السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. طالعت ما كتبه الاخ حماد رهيمان الرويان من محافظة رفحاء بعنوان «في محافظة رفحاء .. لا للتدخين» بصفحة الرأي بتاريخ 22/12/1423ه، وقد ذكر في مشاركته التي كتبها بمناسبة افتتاح عيادة مكافحة التدخين الجديدة بمحافظة رفحاء، وحيث إن الاخ المذكور قد شارك في موضوع في غاية الاهمية والفائدة وهو حول التدخين والكل يعلم اضرار التدخين على الفرد والمجتمع فشكرا للكاتب على مشاركته الجيدة وعلى إخلاصه وحرصه على اجتثاث هذه العادة السيئة من المجتمع، فهو ذكر بعنوانه «في محافظة رفحاء لا للتدخين» وانا اقول ايضا بالارطاوية «معا من اجل مدينة بلا تدخين، كيف تحافظ على قلبك، وصحتك واقتصادك وكيف تحمي ابناءك وتبعد ضرر هذه السيجارة عن منزلك باكمله ومن ثم مجتمعك» نقول سوف تحقق كل هذه الأمور اذا تكاتفنا مع الحملة التي سوف يقوم بها مركز الرعاية الصحية الأولية بالارطاوية خلال هذه الأيام القادمة والتي يعمل لها من فترة وهو حرصهم بأن يوجهوا المحلات التجارية التي تبيع الدخان بالامتناع عن المتاجرة بهذه السلعة الضارة، فمن خلال هذه الاسطر ادعو الجميع الى مؤازرة هذه الحملة والانضمام اليها بكل ما نستطيع حيث مطلوب من اصحاب المحلات التجارية التجاوب معها وان ينطلقوا جادين ويبتعدوا عن بيع الدخان والتبغ بانواعه، وسوف يعوضهم الله خيراً من ذلك ان شاء الله لان من ترك خيرا لله عوضه خيرا منه، المساهمة في اظهار هذه الحملة حتى يستفيد الجميع من فعالياتها وفقراتها، ان يحاول رب الاسرة الذي ابتلي في شرب الدخان الاقلاع عنه مباشرة بعزيمة قوية وسوف يتحقق له ذلك ان شاء الله، ابناؤه عندما يكتشف بانهم قد وقعوا فيه يقوم بنصحهم بالاساليب الناجحة ويوضح لهم اضراره وألا يستخدم القوة معهم التي لا يمكن ان تجعلهم يقلعون عنه، الكل يعلم بأن من يشرب الدخان يعترف بانه ضار لصحته ومهدر لماله ولكن لا يستطيع تركه، فهذا ما نسمعه من المدخنين ولكن غير صحيح بل من اراد ذلك استطاع وكم من المدخنين تركوه وهم بالسابق مدمنون على شرب الدخان ولكن العزيمة والاصرار ساعدهم على الاقلاع عن التدخين بكل شجاعة وصبر استطاعوا ان يتركوه بلا عودة وهذا كله من توفيق الله اولا والاصرار القوي. ثانياً، نلاحظ في الفترة الاخيرة ان اغلبية المدخنين من الشباب الصغار الذين ما زالوا في بداية مراهقتهم او قبل سن المراهقة حيث البعض ما زال يدرس في الابتدائي، فما الاسباب التي ادت الى هؤلاء الصغار الى الوقوع في تناول هذه السيجارة التي كما يقال اولها «دلع وآخرها ولع» فهل هو يجد لذة عندما يتناولها، هل هو يريد ان يقلد من هو اكبر منه، هل هو الفراغ، هل هو المجتمع، هل هي المدرسة، هل هو غياب الرقيب، يا تُرى ما الأسباب التي اوقعت فلذات اكباد الآباء الذين ينتظرون منهم مستقبلا واعدا بكل خير، ما السبل التي هيأت لهم ذلك وما اسباب النجاة التي سوف تحقق لهم ذلك حيث انهم يريدونها الآن ولكن لا يستطيعون الخروج عندما وقعوا في مزالق ذلك، اباؤهم عندما يشاهدونهم او يعلمون عنهم بانهم يدخنون يتقطعون حسرة وألماً عليهم ويلقون اللوم على المتسبب في ذلك ولا يعلمون كيف يحمونهم من جلساء السوء. إحصائية مذهلة تقتل منتجات التبغ ما لا يقل عن 000 ،11 نسمة يوميا في مختلف انحاء العالم اي ما يزيد على 4 ملايين نسمة سنويا منها 000 ،30 نسمة في دول مجلس التعاون الخليجي، وتقدر منظمة الصحة العالمية ان 500 مليون شخص من الاحياء اليوم سيقتلهم التبغ عام 2030م 30% من هؤلاء بالغرب و70% في العالم النامي، هذه احصائية وقعت بين يدي عندما كنت اقرأ عما كُتب عن التدخين، فما رأيكم هل هي إحصائية مذهلة، اليس من الواجب ان نصوم عنها بعد هذا الاعلان! مواقف كم فيها من عبرة لقد عادت بي الذاكرة الى الخلف ووقعت عيني على مشاركة كتبتها الزميلة آنذاك ليلى بنت محمد المقبل، إحدى كاتبات هذه الجريدة التي فقدنا كتاباتها من فترة طويلة، ولقد قالت في إحدى كتاباتها بعنوان «مواقف.. كم فيها من عبرة» وجميعها عن التدخين والمدخنين: المشهد الأول «طفولة منحرفة»: طفل ذو ثمانية اعوام تقريبا لا تحديدا يمشي في طريقه.. وفجأة وقف وهو يحدق في الارض برهة ثم ثنى جذعه والتقط عقب سيجارة من الارض.. نصب قامته باعتدال بعد ان وضع عقب السيجارة بين انامله وشرع يأخذ منها أنفاساً عميقة وهو يتخيل انه ينفث من فمه الدخان! المشهد الثاني: «ابتلاء» شيخ هرم قد بلغ من الكبر عتيا يتوكأ على عصاه وقد احدودب ظهره شيخ رسمت السنون علاماتها على وجهه وعنقه ويديه ورجليه، وحفرت على ملامحه تجاعيد تشي بحياة طويلة شاقة قد شاقه الفقر فاذاب الشحم واكل اللحم وادق العظم فصير صاحبه هيكلا عظمياً يحيط به جلد تخفق فيه بقايا من حياة وروح!! رأيت ذلك الشيخ الهرم يمشي الهوينى وهو يستجدي الناس ويسألهم طعاما ومالا.. حتى انتحى في زاوية من جدران خرب متآكل فجلس فيها.. واذا بيده تخرج بشيء من تلافيف اسماله البالية واذا بأنامله المرتعشة تقدح زنادا شرع يشعل سيجارة لا تكاد تستقر بين اصابعه.. آه يا لاحزاني ويا لالامي!! افوق عمر ذلك الشيخ الطاعن عمراً؟! ابعد رشاده رشاداً؟! ابعد فقره فقراً؟! انه الابتلاء نسأل الله العافية!!.. وأخيراً حماكم الله انتم وابناءكم من التدخين وأضراره مناور صالح الجهني/الأرطاوية «الجزيرة»