قال تعالى: {وّوّصَّيًنّا الإنسّانّ بٌوّالٌدّيًهٌ إحًسّانْا حّمّلّتًهٍ أٍمٍَهٍ كٍرًهْا وّوّضّعّتًهٍ كٍرًهْا وّحّمًلٍهٍ وّفٌصّالٍهٍ ثّلاثٍونّ شّهًرْا حّتَّى" إذّا بّلّغّ أّشٍدَّهٍ وّبّلّغّ أّرًبّعٌينّ سّنّةْ قّالّ رّبٌَ أّوًزٌعًنٌي أّنً أّشًكٍرّ نٌعًمّتّكّ الّتٌي أّنًعّمًتّ عّلّيَّ وّعّلّى" وّالٌدّيَّ وّأّنً أّعًمّلّ صّالٌحْا تّرًضّاهٍ وّأّصًلٌحً لٌي فٌي ذٍرٌَيَّتٌي إنٌَي تٍبًتٍ إلّيًكّ وّإنٌَي مٌنّ المٍسًلٌمٌينّ} قال الشيخ السعدي رحمه الله: من لطفه تعالى بعباده وشكره للوالدين، ان وصى الأولاد وعهد إليهم ان يحسنوا إلى والديهم بالقول اللطيف، والكلام اللين، وبذل المال والنفقة، وغير ذلك من وجوه الإحسان. ثم نبه على ذكر السبب الموجب لذلك، فذكر ما تحملته الأم من ولدها وما قاسته من المكاره وقت حملها، ثم المشقة الكبيرة في ولادتها، ثم مشقة الرضاع وخدمة الحضانة، وليست المذكورات مدة يسيرة، ساعة أو ساعتين، وإنما ذلك مدة طويلة قدرها (ثلاثون شهراً). ويستدل بهذه الآيات مع قوله: {وّالًوّالٌدّاتٍ يٍرًضٌعًنّ أّوًلادّهٍنَّ حّوًلّيًنٌ كّامٌلّيًنٌ} ان أقل مدة الحمل ستة أشهر، لأن مدة الرضاع -إذا سقطت منها السنتان، بقي ستة أشهر، مدة الحمل، {حّتَّى" إذّا بّلّغّ أّشٍدَّهٍ} أي: نهاية قوته وشبابه، وكمال عقله، {وّبّلّغّ أّرًبّعٌينّ سّنّةْ قّالّ رّبٌَ أّوًزٌعًنٌي} أي: ألهمني ووفقني {أّنً أّشًكٍرّ نٌعًمّتّكّ الّتٌي أّنًعّمًتّ عّلّيَّ وّعّلّى" وّالٌدّيَّ} أي: نعم الدين ونعم الدنيا وشكره بصرف النعم في طاعة مسديها وموليها، ومقابلة منته بالاعتراف والعجز عن الشكر، والاجتهاد في الثناء بها على الله، والنعم على الوالدين، نعم على أولادهم وذرياتهم، لأنهم لا بد أن ينالهم منها ومن أسبابها وآثارها، خصوصاً نعم الدين، فإن صلاح الوالدين بالعلم والعمل، من أعظم الأسباب لصلاح أولادهم. {وّأّنً أّعًمّلّ صّالٌحْا تّرًضّاهٍ} بأن يكون جامعاً لما يصلحه، سالماً مما يفسده، فهذا العمل الذي يرضاه الله ويقبله، ويثيب عليه. {وّأّصًلٌحً لٌي فٌي ذٍرٌَيَّتٌي} لما دعا لنفسه بالصلاح، دعا لذريته أن يصلح الله أحوالهم، وذكر أن صلاحهم يعود نفعه على والديهم، لقوله: {وّأّصًلٌحً لٌي} {إنٌَي تٍبًتٍ إلّيًكّ} من الذنوب والمعاصي، ورجعت إلى طاعتك {وّإنٌَي مٌنّ المٍسًلٌمٌينّ}. من الفقه في التعامل الميسر هو القمار وهو ان يأخذ المقامر من صاحبه شيئاً فشيئاً في اللعب. وذكر الكفوي ان الميسر: كل شيء فيه خطر والمعنى كل لعب يؤدي إلى المخاطرة بفقد المال نتيجة لذلك اللعب. وعن سبب نهي الإسلام عن الميسر؟ نتبين الحكمة من هذا النهي من خلال استعراض أضراره العديدة فهو يوقع العداوة والبغضاء بين المتقامرين، ويلهي عن ذكر الله وعن الصلاة وسائر الأعمال المفيدة، فضلاً عن أنه عادة جاهلية، من دعا إليها أو مارسها فكأنه حاكى الكفار في لعبهم، وقد جاء النهي عن ذلك عقب النهي عن الحلف باللات. ومن مضار الميسر مايلي: 1- الميسر مُرض للشيطان مسخط للرحمن -عز وجل-. 2- يوقد نار الأحقاد والضغائن بين اللاعبين به. 3- يفكك عُرى المجتمع ويجعله مجتمعاً ممزقاً لا خير فيه. 4- الميسر والخمر من مصائد الشيطان التي يوقع الإنسان فيها بالمعاصي. 5- المقامر يتبلد إحساسه ولا يعبأ بما يمس العرض والدين. فتوى الأسبوع س: شخص لايصلي الفجر إلا بعد طلوع الشمس تكاسلاً، والعصر لا يصلي إلا قبيل غروب الشمس بحجة أنه يأتي من العمل متأخراً مع أذان العصر وتعباناً فينام ويترك الصلاة، فما حكم صلاته، وهل يؤثر على الصيام؟ ج: تركه لصلاة الصبح من غير نوم ولا نسيان بل تكاسلاً عنها حتى تطلع الشمس كفر أكبر على الصحيح من قولي العلماء وعلى هذا القول صيامه غير صحيح، وأما تأخيره لصلاة العصر إلى قبيل غروب الشمس فذلك من صفات المنافقين كما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه إذا أداها في ذلك الوقت أجزأته ولايفسد بذلك التأخير صيامه وعليه التوبة من ذلك والواجب عليه أن يصليها قبل ان تصفر الشمس في المسجد مع جماعة المسلمين.