في هذا العدد نختتم الحديث عن موضوع التدخين وتأثيره على صحة الانسان وكنا في الاسبوع الماضي قد تطرقنا إلى الإقلاع عن التدخين واشرنا إلى انه يتطلب عزيمة قوية وصبرا على تحمل الأعراض الناجمة عن الإقلاع وذكرنا وسائل عملية للإقلاع ومنها أيضا: وضع النيكوتين على الجلد : اتجهت الدراسات الحديثة إلى تطوير وسيلة استعمال النيكوتين في الإقلاع عن التدخين ، وهي وسيلة تناول النيكوتين بالفم ، وذلك بسبب المذاق الكريه للنيكوتين ، بالإضافة إلى أنه يسبب حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان وإثارة أغشية المعدة والفواق ( الزعطة ) . ولقد أجريت تجارب عديدة على بعض المدخنين الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين وذلك بوضع محلول النيكوتين فوق جلد المدخن بدلاً من إعطائه بواسطة الفم لتحاشي حدوث اضطرابات الجهاز الهضمي . ولقد أقلع عدد كبير من المدخنين عن التدخين بفضل استعمال هذه الوسيلة التي يفضلها الباحثون عن وسيلة إعطاء النيكوتين بالفم ، حيث إن وضع النيكوتين على الجلد لا يسبب اضطرابات الجهاز الهضمي أو إصابات في الأسنان أو آلاماً في الفكين . برنامج المشي وتناول الفاكهة : من الوسائل الحديثة للإقلاع عن التدخين وسيلة تعتمد على ممارسة رياضة المشي وتناول الفاكهة والخضار لمدة خمسة أيام بعد الإقلاع عن التدخين ، ولقد أقرت هذه الوسيلة جمعية الاعتدال الدولية وأعلنت أن 80-90% من المدخنين أقلعوا عن التدخين بإتباع هذه الوسيلة . ويفيد المشي وتناول الفاكهة والخضار في إمداد الجسم بالأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة لتحسين صحة المدخن ، وينصح المدخنون بشرب الماء بكثرة خلال الخمسة أيام ، فيتناولون ثلاثة لترات (15 كوباً ) من الماء يومياً لتخليص الجسم من السموم التي انتشرت في أعضاء الجسم بسبب التدخين ، كما ينصح الإخصائيون المدخنين بالإكثار من تناول الفاكهة والخضروات الطازجة مثل البرتقال والجوافة والطماطم مع الوجبات الغذائية ، والمشي لمدة خمس دقائق كل صباح مع التنفس العميق في الهواء الطلق ، ويفيد في الإقلاع عن التدخين الامتناع عن تناول الشاي والقهوة والمشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين مثل الكوكاكولا والبيبسي كولا . تناول الفاكهة من الوسائل الحديثة للإقلاع عن التدخين إرشادات تفيد في الإقلاع عن التدخين وفي تحسين صحة المدخن بعد الإقلاع : تفيد الإرشادات التالية المدخنين في الإقلاع عن التدخين وفي اجتناب العودة للتدخين : 1- مصاحبة الأفراد غير المدخنين والجلوس في الأماكن المخصصة لغير المدخنين في الطائرة أو القطار أو المركبات العامة . 2 - تجنب قراءة إعلانات السجائر . 3 - محاولة الإقلاع عن سيجارة الصباح ، ويساعد على ذلك تناول كوب من عصير البرتقال الذي يقلل من اشتهاء المدخن لهذه السيجارة . 4 - تغيير نوع السيجارة . 5 - وضع علبة السجائر بعيداً عن متناول يد المدخن . 6 - ترك علبة الكبريت أو القداحة في المنزل . 7 - عدم التدخين عند قيادة السيارة أو عند الانشغال بالعمل أو الكتابة . 8 - تدخين نصف السيجارة فقط ، مع عدم جذب الدخان عميقاً داخل الصدر . 9 - عدم التدخين بعد الأكل مباشرة ( يؤجل إشعار السيجارة إلى نصف ساعة بعد الأكل ) . 10 - استعمال المبسم لتقليل كمية النيكوتين والقطران . 11 - الإكثار من تناول الماء وذلك لتخليص الجسم من النيكوتين والمواد الضارة. 12 - الاستحمام مرتين أو ثلاث مرات يومياً مع تدليك أطراف اليدين والقدمين وذلك لتنشيط الدورة الدموية . 