وجوه اعتراها الشيب ووجوه حبست دموعها داخل المحاجر فرحاً بما رأت ووجوه نقلت نظراتها بين هذه الوجوه التي تمثل تاريخاً لما يقدمونه على المسرح كان هذا هو حال الحضور الذين ملأوا القاعة التي ضمت الجلسة الثانية للمنتدى المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء يوم الاثنين الماضي وان كان هناك فضل في جمع هذه الوجوه جميعاً في جلسة واحدة فالفضل في ذلك يعود بعد الله إلى مدير المنتدى الرائع سامي الجمعان الذي استطاع ان يثري موضوعه لتلك الليلة بالوجوه الجميلة التي فرق بينها موضوع الجلسة الثانية (الممثل بين الاستمرار والتوقف) حيث ان هذا الموضوع يناقش انقطاعهم عن المسرح الذي دام أكثر من ثلاثين سنة كما ذكر أحدهم عندما قال انه لم ير زميله الممثل المسرحي إلا في هذه الليلة بعد هذه الفترة الطويلة وقد أسندت مهمة التحدث في هذا الموضوع إلى اثنين هما من الذين لهم ارتباطهم الوثيق بالمسرح فالفارس الأول هو الاستاذ جعفر عمران الزميل بجريدة اليوم والذي تحدث بموضوعية وصراحة لامست قلوب وأحاسيس الحاضرين وعبرت عما في دواخلهم مما أرادوا البوح به فقد بدأ ورقته المقدمة بتوجيه الشكر للمسؤولين في الجمعية وخص بالشكر مدير المنتدى الجمعان الذي استطاع ومن خلال جلستين ان يكون للمنتدى شعبية أخذت في الازدياد جلسة بعد جلسة بفضل حسن اختياره للمواضيع القوية التي تهم المسرحيين في المنطقة، ثم أعقبها بتقديم بعض الأسباب التي ذكرها أحد الكتاب العالميين في أحد كتبه ثم ذكر اسباباً كثيرة من وجهة نظره قد تكون هي العقبة التي تقف في طريق مواصلة الممثل للتمثيل فذكر منها الأسباب الاجتماعية ونظرة المجتمع لفن التمثيل وقلة العائد المادي والشهرة الضئيلة والتكوين الجسماني للممثل وغيرها من الأسباب التي لم يسعفه الوقت للاسهاب فيها. حيث جاء بعده الوقت لكي تأخذ الأسباب من نفس الممثلين الذين انقطعوا بالفعل عن المجال المسرحي وقد تحدث بعضهم عن الأسباب التي طرأت عليه شخصياً. ليأتي بعدها دور المتحدث الثاني في الجلسة وهو الممثل والمخرج الشاب الاستاذ نوح الجمعان والذي قدم شكره لمدير المنتدى والمسؤولين بالجمعية لإتاحة الفرصة له للادلاء بدلوه في هذه القضية التي مر بها لمدة ثلاث سنوات في الفترة الأخيرة فذكر ان من الأسباب ماهو شخصي يرتبط بالظروف العملية أو الأسرية التي تمر بالممثل كالدراسة أو العمل، ومنها ماهو عام كالمناخ المسرحي الذي قد يحبط الممثل من عدم توفر الامكانات اللازمة للتواصل مع المسرح. وبين ان سبب انقطاعه وكما يعلم المقربون منه هو مواصلة الدراسة التي كانت سبباً قوياً في الابتعاد وقد يكون سبب الابتعاد هو لالتقاط الأنفاس ومراجعة ما قدمه الممثل في الفترة السابقة وتلافي السلبيات، خاتما كلمته بالتماس العذر له حيث أنه لم يعمل على إعداد ورقته إلا في الليلة التي سبقت الجلسة ومقدما شكره مرة أخرى للقائمين على المنتدى على حسن الاختيار لمثل هذه المواضيع. ثم جاء دور الحضور الذين حرص مدير المنتدى على تواصلهم مع الموضوع وذلك بأخذ رأيهم ومعرفة الأسباب من خلال الاستبيان البسيط الذي وزع عليهم وهي فكرة جميلة تحسب لصالح المنتدى الذي عمل على الربط بين الحضور والمتحدثين في موضوع الجلسة وقد وجدت هذه الفكرة ارتياح الحاضرين للتعبير عما يدور في دواخلهم من خلال طرح بعض الأسباب وقد كان من بين الحضور ممثلون مسرحيون قدامى نذكر منهم على سيل المثال لا الحصر: عبدالله المجحم، صالح بوحنية، جواد الشيخ، علي الليلي، صلاح الشويهين، وغيرهم الكثير الذين طالبوا زملاءهم الممثلين المسرحيين الشباب الذين كانوا حاضرين في الجلسة بألا تمنعهم الظروف مهما كانت عن التواصل مع المسرح وتقديم الأفضل.