أُعجبت بكلمة مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي حول تعزيز الأمن الفكري بين الطلاب والطالبات ونصها (يتفق العقلاء أياً كان دينهم على حاجة الكائنات كلها من بشر وحيوان ونبات وجماد للأمن، فما بديله إلى التدمير والخراب والإفساد للحياة والاحياء، ولذا فإن الأمن من أهم أسباب الحفاظ على الضرورات الخمس التي جاءت جميع الشرايع السماوية للحفاظ عليها وهي: الدين والنفس والعقل والعرض والمال. وما دام أن الأمن نعمة يرفل بها كل فرد ومجتمع، ويسعد بها كل موجود، فإن الحفاظ عليه واجب يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع. والمؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن ووقاية المجتمع من مفسداته من خلال بناء شخصية الناشئة بناءً إسلامياً) ويقول (عندما تتعرض أي أمة أو مجتمع لأزمة أوضايقة فإنها تتجه إلى التربية باعتبارها المدخل الأنسب للتغير والتصحيح، فالتربية هي المعنية بتكوين المفاهيم الصحيحة وتعزيزها في أذهان الناشئة، وهي المسؤولة عن بناء الاتجاهات وضبطها بها يقوي البناء الاجتماعي ويعزز وحدته، وعلى الرغم من أن التربية المقصودة تتم عبر عدة مؤسسات داخل المجتمع مثل، الأسرة، المدرسة، والمسجد، ووسائل الإعلام، فإن المدرسة تبقى إحدى المؤسسات المهمة في القيام بعملية التربية على اعتبار أن العملية التربوية فيها تتم بصورة مخططة كما أن الممارسين لها يتم إعدادهم للقيام بذلك بصفة مهنية متمكنة. فإن المدرسة هي المدخل الأول لتنفيذ جملة من البرامج والمناشط التربوية التي تتجه إلى تحصين عقول الناشئة ووقايتها من الانحرافات الفكرية في ضوء الغايات والأهداف والسياسات التي تسير العملية التعليمية والتربوية وذالك بتعميق ولاء الطلاب لله، ولكتابه، ولرسوله، ولقادة البلاد وعلمائها) انتهى.. بالنظر إلى كلمة سعادة مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله المعيلي نجد أن لهذه الكلمة أهدافاً بعيدة المدى فقد ركز في كلمته على الأسلوب المثالي لتحصين عقول الطلاب وأدرك سعادته والمسؤولون في إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض إن المؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات وأن استثمار عقول هؤلاء الشباب واجب يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع. واستشعاراً من الإدارة العامة لتعليم بمنطقة الرياض لدورها في هذا الجانب فقد قام المسؤولون في الإدارة بإطلاق مشروع تربوي يشتمل على خطوات علمية تسهم في تقوية جانب المسؤولية الفردية تجاه المحافظة على أمن الوطن وحماية مكتسباته ومدخراته من جهة، وفي تقوية جانب الاعتداد والتسامح وإضعاف جانب الغلو والتفكير من جهة أخرى، ويتطلب تحقيق هذه الأهداف والغايات تخطيطاً شاملاً متكاملاً يترجم في برامج تربوية إصلاحية وقائية تستهدف شريحة الطلاب، وتثري عقولهم، وتلمس عواطفهم، وتصحح مفاهيمهم واتجاهاتهم وميولهم، لينتشر الفكر الصحيح ويزول الفكر الخاطئ، وقد سمي هذا المشروع (تعزيز الأمن الفكري بين الطلاب والطالبات تم توزيعه على جميع مدارس المنطقة وينطلق هذا المشروع من جملة من المسلمات من أهمها: - سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية والتي تقوم على مجموعة من الأسس. - أهمية الأمن وأولويته في الطرح والمعالجة والمداولة في مراحل التعليم العام وفي أوساط الطلاب. - المسؤولية الفردية في المحافظة على أمن الوطن والحفاظ على مكتسباته ومقدراته. ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق الأهداف التالية: 1- تعميق الولاء لله ولكتابه ولرسوله ولولاة الأمر في هذه البلاد. 