قال صندوق النقد الدولي انه لم يحدد موعداً لإيفاد بعثة فنية الى العراق وانه لم يحدد قائمة بالشروط التي يتعين استيفاؤها قبل ايفاد بعثة للمشاركة في اعادة اعمار العراق. وتدرس ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش اطلاق مبادرة تجارية واقتصادية في اطار مساعيها لاعادة بناء العراق. قال هورست كولر المدير العام للصندوق أخيراً ان ايفاد بعثة للعراق سيكون "خطوة أولى" في مشاركة الصندوق في اعادة اعمار العراق. وقال توم دوسون مدير العلاقات الخارجية في الصندوق للصحافيين في لقاء دوري أول من أمس: "ليس لدي توقيت للبعثة. ونحن مستمرون في العمل داخلياً مع الصندوق ومع حكومات في شأن المساعدات المحتملة". وسئل دوسون عما اذا كان رفع عقوبات الاممالمتحدة شرطاً قبل توجه بعثة من الصندوق للعراق فقال "لاتوجد قائمة شروط ولا يوجد جدول زمني". وسعى دوسون للتخفيف من أهمية غياب الصندوق عن العراق الآن. وأضاف: "ان ارسال وفد لا يشير بالضرورة الى حدوث تقدم من عدمه"، موضحاً ان مجموعة من مسؤولي الصندوق في واشنطن تعمل الآن على تقويم مهمة اعادة بناء العراق. وقال ان المجموعة على اتصال بوزارة الخزانة الاميركية التي أوفدت مجموعة من مسؤوليها الى العراق. وتابع ان ادارة الصندوق ستتشاور مع المجلس التنفيذي قبل بت أفضل السبل لمساعدة العراق. وظهرت توترات بين الدول المساهمة في الصندوق وعددها 184 دولة خلال اجتماعات فصل الربيع هذا الشهر عندما قالت الولاياتالمتحدة أن على الصندوق أن يوفد فريقاً الى العراق في أسرع وقت ممكن. وقالت دول أخرى انها لا تريد ان يكون للصندوق دور في العراق قبل ان يتضح دور الاممالمتحدة في اعادة اعماره. قال روبرت زوليك الممثل التجاري الاميركي ان ادارة الرئيس جورج بوش تبحث في اطلاق مبادرة تجارية واقتصادية في اطار مساعيها لاعادة بناء العراق ومساعدة دول أخرى في الشرق الاوسط. وأضاف: "أحد الامور التي ندرسها الآن هو كيف يمكننا ان نتبع النصر العسكري في الخليج ببعض المبادرات الاقتصادية فيما يتعلق بالتجارة والتنمية". وكان ديمقراطيون منهم السناتور ماكس بوكوس والممثلة التجارية السابقة شارلين بارشيفسكي حضوا ادارة بوش على زيادة المساعدات الاقتصادية، في اطار حربها على الارهاب، بإبرام صفقات تجارية مع دول الشرق الاوسط. وفي كلمة أمام المؤتمر السنوي لبنك التصدير والاستيراد الاميركي أكسيم لم يقدم زوليك تفاصيل تذكر عن المبادرة. لكن زوليك اضاف ان أحد الافكار التي يجري درسها تماثل المبادرة التي أطلقتها ادارة بوش العام الماضي تجاه رابطة دول جنوب شرق آسيا أسيان بهدف انشاء شبكة من اتفاقات التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة ودول الرابطة. ومع ذلك يتعين على دول الشرق الاوسط ان تمر بمراحل عدة من التحرير الاقتصادي قبل ان تصل الى النقطة التي يمكن ان تبدأ عندها الولاياتالمتحدة محادثات معها في شأن اتفاق للتجارة الحرة ويتوقف ذلك على مدى التطور الاقتصادي والانفتاح الذي تتمتع به هذه الدول. وقال زوليك ان الولاياتالمتحدة تستخدم حالياً "اتفاقات لأطر التجارة والاستثمار" مع دول مثل مصر والبحرين لتدعيم الاصلاح الاقتصادي الذي قد يمهد لاجراء محادثات في شأن التجارة الحرة فيما بعد. وأضاف ان الادارة الاميركية تعمل مع دول في الشرق الاوسط ليست اعضاء في منظمة التجارة الدولية منها السعودية. وحضت دراسة اجراها أخيراً معهد السياسات التقدمية التابع للحزب الديموقراطي، الادارة الاميركية على النظر في تقديم مجموعة من الحوافز التجارية من جانب واحد لدول الشرق الاوسط والدول الاسلامية. ولم يذكر زوليك هذه الامكانية، لكنه قال ان تقريراً أعده للامم المتحدة باحثون عرب، عن عوائق النمو في الشرق الاوسط، يمثل علامة على "بوادر تغير" في المنطقة. وتشكل المبادرة التجارية جزءاً من المساعي الاميركية والدولية لاعادة اعمار القطاعات المختلفة في العراق بما فيها النفطي والزراعي والمالي. وقالت وزارة الزراعة الاميركية مطلع الاسبوع الجاري ان وزير الزراعة الاميركية آن فينيمان كلفت المستشار الاميركي دان امستوتز عملية اعادة اعمار القطاع الزراعي في العراق. كما أعلنت استراليا، التي تحرص على حماية مصالحها التجارية في العراق الذي يعتبر من أكبر اسواق القمح الاسترالي، أنها سترسل وفداً من الخبراء الزراعيين الى العراق للتعاون مع مسؤولين عراقيين واميركيين في اعادة بناء القطاع الزراعي في البلاد.