حث مسؤولون تجاريون أمريكيون سابقون إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش على إضافة حافز اقتصادي إلى الحرب التي تشنها على الإرهاب من خلال العمل على إلغاء الرسوم الجمركية على مجموعة متنوعة من السلع المستوردة من الدول الإسلامية. وقالت الممثلة التجارية الأمريكية السابقة كارلا هيلز «أعتقد أننا يجب أن نفكر في ذلك، مستوى الرخاء الاقتصادي في دول الشرق الأوسط انخفض على مدى العشرين عاما الأخيرة وعلينا التصدي لهذه المسألة». وفي الأسبوع الماضي وزع معهد السياسة التقدمية وهو مركز بحوث ديمقراطي معتدل دراسة جاء فيها أن جدول أعمال إدارة بوش في مجال التجارة يقوض جهودها في الحرب على الإرهاب من خلال تجاهل الدول الإسلامية في الشرق الأوسط وغيره من مناطق العالم الأخرى. وفي منتدى شارك فيه ستة من الممثلين التجاريين الأمريكيين السابقين لمناقشة قضايا التجارة وصفت الممثلة التجارية الأمريكية السابقة شارلين بارشيفسكي الدول الإسلامية في الشرق الأوسط بأنها «فجوة» في جدول أعمال إدارة بوش في مجال التجارة. وقالت بارشيفسكي «في رأيي ان أي حرب على الإرهاب لا تتضمن خطة محددة للنمو الاقتصادي في المنطقة مصيرها الفشل». وأضافت بارشيفسكي وهي ديمقراطية تولت هذا المنصب في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون أن الولاياتالمتحدة يجب أن تضع برنامجا لخلق فرص عمل واجتذاب استثمارات في الشرق الأوسط من خلال خفض التعريفات الجمركية الأمريكية على المنسوجات وبعض السلع الأخرى.وللولايات المتحدة برامج مماثلة للمعاملة التجارية التفضيلية مع دول في إفريقيا جنوبي الصحراء والبحر الكاريبي وأمريكا الوسطى ومنطقة الانديز في أمريكاالجنوبية.وقالت بارشيفسكي إن الولاياتالمتحدة يجب أن تعمل أيضاً على انضمام مزيد من دول الشرق الأوسط إلى منظمة التجارة العالمية حتى يمكنها الاستفادة من التوسع في تحرير التجارة.واحتمالات انضمام الدول الإسلامية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى كمجموعة إلى منظمة التجارة العالمية أقل منها بالنسبة إلى الدول في أي منطقة أخرى من العالم.وقال ريتشارد ميلز المتحدث باسم الممثل التجاري الأمريكي الحالي روبرتزويليك إن إدارة الرئيس بوش لم تتجاهل الدول الإسلامية في إطار سياستها التجارية.وأضاف «لدينا سجل على تشجيع تحرير التجارة فيما يعود بالفائدة على المنطقة والعالم». وقال يوم الجمعة إن إدارة الرئيس بوش منذ تولت زمام الأمور في 2001 حصلت على موافقة الكونجرس على إبرام اتفاق للتجارة الحرة مع بلد إسلامي هو الأردن وبدأت مفاوضات للتجارة الحرة مع آخر هو المغرب. وأضاف ان مبادرة البيت الأبيض لرابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» تضع خارطة طريق بالنسبة لإندونيسيا ودول أخرى في المنطقة لتعزيز علاقات التجارة مع الولاياتالمتحدة.وتابع ان إدارة الرئيس بوش اتخذت أيضاً خطوات لتعزيز أواصر التجارة والاستثمار مع مصر وسلطنة بروناي والجزائر وتونس والبحرين. ودافعت الممثلة التجارية الأمريكية السابقة كارلا هيلز وهي جمهورية تولت المنصب في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الأب عن السياسة التجارية لإدارة الرئيس الحالي بوش تجاه العالم الإسلامي رغم تسليمها بالحاجة إلى مبادرات جديدة. وقالت هيلز «أعتقد أن كل الدلائل تشير إلى أنهم (إدارة بوش) سيتحركون في الاتجاه الصحيح». وأعرب وليام بروك الذي كان الممثل التجاري إبان ولاية الرئيس الأسبق رونالد ريجان عن قلقه من أن يواجه أي برنامج تجاري تفضيلي مع دول الشرق الأوسط معارضة من الكونجرس وفي الدول التي يسعى البرنامج لمساعدتها. وقال إنه في الظروف الحالية قد يواجه زعماء دول الشرق الأوسط انتقادات داخلية إذا فهم إنهم يربطون سياساتهم بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة.