يهدد التدخين حياة نحو (1.1) مليار شخص في العالم معظمهم من الدول النامية حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. وتبين أن (4-5 ) ملايين شخص يموتون سنوياً نتيجة أمراض متعلقة بالتد خين، ويتوقع أن هذا العدد سيرتفع إلى مابين ( 10-11 ) مليون نسمة بحلول عام 2030م. - تعتبر السعودية رابع أكبر دولة مستوردة للسجائر في العالم . ووفقا لإحصاءات رسمية فإن ( 40%) من الرجال و(10%) من النساء و (25%) من الشباب دون سن الثامنة عشرة يدخنون، ويستهلك المجتمع السعودي حوالي 100 طن من التبغ يومياً . - يساهم التدخين في إحداث عدة أمراض خطيرة منها: سرطان الرئة وسرطان الفم والحنجرة وسرطان المثانة، وكذلك يسبب الإلتهابات المزمنة في القصبة الهوائية والأنسجة الرئوية والذي يوصل الإنسان إلى ضرورة استعمال الأكسجين في معظم أوقاته. - ويسبب التدخين كذلك قرحة المعدة والإثني عشر، وتدهور حالة اللثة والأسنان، والولادة قبل الأوان، وولادة أطفال يكون وزنهم أقل من الطبيعي، ويسبب الإجهاض عند الحوامل المدخنات. مصدر مضار التدخين : عندما تشعل سيجارتك تذكر دائماً انك سوف تتنشق حوالي 4 آلاف مادة مختلفة، منها 40 مادة مسرطنة، أشهرها: 1- النيكوتين: هي المادة المخدرة الأساسية الموجودة في الدخان والمسببة لحالة الإدمان، وينتشر النيكوتين عبر الدم إلى جميع أعضاء الجسم. ويتسبب في زيادة إفراز هرمونات ترفع الضغط الشرياني وتزيد نبضات القلب وتسبب تقلص الشرايين، خاصة شرايين القلب التاجية. 2- أول اكسيد الكربون: هذا الغاز له جاذبية قوية لمادة الهيموجلوبين التي تحمل الأكسجين في الجسم مما يؤدي إلى أن يأخذ مكانها في الدم، فيسبب ذلك نقصاً كبيراً في كمية الأكسجين التي يحتاجها القلب. ومن المعروف أن هذا الغاز له علاقة مباشرة بمرض تصلب الشرايين، ويتسبب بجرح الشرايين ويؤدي إلى ترسب الدهنيات ومواد أخرى مختلفة على جدارها. 3- القطران: وهي مادة لزجة تستخدم في رصف الطرق والشوارع. أضرار التدخين: 1-الأضرار الشرعية: تعاطي الدخان محرم وكذلك الشيشة والدليل قوله تعالى : ( ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً). وقد ثبت في الطب أن تناول هذه الأشياء مضر . قال تعالى : ( ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )، وبهذا فإن المدخن يأثم مع كل سيجارة يدخنها، لأنها تعد معصية. 2-الأضرار الصحية: التدخين يؤذي كل أجهزة الجسم وهو عامل رئيسي في: 16% من وفيات أمراض القلب. 29% من وفيات الجهاز التنفسي. 87% من وفيات سرطان الرئة. التدخين وأمراض الشرايين التاجية: - يمثل التدخين سبباً مباشراً لتصلب الشرايين، والتي تمثل مع ارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل الدهون الأسباب الرئيسية لأمراض الشرايين التاجية والذبحات الصدرية ( حوالي 30 % من إصابات الشرايين التاجية ). - إن تدخين 20 سيجارة فأكثر يومياً يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الشرايين التاجية واحتشاء عضلة القلب بأكثر من الضعف. - تقل إحتمالية الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بالتدريج كلما أقلع المدخن عن التدخين، إلى أن تتلاشى تماماً في غضون 2-3 سنوات بغض النظر عن كمية التدخين في الماضي، وهذا يعد من العوامل المشجعة للإقلاع عن التدخين. 