقيم المنتخب معسكره!!!.. * ثم انه قد يكون الظلم التحكيمي الذي ينال من الأهلي هو نصراوي التوجه فالحكام الذين يشتكي منهم الأهلاويون جلهم من الحكام النصراويين أمثال المطلق والحمدان والناصر والشبيكي وغيرهم من الحكام ذوي الميول الصفراء فلماذا لا يكون التوجه نصراوياً، وذلك لتأهيل النصر للمربع بدلاً عن الأهلي.. رغم عدم قناعتي بهذه الفرضية.. فالمستفيد من نهج الحكام لدينا هو نادٍ واحد وهو الاتحاد ولا غيره مستفيد من عامل التحكيم. * وهناك ملاحظة أصبحت حديث المجالس.. تتعلَّق بالحكام المعتزلين والذين أخذوا (يترززون) في أعمدة الصحف مدَّعين المثالية ومدَّعين الفهم بعد أن كانوا ملء العين والبصر بأخطائهم الجسيمة وتحكيمهم المهزوز.. وكلمة مهزوز أقل ما توصف به مخرجاتهم التحكيمية. * كما أنه من المستهجن جداً أن يكون محللو برنامج (صافرة) هم نفس لجنة الحكام.. حيث تعتبر هنا هي الخصم والحكم.. فلا أعلم أن هناك من لا يزال يرتهن لتلك (الدقة) القديمة عدا لجنة الحكام الموقرة لدينا.. فلماذا لا نرى حكماً مثل عبد الرحمن الموزان (أفضل حكم سعودي وطئت قدماه ملاعب كرة القدم) ولا ننسى الكيال غازي وغيرهما من الحكام الذين لهم وزن في تاريخ التحكيم السعودي.. فلماذا لا يستعان بهم في برنامج (صافرة) بدلاً من لجنة الحكام التي تُعتبر هي الخصم والحكم. * إن الهستيريا الجماعية التي تلت تظلُّم الأهلي من التحكيم لهي حالة قهرية تمارسها فئة بيدها السلطة التحكيمية خوفاً من الاعتراف بالحقيقة المرة.. فالتحكيم العادل هنا هو مثل ذلك الرجل الصالح الذي افتقدته قريته فأصيب أهل القرية بالهستيريا الجماعية.. وبحثوا بهستيريا جماعية لتبرئة الحكام من الظلم الفاضح والمستمر للأهلي.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.