إن من الطبيعي أن نجد حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة تختلف من شخص إلى آخر، فنجد أن المكفوفين تختلف حاجاتهم عن حاجات ذوي الإعاقة السمعية أو الحركية وغيرها من الا مثله الأخرى المختلفة من حيث النوع والعمر والكم والكيف، ومن هنا نجد أيضا أن الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة تختلف حسب ما تقدمه القطاعات الحكومية والخاصة وكذلك حسب المكان والزمان والنوع والكم وغيرها، ومن غير الطبيعي أن لا ندرك أن الواحد منا معرض في أي وقت أن يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة وقد تكون الحاجة فترة قصيرة وقد تكون فترة طويلة، عندها يطلق عليه من ذوي الاحتياجات الخاصة لذا من الواجب علينا جميعاً العمل على تهيئة وتقبل وتثقيف وتأهيل المحتاجين للواقع الجديد ومن نقطة البداية ولو كانت من فوق السرير الأبيض للحد من المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية وغيرها من الأمور التي تستغل في استخدام ذوي الاحتياجات الخاصة كسلعة في المساجد والطرق والمرافق الحكومية والأهلية والتي باتت هذا اليوم تشكل مشكلة وليست ظاهرة فحسب. إن من المعلوم أن حياتنا صغارا كنا أو كبارا من هذا المنطلق سوف تتغير وتتبدل لتوائم الحياة في المجتمع وهذا بقضاء الله وقدره ولكن يجب علينا أن ندرك أن حاجاتنا بداية بالحاجات الشخصية والنفسية والاجتماعية والمنزل والمسجد والشارع ومقر العمل ومراكز الخدمات التجارية والمرافق الحكومية والأهلية وغيرها في بيئة المجتمع عموما ستؤثر علينا إذا قدمت أو نفذت أو طرحت دون الرجوع إلى أهل الخبرة من ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم ومعرفة حاجاتهم والأولويات في تلك الحاجات بداية بولي الأمر وبالاخصائي الاجتماعي الذي ينطوي دورهما في تمرير وتقبل هذه الإصابة أو الإعاقه التي قد تغير بعض الأمور في حياتنا. ويجب أن ندرك أن بعد هذا التقبل أموراً يجب أن نتنبه لها وتتمثل في استخدامنا للأجهزة الطبية بأنواعها والكرسي المتحرك وحتى المنزل الذي نعيش فيه وغيرها من الأمور التي يجب أن يكون الإعداد لها من واقع تجارب الآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين سبقونا فيها وليست من الاجتهادات الشخصية التي قد تؤثر على المعاق، فمثلاً المنزل لابد له أن يبني أو يعاد تصميمه وفق هندسة مدروسة ترتبط باستخدامه للكرسي المتحرك أو الاجهزة الطبية أو حتى العكازات التي قد لا تتمشى إلا مع نوعية معينة من الأرضية أو البلاط أو الرخام أو السيراميك والتي قد تسبب الضرر لمستخدمها إذا كانت لا تتمشى مع العكازات أو الكرسي المتحرك وغيرها من الأجهزة التي يستخدمها المعاق، كذلك فإن مشاركة الدفاع المدني مثلاً في وضع قواعد السلامة في منزل المحتاج أو المعاق مطلوبة لتتمشى مع ما يستخدمه في حياته من أجهزة لتسهل عليه بالتالي شؤون حياته في التنقل داخل المنزل وادارة أسرته ويخرج بأقل الأضرار لو قدر الله ووقع له حادث ما، وجل ذلك لابد أن نأخذه وننقله من ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم ويستفاد من خبراتهم وابتكاراتهم وإبداعهم في هذا المجال أو في المجالات الاخرى المماثلة لذلك إننا وحتى اليوم نشاهد أن هناك من الوحدات السكنية والمنشآت العامة والخاصة من تغفل جانب الحاجات الأساسية لذوي الاحتياجات الخاصة ولربما بعضها يكتفي بوضع الممرات الجانبية للمعاقين بناء على التوجيه السامي الكريم، الذي نص على ضرورة توفير ممرات للكراسي المتحركة في كل منشأة، ويغفل بالتالي ما بعد الممرات داخل المنشأة من وسائل السلامة للمعاقين والتي تتمثل في استخدامه لمواد لا تناسب الأدوات أو الأجهزة التي يستخدمها المعاقين مثل الكراسي المتحركة أو حتى عكازات كبار السن أو وضع حواجز داخلية تعيق المعاق من الوصول إلى كامل خدمات المنشأة أو حتى دورات المياه مما يترتب عليه حوادث تزيد وتكبد ذوي الاحتياجات الخاصة الكثير من الألم والمال، لذا فإننا نأمل من النظام الوطني لرعاية المعاقين، أن نرى النور من خلاله بإعطاء المعاق حقه من خلال إلزام هذه الوحدات السكنية والمنشآت العامة والخاصة أو حتى مساكن الأفراد بتوفير كامل مستلزمات السلامة لذوي الاحتياجات الخاصة بعد دراسة ما يحتاجه ذوو الاحتياجات الخاصة المعاقين ومشاركتهم في هندسة هذه الاحتياجات وفق ضوابط تقر وتلزم صاحب المنشأة أو المسكن بتوفيرها سواء بمتابعة النظام الوطني لرعاية المعاقين أو الجهات الحكومية المعنية بالأمر في ذلك مثل البلديات والدفاع المدني أو الغرفة التجارية وغيرها. إن من تكامل الجهود دراسة ما يحتاجه المعاقون عموما والوصول إليهم من خلال نقل تجاربهم وحاجاتهم وحتى ابتكاراتهم وخبراتهم إلى ولاة الأمر والمسؤولين لنقلها وتنفيذها تحقيقا لمصلحتهم العامة والخاصة، لكسر حواجز كثيرة قد تعيقهم عن مواصلة حياتهم الطبيعية أو العملية أو الدراسية وغيرها فمثلاً نجد أن هناك من المعاقين من يرغب في مواصلة دراسته الجامعية وعندما يحضر للجامعة لا يجد السكن المناسب فيصبح عائقا له وقد يضطر إلى ترك الدراسة أو العمل في مصلحة حكومية من اجل عدم توفر السكن المناسب له وغيرها من الأمور الأخرى، التي قد يترتب عليها العزلة ولربما سلك طريقا آخر للحصول على رزقه أو اصبح عالة على ذويه الذين قد يحملونه سبب إعاقته لجهلهم وعدم توعيتهم أو تثقيفهم بهذه الإعاقة أو الاصابة، لذلك وجود السكن المناسب مطلب ضروري بحيث يتكامل البناء مع الحاجات الخاصة بهم ويكون هو الوجهة الرئيسية لهم فالأمر يتطلب توفير سكن يناسب الجميع من ذوي الاحتياجات الخاصة. إنني أناشد الجميع وانقل معاناة معاق وحتى لو تطلب الأمر إيجاد قسم خاص بإسكان المعاقين في بعض الوحدات السكنية يكفيهم العناء والبحث عن سكن مناسب لهم ولذويهم ويكون بسعر رمزي إذا لزم الأمر فما زال هناك الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة في مناطق مملكتنا الحبيبة ينتظرون.