لم تترك حكومتنا الحبيبة مرفقا من المرافق الهامة والتي لها مساس في راحة المواطن او خدمة الحرمين الشريفين وزوارهما الا واولتها جل الاهتمام وعميق العطاء ولعل بعض القصور الذي نلمسه في بعض المرافق سببه يكمن خلف تهاون بعض المسؤولين المكلفين او سوء استخدامها من قبل المستفيد الاول لهذه الخدمة.. ولكن لابد لنا كأصحاب اقلام ونحمل رسالة عظيمة ان نقف عند بعض الامور التي يحتاج المسؤول ايضاحها ليقوم بدوره او يوجهه للقيام بهذا الدور!! وفي رحلتي الاخيرة في هذه الاجازة المنصرمة الى دولة الامارات لا يخفى عليكم اهمية المكوث في منفذ جوازات البطحا على حدود دولة الامارات لاستكمال الاجراءات اللازمة لدخول البلد.. اولا: المرافق العامة. لا توجد قطرة ماء في دورات المياه، الامر الذي يجعلها تبدو في اسوأ الاحوال وتنبعث منها الروائح الكريهة واتساءل طالما أن هذا المنفذ يخدم شريحة كبيرة من الزائرين لاداء بعض الفرائض في البيت العتيق كيف يمكن ان يستوعب هذا المكان ما يزيد على «10000» عشرة آلاف زائر في اليوم بوقت الذروة.. إلى جانب انعدام الصرف الصحي بعد ان عفا عليها الزمن فهي تبلغ من العمر اكثر من عشرين عاما ولم يجر عليها اي تعديل او صيانة ايضا، المكان يخلو من وجود مراكز تموين ولا تتوافر الا بقالات صغيرة تستغل حاجة المستهلك اسوأ استغلال لتجعل السعر مدبلاً دون رقابة من الجهات المختصة ويبلغ اقرب مستشفى للمنفذ «270 كيلومتراً» يعني باختصار يموت المريض «ويشبع موت» وهو في طريقه الى المستشفى النائي حيث لا يوجد الا مركز اسعافي صغير بطبيب عام هو الآخر يعاني من شتى الامراض بسبب سوء المناخ والبيئة!! وحينما تحدثنا مع الموظفين عن هذه المعاناة قال احدهم انني افكر الآن بزوجتي الحامل في شهورها الاولى اين سأذهب بها وقت المخاض وهل سوف تساعدني الظروف. وذكر بأن هناك شخصا توفي في الطريق بسبب بعد المكان وقلة الامكانات الاسعافية.. ايضا لا يوجد مطعم واحد يخدم اصحاب الشاحنات الذين يضطرون للبقاء بالمنفذ لمدة «3 ايام» او يزيد حتى يتم تفتيش بضائعهم واعتماد دخولها والحقيقة ان الوضع سيء جدا ويحتاج الى تدخل فوري من المسؤولين لتكون بوابة الدخول الى هذا البلد المعطاء عنوانا يليق بنا خاصة وان هذا المنفذ من اكبر المنافذ على حدود مملكتنا المصانة برعاية الله. إذاً ألا يحتاج مثل هذا الموقع بأهميته القصوى الى نظرة تأمل.