2- تأكيد حب المملكة العربية السعودية والانتماء لها قيادة وشعباً. 3- تحصين عقول الناشئة ووقايتها من الانحرافات الفكرية. 4- التعرف على مظاهر الانحراف الفكري والسلوكي في المدارس ومعالجتها. أما الاستراتيجيات التنفيذية لهذا المشروع فيكمن فيما يلي: 1- الهدف العام: تعميق الولاء لله ولكتابة ولرسوله ولولاة الأمر في هذه البلاد. 2- الأهداف الخاصة: 1- مناقشة المسائل العلمية التي تخفى على كثير من الشباب حيث أدى الجهل بها إلى الإنحراف والمغالاة. 2- نشر الوعي الشرعي والفكري الصحيح في أوساط الطلاب فيما يتعلق بقضايا الغلو والتفكير. 3- بيان حقوق كبار العلماء وأهمية الأخذ والتلقي عنهم. اما موجهات المشروع فتتلخص فيما يلي: 1- إبراز دور العقيدة في الوفاء للوطن والمحافظة على ثرواته وأمنه. 2- إبراز قيمة المسؤولية الفردية في الأمن بشكل دائم في البيئة المدرسية. 3- إبراز الفكر الوسطي المعتدل لدى الناشئة من مصادره الشرعية المعتبرة. 4- تعزيز السلوك الأمني الصحيح وحث الطلاب للمحافظة على أمن وطنهم ومقدراته ومكتسباته، وتوعيتهم بأهمية الأمن وأنه من النعم التي يجب المحافظة عليها. 5- تقويم السلوك الخاطئ المخل بالأمن. 6- بيان دور الشريعة الإسلامية في حمايتها للضرورات الخمس، مع التأكيد على حرمة سفك الدماء المستأمنة. 7- غرس الحب والاخلاص لقادة هذا البلد الذين يسعون جاهدين لخدمة الدين وتحكيم شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. 8- التحذير من المصادر الإعلامية المشبوهة والمنشورات والمطبوعات والملصقات التي لم تصدر عن جهات رسمية في هذه البلاد وعدم المشاركة في نشرها أو تداولها. 9- إشاعة روح المحبة والأخوة والتعاون في المجتمع المدرسي، والبعد عن التصنيف والتحزب. 10- التذكير بنعمة الأمن التي تميز بها هذا الوطن وأنها سبب الالتزام بالدين والتماسك صفاً واحداً لهدم التيارات المنحرفة والوقوف خلف القيادة والحفاظ على الوحدة الوطنية. وان الطريق لبقاء هذه النعم لايتم إلا بالتمسك بتلك المبادي والحفاظ عليها والشعور بالمسؤولية الأمنية من كل عضو في المجتمع. 11- ترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية، القائمة على عقيدة وراية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله فلا راية سواها. ولتحقيق أهداف هذا المشروع الحيوي الهام وتنفيذ برامجه: قامت إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض بوضع خطة تنفيذية واضحة المعالم وتفعّل وتوظف في جميع مدارس المنطقة بواسطة برامج عبر زمن محدد وذلك تحت إشراف ومتابعة مباشرة من مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله المعيلي ومساعد المدير العام للشئون التعليمية الدكتور منصور بن سلمة. وقد تنفيذ هذا المشروع عام 1425 - 1426ه في جميع مدارس المنطقة. هذا بالإضافة إلى اللقاء السنوي الأول لمديري المدارس والمنعقد في الفترة من 2- 3 صفر 1425ه تحت عنوان (دور المدرسة في تعزيز الأمن الفكري) تحت رعاية مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض، ورغبة من الإدارة ولتعم الفايدة وإيصالها لكل مستفيد في مدارس المنطقة وخارجها فقد تم نشر كتاب تعرض لأهم ماورد في اللقاء من أفكار وتوجيهات ومداولات أسهمت في تعزيز دور المدرسة في تربية النشء على المفاهيم الأمنية والوطنية التي تجعل منهم رجال أمن وبناة خير وتقدم. وكان بإشراف رئيس قسم الإدارة المدرسية الأستاذ أحمد الريمي إنه وبالنظر لهذه الجهود الموفقة واستعراضها حول تعزيز الأمن الفكري للطلاب فاننا ولله الحمد أفرح أنا وغيري أن جعل الله مثل هؤلاء القادة التربويين يستشعرون تلك المسؤولية العظيمة تجاه المحافظة على أمن الوطن وحماية