بعد عناء أشهر من العمل المتواصل يخرج غالبية الناس إلى المناطق السياحية في بلادنا الحبيبة للترويح عن أنفسهم والقضاء على الروتين الممل، ورغم أهمية الحديث عن الكثير من المعوقات التي تعترض الراغب في قضاء بعض الوقت في مدننا السياحية إلا أن حديثي هنا لن يمر على تلك المعوقات لا من قريب ولا من بعيد، فلن أتحدث عن أفضل الأماكن السياحية أو عن الغلاء الفاحش في أسعار المساكن ولكنني سأتحدث عن أمر هام لفت نظري على مدى السنوات الماضية التي تنقلت فيها داخل الأماكن الترفيهية في المدن السياحية ألا وهو الإهمال الواضح لبيوت الله ( المساجد) في تلك الأماكن، هذا إن وجدت في الأصل فبعض المنتزهات لا توجد بها أماكن مهيأة للصلاة وإن وجدت فإنها تكون مهملة وغير صالحة للجلوس فما بالكم بفرض نقف فيه أمام الخالق سبحانه وتعالى، فالفرش الموجود بها تكسوه العديد من الأتربة والغبار ناهيك عن دورات المياه التي تنبعث منها الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتجعلك تتردد ألف مرة قبل دخولها، ولست أدري من المسؤول عن ذلك؟، أهي وزارة الشؤون الإسلامية أم رجال الأعمال المستثمرون لتلك الأماكن أم هيئة السياحة ؟، إنها مسؤولية عظيمة سيسأل عنها كل من كان له أدنى صلة بها. لقد قام هؤلاء المستثمرون بالاهتمام بكل صغيرة وكبيرة ممكن أن تمهد لهم طريق الوصول إلى جيب السائح بحثا عن الدنيا (ونسوا حظا مما ذكروا به).. إنني على يقين تام لو أن الدخول لتلك المساجد يتم بتذاكر لرأينا هؤلاء المستثمرين يتبارون في العناية بها بحثا عن المال لا بحثا عن الأجر على الرغم من أن الأجر الذي سيحصل عليه من خلال اهتمامه بها لا تعادله أموال الدنيا، فالواجب علينا جميعا أيها الإخوة التناصح بألا ينسينا الجري وراء كسب الأموال العمل للآخرة قال تعالى ( وابتغي فيما آتاك الله الدار الآخرة ......... الآية )، فما هي الأعمال التي يكون الجزاء فيها أفضل من بيت يبنيه الله لك في الجنة. وإعمار المساجد وتعميرها كما ورد في القرآن الكريم ليس المقصود به البناء فقط إنما أيضا الاهتمام بها وإعمارها بذكر الله سبحانه وتعالى، لذا أتمنى ويتمنى معي كل غيور على بيوت الله أن تقوم الجهة المعنية بالسياحة بمطالبة كل مستثمر لأي مكان ترفيهي بإقامة مسجد متكامل حتى ولو كان صغيرا وتزويده بكل ما يحتاجه المصلون وإحضار عامل خاص للاهتمام به وبملحقاته.. إخوتي في الله إنني لا أعفي الكثير من الناس الذين يستخدمون دورات المياه الخاصة بالمساجد من مسؤولية سوء استخدامهم لها ورميهم لبعض القاذورات فيها. إلا أن العتب أكبر على من بيده أمر بيوت الله، ونصيحتي لنفسي وللجميع أن نتذكر عند استخدامنا لأي مرفق من المرافق أنه ملك للجميع فيجب تركه نظيفا مثلما وجدناه. أحمد محمد الشيخي