كشفت الممثلة التجارية الأميركية سوزان شواب لصحيفة أسترالية ان بلادها ستتطلع إلى إبرام مزيد من الاتفاقات التجارية الثنائية والإقليمية، بما في ذلك منطقة تجارية تشمل دول آسيا والمحيط الهادئ، إذا فشلت محادثات التجارة العالمية. وأضافت شواب في تصريحاتها إلى صحيفة"أستراليان"ان نجاح جولة الدوحة من مباحثات تحرير التجارة العالمية يمثل الأولوية القصوى، لكن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ وسبل إبرام عدد من اتفاقات التجارة الإقليمية والثنائية كبديل لها. ونقلت الصحيفة عن شواب أمس قولها:"أعتقد أنكم ستشهدون تسارعاً حقيقياً في الصفقات الثنائية والإقليمية، بما في ذلك اتفاق للتجارة الحرة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ إذا غابت جولة الدوحة فعلاً عن الساحة". وأثارت تعليقاتها التي جاءت بعد أسبوع من فشل محادثات بين الولاياتالمتحدةوالهند والبرازيل والاتحاد الأوروبي في ألمانيا احتمال انضمام دول آسيا والمحيط الهادئ إلى اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية الذي يضم الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك وشيلي. وستزور شواب استراليا الأسبوع المقبل للاجتماع مع وزراء التجارة من منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ أبك الذي يضم 21 دولة. وتوقفت جولة الدوحة التي بدأت قبل ست سنوات تقريباً لتحرير التجارة العالمية وانتشال الملايين من براثن الفقر بسبب خلافات حول دعم الحاصلات الزراعية والرسوم الجمركية على تجارتها في أوروبا والولاياتالمتحدة. انتقادات هندية في هذه الأثناء، قال وزير التجارة الهندي كمال ناث خلال أول زيارة يقوم بها للولايات المتحدة منذ ان تعرضت محادثات التجارة للأزمة ان واشنطن تريد لقطاعها الزراعي ان يزدهر على حساب ملايين المزارعين الفقراء. وكشف ناث انه قال لمفاوضين أميركيين في محادثات مغلقة الأسبوع الماضي في بوتسدام في ألمانيا:"انتم تستهدفون حماية الازدهار والترويج له وأنا أستهدف حماية الحياة". وأضاف في كلمة ألقاها في"مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي"للدراسات في واشنطن ان"الأمر لا يتطلب دراسة علم الصواريخ لفهم ما يتعين ان يسود فعلاً". وتفيد بيانات حكومية أميركية بأن متوسط الدخل بين مليوني أسرة من المزارعين في الولاياتالمتحدة يبلغ نحو 80 ألف دولار، أي أعلى بكثير من متوسط الدخل الأميركي. وقال ناث ان في الهند على الأقل نحو 500 مليون مزارع و300 مليون شخص يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم. ودعا ناث، الذي اجتمع مع شواب ووزير التجارة الأميركي كارلوس غوتييريز، إدارة الأميركي الرئيس جورج بوش إلى تبني مصالح الدول الفقيرة. ونقل عن مسؤول أميركي سابق قوله ان الدول الغنية لم تقبل حقيقة مهمة التنمية الخاصة بجولة الدوحة. وفي حين يريد ناث رؤية المزيد من الاستثناءات للدول الفقيرة تقول إدارة بوش ان زيادة التبادل التجاري ستحسن أوضاع الفقراء. وحذرت من ان استمرار سياسات الحماية الاقتصادية سيحد من النمو. بوش يخسر صلاحيات التفاوض واليوم تنتهي صلاحية السلطات الخاصة التي منحها الكونغرس لإدارة بوش لإبرام اتفاقات تجارية، ما يظهر الانقسامات السياسية في واشنطن وغياب الاندفاع الأميركي حيال التبادل الحر في أوج ارتفاع العجز في الموازين المالية. وسعت شواب أول من أمس إلى إقناع الكونغرس بأهمية هذه الصلاحيات للعمل على التقدم في مجال التبادل الحر. وكتبت في رسالة مفتوحة:"من المهم ألاّ تكون الولاياتالمتحدة مهمشة بينما تبرم دول أخرى اتفاقات تجارية تفضيلية مع منافسينا". لكن الديموقراطيين الذين فازوا بالغالبية في مجلسي الكونغرس في انتخابات تشرين الثاني نوفمبر الماضي، لا ينصتون إلى كل ذلك. فهم يريدون ان تنتهي هذه الصلاحيات الخاصة والمعروفة أيضاً باسم"فاست تراك". وتسمح هذه الصلاحيات للرئيس بعرض اتفاقات على الكونغرس من دون تمكن هذا الأخير من تعديلها. وتريد الغالبية الجديدة استعادة سلطة الكونغرس على المفاوضات التجارية لأن قسماً كبيراً من أعضائها يرى في التبادل الحر المسؤول الأول عن انتقال مئات آلاف الوظائف الأميركية إلى دول فيها كلفة العمل اقل بكثير. ويعزز موقف هذه الغالبية المعارض العجز التجاري الهائل في الولاياتالمتحدة، خصوصاً العجز البالغ 232 بليون دولار مع الصين. وكشفت مجموعة من النواب الديموقراطيين الخميس عن"إدارة جديدة للتجارة"، بين أولوياتها معالجة مسائل التلاعب بأسعار العملات وإخفاقات اتفاق التبادل الحر في أميركا الشمالية والأمن الغذائي ومراجعة الاتفاقات التجارية وفقاً لمعايير مرتبطة بالأمن القومي. وعقد مفاوضون من البلدين جولتين من المحادثات في الأسبوع الماضي في شأن إضافة البنود إلى ما قد يصبح أكبر اتفاق تجاري أميركي في 15 سنة لضمان موافقة الكونغرس عليه. وقال رئيس وزراء كوريا الجنوبية هان دوك سو في منتدى في سيول أمس:"اقتراح الولاياتالمتحدة يعكس سياستها التجارية الجديدة ولا يضيف أعباء كثيرة علينا". ونقل مسؤول في مكتب رئيس الوزراء عنه قوله انه يعتقد ان قبول سول للمطالب سيحسن فرص قبول الكونغرس للاتفاق. كذلك وقعت الولاياتالمتحدةوبنما اتفاقاً للتجارة الحرة أول من أمس بعد نحو 18 سنة من الغزو الأميركي للبلاد ونحو ثماني سنوات من تخلي واشنطن عن السيطرة على قناة بنما.