13 - الحصول على قدر كبير من الاسترخاء ، وبخاصة خلال الأيام الخمسة الأولى من التوقف عن التدخين مع الإكثار من أكل الفواكه والخضروات الطازجة وعدم تناول الأطعمة الدسمة . للتدخين تأثيره على صحة الإنسان الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول لمكافحة التدخين : وضعت الحكومة السويدية خطة مدتها 25 سنة تهدف إلى خفض استهلاك السجائر والحد من التدخين وتهيئة الحياة للأطفال المولودين بعد عام 1999م في بيئة تقل فيها نسبة التلوث بدخان السجائر كما يقل فيها عدد المدخنين وتشمل الخطة السويدية ما يلي : 1- تبصير الأباء والمعلمين بأضرار التدخين حتى يستطيعوا تربية أبناء هذا الجيل التربية الصحية السليمة بالإضافة إلى تدريس أضرار التدخين ضمن مقررات المدارس . 2 - منع التدخين في المدارس والمسارح ودور السينما والمطاعم والمحلات التجارية والحافلات وتخصيص أماكن للتدخين في مقر العمل . 3 - إنشاء عيادات خاصة لعلاج المدخنين . 4 - زيادة أسعار السجائر عاماً بعد عام . 5 - عدم الترخيص لمحلات بيع السجائر ومنتجات التبغ إلا في أضيق الحدود . 6 - منع بيع السجائر لصغار السن حيث إن شراء أول سيجارة له علاقة وطيدة بالاستمرار في التدخين بعد ذلك . وفي الدراسة التي قامت بها منظمة الصحة العالمية بدولة الكويت جاءت التوصيات كما يلي : 1 - عقد ندوات ودورات حول مضار التدخين كل سنة على أن يتم التركيز فيها على البحوث الاجتماعية التي تتناول مشكلات الناشئين وإيجاد الحلول المناسبة لها وتحديد الوسائل الكفيلة بتوفير كافية احتياجاتهم . 2 - وضع خطة إعلامية على مستوى المجتمع حول مضار التدخين بالتنسيق مع الوزارات المعنية المهتمة برعاية الناشئين ، نفسياً واجتماعياً وتربوياً ، على أن تتخذ هذه الخطة عبر وسائل الإعلام المختلفة لكي يستوعبها أكبر عدد من الأفراد في المجتمع . 3 - التركيز على أهمية مراكز الشباب من خلال تحديد الدور التربوي لهذه المراكز واختيار المشرفين عليها اختياراً سليماً ، إضافة إلى عمل معارض دورية فيها لتوضيح مضار التدخين ووضع حوافز تشجيع على الإقلاع عنه . 4 - إدراج بعض المواد المتعلقة بمكافحة التدخين في المراحل الدراسية خصوصاً المتوسطة والثانوية ، مع ضرورة إبراز دور الاخصائي الاجتماعي والنفسي في المدرسة في توضيح مضار التدخين على أن يكون همزة الوصل بين الطالب المدخن وأسرته . 5 - إنشاء جمعية مدرسية لها نشاطات مختلفة أهمها مكافحة التدخين بشتى الوسائل المتاحة . 6 - الإكثار من معسكرات العمل الطلابية للخدمات العامة بقصد شغل أوقات فراغ الناشئين ووضعهم قدر الإمكان تحت المراقبة التربوية المستمرة خاصة في أوقات الإجازات التي تشجع كما يبدو على التدخين . 7 - الامتناع كلية عن الإعلان للسجائر في وسائل الإعلام المختلفة مع مراعاة التقليل من التدخين في البرامج التلفزيونية ، واستغلال التلفزيون في بث برامج التوعية بمضار التدخين . 8 - التوعية الصحية تعد عاملاً مهماً في التغلب على عادة التدخين عبر التوضيح العلمي المبسط للأضرار التي تصاحب التدخين مع التركيز على إعطاء المعلومات بلغة سهلة مصحوبة بالأرقام والإحصائيات . 9 - التركيز على المشاكل النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الشباب والاهتمام بتوعية المراهقين بطبيعة العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة وخارجها ومحاولة دمجهم في الأنشطة الاجتماعية المختلفة . 10 إجراء دراسة شاملة لظاهرة التدخين في المجتمع للتعرف على دوافع تدخين الناشئة، وبالتالي وضع اقتراحات تسهم في الحد من انتشارها أو القضاء عليها إن أمكن.