بمناسبة الحملة المباركة التي تقوم بها جمعية " كفى " لمكافحة التدخين في محافظتنا الحبيبة باستضافة طيبة من لجنة التنمية الإجتماعية بأملج , أحببت تعزيز هذه الحملة بكلمات أسأل الله أن ينفع بها , وأرسل رسالة لأخي المدخن الذي أعلم علم اليقين حبه لإتباع شرع ربه , وبغضه لهذه الداء الضار , ولكن ربما غلبته نفسه الأمارة بالسوء ,وزين له شيطانه وصديق السوء عمله , وتوهم أن تدخينه يضيع عليه طفشه , ويعينه على الخروج من مشاكله كما يتوهم بعض المدخين , والمضحك المبكي أنه منذ سنوات وهو يدخن ومع ذا لم تنته مشاكله , ولا يزال يعيش الطفش , لأن كل مايظنه إنما هو وهم . لا أشك - أخي المدخن - أنك تعلم خطر التدخين , ولكنك تظن أنه ليس بذاك الخطر الكبير ولكن تعال معي , وليتك تتجرد من كل فكر سابق حتى تقتنع بما أقول : أليس في التدخين تبذير، والله تعالى يقول:" وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً " [الإسراء:26]. أليس في التدخين إسراف، والله تعالى يقول: " وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " [الأنعام:141]. أليس متعاطيه يؤذي الملائكة والكرام الكاتبين.,ويؤذي المؤمنين غير المدخنين ويجلب عليهم الضرر . أخي الحبيب لقد أجمع علماء هذا العصر على تحريم تعاطيه وبيعه والمتاجرة به لأنه معصية لله تعالى يعاقب فاعلها. أمرأً آخر لعله يعينك في ترك هذا الداء أيسرك � يارعاك الله - أن ترى ابنك مدخنا ؟ قلي بربك , كيف ستنهاه عنه وهو يراك تتعاطاه ؟ فاتركه قبل أن يتركك . لا تقل لا أستطيع , لأن إبنك سيقول لك مثل هذا القول , وربما كنت سبباً في توارث أجيالك لهذا السم القاتل . من شؤم التدخين أنه يحرم صاحبه من مجالسة الأخيار , ومجالس الذكر والعلم . فكم من مدخن يرغب في مجالس الذكر , وأن يجالس الأخيار , ولكنه يتركها لأنه لا يستطيع التدخين أمامهم , أرأيت كم يحرم صاحبه الخير ؟ أما أضراره الصحية فأظنها لا تخفاك , ولكن إقرأها بعين البصر والبصيرة لتعلم أي جناية يجنيها المدخن في حق نفسه . التدخين يحتوي على مادة النيكوتين , بل كل منتجات التبغ : سجاير، سيكار ،معسل، شيشة يوجد بها نيكوتين. هل تعلم أن نقطة واحدة من النيكوتين الخالص (pure nicotine) ممكن أن تقتل شخص عادي. قد يقول قائل أننا نرى المدخنين يعيشون طويلاً , فيقال له : إن وجود هذه المادة قليل في السيجارة الواحدة ولكن مع تزايد التدخين سيعمل على زيادته في الجسم وبالتالي تعمل على زيادة دقات القلب ورفع ضغط الدم حتى يؤدي للوفاة هل تعلم أن 40 نوع على الأقل من المواد الكيميائية التي بالسيجارة تسبب السرطان. هل تعلم أن أحد مخلفات السجائر هو أول أكسيد الكربون وهو نفسه الذي يوجد في عوادم السيارات. ناهيك عن المواد الأخرى التي تحويها السيجارة والتي تحوي لمواد الكيميائية أخرى فيه تشمل الأمونيا (ويستخدم في تنظيف الحمامات) وارسنيك (يستخدم لقتل الفئران( . أخي المدخن التدخين هو على رأس قائمة مسببات المرض والوفاة والتي يمكن الوقاية منها. فهو يسبب السرطان، وأمراض القلب والشرايين والرئة والجلطات. وقد أجرى أحد الباحثين تجربة ، حيث أحضر عدداً من الفئران ووضع على جلدها محلول دخان السيجارة فظهر بعد خمسة عشر يوماً ورم السرطان . واعلم أن سرطان الرئة يندر بين غير المدخنين . وقد مات بهذا المرض عام 1963 م في بريطانيا فقط 25 ألف شخص ، وفي أمريكا 41 ألف شخص , وطبعاً هذه إحصائية قديمة . لقد بينت الدراسات أن المدخن يفقد 7 دقائق من حياته في كل مرة يدخن فيها سيجارة. السموم التي فيه تسبب تخريش في الجلد ، وبعضها يسبب البصاق والسعال ، وظهور اللون الأصفر عند المدخن ، وقد أجريت تجارب للتخلص من هذه السموم ولكنها باءت بالفشل ، وبعض هذه السموم تفتك بالأغشية الرقيقة الملتفة حول الأوتار الصوتية فيسبب ذلك البحة عند المدخن . يسبب التدخين ضيقاً في التنفس بسبب خراب الأكياس الهوائية في الرئتين ، ويسبب آلام الحلق , ويضعف الرجل عن ممارسة حياته الخاصة مع زوجته . يضعف حاسة الشم والذوق والنظر والقدرة على تمييز الألوان . يزيد من عدد نبضات القلب فينتج عن ذلك السكتة القلبية ، ولاشك أن ذلك من سوء الخاتمة أعاذنا الله وإياكم منها . تتكدس السموم في الكبد ، فيشعر المدخن بالتعب والإرهاق لأي مجهود ، لأن الكبد لا تستطيع حجز السموم بهذه الكثرة . يسبب التدخين ارتفاع في ضغط الدم وتصلب الشرايين الذي يؤدي إلى موت الفجأة ، وهذا أيضاً من سوء الخاتمة ، نسأل الله أن يقينا هذه الشرور. . أخيراً هل تعلم أن الوفيات الناتجة عن التدخين أكثر من الوفيات الناتجة عن أي وباء كما ذكرت هيئة الصحة العالمية . أسعدنا � يارعاك الله � بترك التدخين إلى الأبد لتُسعد � والله � زوجتك وولدك وأحبابك . وفي الختام شكراً لجمعية " كفى" شكراً " لجنة التنمية بأملج " شكراً لمنبر أملج الإعلامي " صحيفة أملج الإلكترونية " والعاملين فيها شكراً لكل من ساهم في هذه الحملة . ودعاء صادق لكل من نوي الإقلاع " اللهم يارب العالمين أعن كل من نوى الإقلاع عن هذا الداء وأبدله مكانه صحة وعافية وأنساً وسعادة " كتبه / أخوك المحب : عادل بن عبد العزيز المحلاوي