نجح فريق طبي من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث في الرياض خلال اربع ساعات من وضع حدا لمعاناة مريض كان يعاني من ورم سرطاني ضخم في الغدة الدرقية بلغ وزنه كيلو جرامان التف حول رقبته طوال 15 عاما محدثا ضيقا في التنفس وصعوبات جمة في البلع وكاد يودي بحياته. وبدأت معاناة المريض الذي يبلغ من العمر 69 عاما قبل خمس عشرة سنة عندما اخذ ورم صغير وسط رقبته في التشكل والتضخم بشكل تدريجي حتى وصلت حالته قبل اربع سنوات مرحلة متطورة وخطيرة حين بلغ الورم حجما كبيرا تسبب في صعوبة بالغة في البلع وضيق في التنفس اضافة الى الآثار النفسية والاجتماعية اثر انقطاعه عن العمل واعتزال الناس. وقال رئيس قسم الجراحة في المستشفى التخصصي الدكتور سيف الصبحي انه تم استقبال المريض دون اي تقرير طبي حيث لم يراجع طوال حياته اي مستشفى، وتم اجراء الفحوصات الطبية الشاملة التي اظهرت وجود تضخم سرطاني في الغدة الدرقية اثر ذلك اجتمع فريق طبي متعدد الاختصاصات مكون من استشاريي التخدير، والغدد، والقلب، لوضع الخطة المتكاملة لإجراء العملية التي كانت تكتنفها الخطورة بسبب ضخامة الورم وموقعه القريب من القصبة الهوائية. واوضح الدكتور الصبحي ان خطة العملية اقتضت ان يتم ادخال انبوب التخدير المرتبط بالمنظار المتطور ذي الشاشة التلفزيونية عن طريق الفم مرورا بالقصبة الهوائية ليتم تخدير المريض بطريقة آمنة، بعد ذلك تم الاستئصال الجراحي الكامل للغدة الدرقية بنجاح دون الحاجة الى نقل اي كمية من الدم للمريض اذ لم يفقد سوى 200 ملم من الدم. وافاد الدكتور الصبحي ان المريض استرد عافيته بعد مضي 24 ساعة من العملية وبدأ في الاكل والتحدث بشكل طبيعي دون ان تتأثر حباله الصوتية بالعملية نظرا لدقة اجرائها وسيشرع في اعطاء علاج هرموني «ثيروكسين» له مدى الحياة للتعويض عن وظيفة الغدة الدرقية اضافة اجراء مسح نووي بعد مضي ستة اسابيع من تاريخ العملية لمعرفة مدى انتشار السرطان في جسم المريض من عدمه.