مكتسباته وأدركت هذه القيادة أن شريحة الشباب هم أحوج للتوجيه والإرشاد وأن التربية هي المعينة بتكوين المفاهيم الصحيحة وتعزيزها في أذهانهم. كما أدركت هذه القيادة التربوية في تعليم الرياض ان التعليم مصنع ضخم يتكون من وحدات متناسقة وأن المعلم بالضرورة يكون واحة أمن هذه الوحدات وان تأثيره على طلابه كبير فهو القدوة في حركاته وسكناته وأقواله وتعاملاته وإرشاداته وتوجيهاته لهؤلاء النشء وان المعلمين وسيلة لتحقيق الإنتاج المرغوب في هذا المصنع الكبير. ولكي يتحقق التناغم بين وحدات ذلك المصنع الكبير، ونقصد هنا المعلم وبقية مكونات النظام التعليمي، فلا بد أن يكون المعلم على وعي كامل بسياسة التعليم في المملكة العربية السعودية ونركز هنا على الوسطية والاعتدال ونبذ العنف ويعمل على توجيه طلابه إلى كل ما فيه صالح هذه الأمة بجانب معرفته الكاملة بسياسة هذه الدولة التي بنيت على قواعد ثابتة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى والمعلم يأتي عمله مع طلابه في غرفة الصف، أو خارجها، معبراً وبكل وضوح عن مضامين تلك السياسة، فيحقق ما أشرت إليه من تناغم مطلوب مع بقية مكونات المنظومة التعليمية. والسياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية تنبثق من الشريعة الإسلامية التي تدين بها الدولة، وتعدها مصدراً لكل النظم المعمول بها في المملكة العربية السعودية. سواء في شؤون الحكم أو العمل أو الحياة في شتى مجالاتها ومناحيها وكما سبق أن أوضحت فإن سياسة التعليم هي الإطار العام المحدد لكل شؤون التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية وقد صيغت هذه السياسة في وثيقة، يلتزم بمضمونها جميع العاملين في قطاع التعليم بكل أنواعه وصوره. ومن الواجب أن يكون لدى كل معلم نسخة من هذه الوثيقة، ويحرص على قراءتها قراءة متأنية واعية، وبعيد التفكير في مهامه التدريسية، وما يقوم بإعداده من خطط تدريسية من فترة لأخرى في ضوء مضمون هذه الوثيقة وما جاء فيها من غايات عريضة للتعليم. وقد قامت وزارة التربية والتعليم مشكورة بعمل نسخ متعددة وتم نشرها على إدارات التربية والتعليم في مملكتنا الحبيبة ووصلت كل مدرسة للبنين والبنات في مدن ومحافظات وقرى المملكة العربية السعودية ووضحت معالمه وحدوده وقد تعرضت الوثيقة الخاصة لسياسة التعليم في المملكة العربية السعودية إلى غاية التعليم في المملكة في صدر الباب الثاني منها، حيث نصت المادة الأولى في هذا الباب على مايلي: (غاية التعليم فهم الإسلام فهماً صحيحاً متكاملاً، وغرس العقيدة الإسلامية ونشرها وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الإسلامية، بالمثل العليا، وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتطوير المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وتهيئة الفرد ليكون عضواً في بناء مجتمعه) وهذا فعلاً المطلوب من المعلم وما زاد على ذلك فغير مطلوب منه مبتعدا عن الاجتهادات الشخصية التي تخرج عن نطاق وحود هذه السياسة وبالتالي من المنهج المطلوب وعليه أن يركز على مادة الكتاب وتحذير الطلاب من الانزلاق فيما لايعود عليهم ووطنهم بالنفع وعلى المعلم أن يركز على تعزيز الأمن الفكري بين الطلاب ولو ركزنا وتأملنا أهداف التعليم في المملكة لوجدنا أنه يحقق الغايات التالية: 1- غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة والمعارف والمهارات المفيدة والاتجاهات والقيم المرغوبة لدى الطلاب ليشبوا رجالاً أو نساء فاهمين لدورهم في الحياة، واعين بعقيدتهم مدافعين عنها، وعاملين في ضوئها لخير الدنيا والآخرة معاً. 