3- الأضرار النفسية: نتيجة للتأثير النفسي والعصبي لمكونات السيجارة فإنه يحدث الأرق، والقلق والإضطرابات النفسية، كما أن المجتمع المدخن يعد أرضاً خصبة لنمو المخدرات .. فقد ثبت أن (90 %) من مدمني المخدرات هم من المدخنين. 4- الأضرار الإقتصادية: المجتمعات العربية تنفق مليارات الريالات على إستيراد مواد التدخين وصناعتها وعلى الأمراض الناتجة عنه. 5-الأضرار الإجتماعية: حيث يعاني المدخن من إنعزال إجتماعي أثناء التدخين في كثير من الأماكن، كما ينظر له بنظرة يشوبها الكثير من الرفض وعدم الرضى الإجتماعي. 6- الأضرار الأمنية: وتظهر صورتها جلية في الحوادث والحرائق التي يكون التدخين سبباً رئيسياً فيها. الأطفال والتد خين: ذكرت دراسة سويدية حديثة أن مستويات النيكوتين في أجسام أبناء المدخنين تكون أعلى من المستويات العادية حتى لو قام والدهم بالتدخين في حجرة منفصلة أو خارج المنزل. واكتشفت الدراسة أن المدخنين الذين يدخنون في وجود أبنائهم يرفعون مستويات النيكوتين لدى هؤلاء الأبناء إلى ( 15 ) ضعف المستويات الطبيعية. وخلصت دراسة سويدية أخرى قامت على سؤال 600 من آباء أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة وسنتين إلى أن ثمة صلة بين تدخين الآباء وأمراض الجهاز التنفسي التي تصيب أبنائهم . التدخين السلبي ( اللا إرادي): هو استنشاق غير المدخنين لدخان السجائر المشتعلة أو الصادر من المدخنين أثناء تدخينهم السيجارة أو الشيشة أو السيجار أو الغليون وهو ما يسمى بالدخان المستعمل. ثبت أن تأثير هذا الدخان على غير المدخنين أكثر ضرراً وخطراً، حيث يتم استنشاقه بدون الفلتر الموجود في السيجارة، مما يسبب لمجالسي المدخنين نفس الأمراض والمضاعفات التي تحدث عند المدخنين ولكن بشكل أكثر فتكاً. كيف تتخلص من التدخين : إذا توقف المدخن عن التدخين فجأة فإن أعراض التوقف عن الإدمان ستكون شديدة في الأسبوع الأول، ثم تخف في الأسبوع الثاني، وبعد شهر تقريباً تزول معظم هذه الأعراض. أما إذا توقف تدريجياً فإن الأعراض ستكون أقل حدة ولكنها تستمر لفترة أطول. ولهذا السبب ينصح معظم الخبراء بالتوقف مرة واحدة مع مراعاة الأمور التالية : - أخبر أصدقائك وأفراد أسرتك ومديرك وزملائك بأنك قد أقلعت عن التدخين، واطلب المساندة والتفهم من الجميع.- حاول أن تشغل نفسك وأن تبعد فكرة التدخين عنك. - مارس الرياضة والهوايات التي تحبها ، خاصة تلك التي تتطلب استخدام اليدين ، كإستخدام الكمبيوتر والرسم ، وغير ذلك. - قم بزيارة الأصدقاء غير المدخنين وتنبه أثناء المواقف التي ترغبك في التدخين ، كالحفلات ومشاهدة التلفزيون والحديث عبر الهاتف وكذلك (فنجان القهوة مع السيجارة ). - بمجرد أن تتغلب على الإدمان، لا تحاول أن تدخن ولو سيجارة واحدة لأن الكثيرين يعودون إلى التدخين بعد محاولة تدخين سيجارة واحدة على سبيل المجاملة. إعداد/ فريق برنامج التوعية الصحية للمجتمع للوقاية من أمراض شرايين القلب التاجية الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع. هذه المعلومات تقدمها صحيفة عناية الصحية بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة و المجتمع.