ها نحن نعود إليكم نصافحكم كطيورالمواسم.. نعاود احتفاءنا السنوي لنرى فيه روعة الإنجاز تسطره الأيدي الخيرة وتمنحه دفئا يتجدد على أرض الواقع فيسطع حاملاً بذور العطاء والأمل والتجديد.إن التربية والتعليم عملية عظيمة الشأن جليلة القدر تتطلب منا حمايتها مما يحيط بها من ظروف وتحديات. فبناء الشخصيات وتنمية المهارات واكتساب العلوم والمناداة بأهمية الحوار كفن جدير بالتعليم ، وتوظيفه تربوياً بفتح قنوات الحوار الهادف المدروس.. كلها مجتمعة تمثل مطلبا هاماً لمدخلات التعليم وتضمن مخرجاً تعليمياً واثقا من قدراته وعطائه تعقد عليه الآمال وترهن به نهضة الأمة. إن التربية التي ننشدها هي التي تضع بتوفيق الله طوق النجاة حول أعناق الناشئة لمواجهة موجة التحديات ، وذلك بترسيخ المبادئ والقيم ؛ كونها ثوابت لا يمكن المساومة عليها. أيتها المربية الفاضلة:كوني عوناً لنا في تحسين دوروبيئة المدرسة كونها المحضن الثاني للنشء والميدان الذي يجب ان تتلقى فيه الطالبة تدريبا يوميا على أدب الحوار وفقه الاختلاف واحترام الرأي الآخر والقدرة على التعبير عن الذات,حرية المناقشة, إبداء الرأي, الاعتماد على النفس, حب النظام والقدرة على اتخاذ القرار كلها مهارات مطلوبة تؤهل الطالبة لممارسة حياة عملية موفقة، ترتقي بها إلى المستوى الثقافي والحضاري المطلوب. ثم إن هذا الميدان يتطلب تطوير الأداة التي لن نستطيع تحقيق أهداف التربية إلا بها، ألا وهي المعلم الذي لم يعد ناقل معرفة، وملقن معلومة بل أصبح مطلوبا منه أن يكون مربياً فاضلاً, مثقفاً واعياً, قدوة حسنة, وتبقى القدوة الحسنة دائماً المعلم الأول للأمة؛ فهي المثل الحي في حسن الخلق والإخلاص في العمل ومثابرة الجهد وصدق العطاء ولها سحرها الجذاب ومردودها العميق في النفس البشرية التي تعجز الكلمات، والخطب ،والوعظ، والإرشاد من ان ترقى الى مستوى ما تتركه القدوة الصالحة من أثر طيب ما أجدرنا كتربويات ان نعطي القدوة ما تستحقه من عناية واهتمام. إن من أهم أهدافنا في التربية غرس الشعوربالانتماء؛ فالانتماء للوطن ليس هوية ولا بطاقة نحملها ولكنه حسُّ تحكمه قدرة ، يستوعبه سلوك ، ويترجمه فعل لهذا الوطن الذي منحنا النقاء ، والأمان والطمأنينة وتكوين الحس الوطني لدى المواطن عامة، والناشئة خاصة أمر في غاية الأهمية؛ فالمواطنة التزام اخلاقي تفرضه العقيدة ويترجمه معاني الإيثار. وحينما يكون الوطن هاجساً، يبقى الحب فياضاً متدفقاً ، ويسمو التعليم شامخاً متألقاً ليبرز التاريخ وضاءً شاهداً، والعطاء والنماء ثرَّاً متواصلاً، واللقاء حاراً متوهجاً. فلنمضِ معاً يداً بيد، نرصد خطوات النجاح، نغذ السير، نحث الخطى نحو فضاءات النجاح ؛ حيث التميز في العطاء واستثمار القدرات وتعميق روح الانتماء ؛ لنرسم ملامح التفوق ناصعا جليا على جبين بناتنا نبت الوطن وثروته الحقيقية. وختاما.. فإني أقدم لهذه الكوكبة المتفوقة والمعلمة المتميزة من التهنئة أصدقها ومن التبريكات أجملها.. وللأسرة الراعية وافر التقدير وجميل الامتنان.