2- الحرص على مصلحة الفرد والجماعة معاً. فهو يبتغي مصلحة الفرد من خلال تعليمه تعليماً كافياً مفيداً لذاته، كما يبتغي مصلحة الجماعة بالافادة مما يتعلمه الأفراد لتطوير المجتمع بصورتين: 1- مباشرة: وذلك من خلال الإسهام في الإنتاج والتنمية. 2- غير مباشرة: وذلك من خلال القضاء على الأمية ونشر الوعي لدى جميع أبناء الأمة بشكل يضمن لهم حياة واعية مستنيرة، ودوراً أكثر فاعلية في بناء مجتمعهم. إن تعزيز الجهود وتعاضدها يدفع بأبنائنا الطلاب إلى صنع المستقبل الزاهر لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم الذي هو مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومما لاشك فيه أن وعي المسؤول بأن تحصين عقول الناشئة وتعزيز الأمن الفكري لديهم من الأولويات وله أهمية كبيرة وأن هؤلاء الطلاب بحاجة ماسة للتوجيه والإرشاد فهم يمثلون القوى البشرية وهم عدة الحاضر وقادة المستقبل في شتى المجالات والميادين وبفضلهم ازدهرت وتقدمت الإنسانية وخطت خطوات واسعة للأمام، والنشء طاقة بشرية هامة قابلة للتوجيه والإرشاد والعناية، والعناية بهم وجذبهم للوسطية والاعتدال هدف أساسي يحقق غايات التربية المنشودة. وبما أن تعزيز الأمن الفكري بين أبنائنا الطلاب والطالبات والتي ينادي به المسؤولون ومن أجله وضعت الخطط وانتشرت الكتب الإرشادية والمطويات المختلفة وكثرت الندوات والاجتماعات التوعوية بتوجيه مباشر من القادة التربويين في إدارة التعليم بمنطقة الرياض لخير دليل على أن التربية هي الوسيلة التي من خلالها نستطيع استثارة عقول هؤلاء الناشئة وقد قال مدير عام التعليم بمنطقة الرياض، عندما تتعرض أي أمة أو مجتمع لأزمة أو ضائقة فإنها تتجه إلى التربية باعتبارها المدخل الأنسب للتغير والتصحيح. وهذه الجهود كلها تصب في صالح المجتمع لنبني جيلاً واعياً يدرك مسؤولياته وواجباته اتجاه وطنه. ولاشك إن كل أفراد المجتمع السعودي يحيون مثل هذه الجهود رغم إيمان كل فرد منا بأنه واجب وطني يحتم على كل مسؤول وكل مواطن عاش على أرضه وشرب من مائه وأكل من أرزاقه وتلذذ بخيراته فأل أوطان عزيزة لايعدل حبها شيء سوى محبة الخالق سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ولكن المطلوب أن يقوم كل مسؤول ومواطن بدوره المنوط به تجاه هذا الوطن. وأخيراً أقول وبكلمة إنصاف ووفاء وعرفان إنها جهود موفقة وعلى كل معلم ومشرف وطالب أن يحرص ويقوم بتلك الأعمال المنوطة به والمكلف بها خير قيام فتعاضد الجهود تؤدي بالتالي إلى تحقيق الأهداف وأن يسترشد كل منهم بقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ولازالت هذه الجهود متواصلة في إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض ولاننسى جهود إدارات التعليم في مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية حول هذا الموضوع الهام بتوجيهات سديدة من ولاة الأمر في بلادنا الحبيبة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين وبإشراف مباشر من وزير التربية والتعليم حفظه الله والجميع يعملون من أجل الوطن وبما يرقى بهذا المجتمع ويجعل من أبنائنا حماة له وبناة مستقبل زاهر وفاءً منا جميعاً لإتمام ما قام به الأجداد من سعي وجهد قطفنا ثماره ونعمنا بخيراته واصبح علينا واجب كبير ومسؤولية عظيمة لمواصلة البناء وحفظ أمن هذا البلد من حقد الحاقدين وحسد الحاسدين، وذالك برفع الحس الوطني من خلال تربية سليمة لدى الكبير والصغير وأن نكون كلنا عيوناً ساهرة لرعاية هذا الوطن وشبابه وعقولاً متفتحة تعي وترد على كل شائعة أودسيسة متسلحين ومتيقظين لكل أهداف ذي أهداف دنيئة ملبين النداء ومجزلين العطاء لإرث الأجداد وحماة لمستقبل الأجيال الواعدة طاعة ووفاء وولاء.