حيث إن عدد الأزواج الذين يحضرون لزيارة عيادات علاج العقم والمساعدة على الإنجاب بازدياد فان المنطق يملي بأن تتخذ إجراءات لمحاولة منع العقم قبل حدوثه، ولكن ترى هل هذا ممكن؟!. الزواج المبكر قد يمنع العقم لقد بات من المعروف ان الخصوبة تبدأ بالانخفاض الملحوظ على أعتاب سن الخامسة والثلاثين بل إن صحيفة الديلي ميل البريطانية الصادرة أواسط العام الحالي أشارت إلى دراسة استرالية تقول ان القدرة على الإنجاب تبدأ بالانخفاض منذ سن السابعة والعشرين. وهذا الانخفاض يبدأ بشكل تدريجي بعد البلوغ الا انه يزداد ويتسارع ما بين الخامسة والثلاثين والأربعين ليصل قرابة الصفر بعد الخامسة والأربعين وهذا يبقى صحيحاً حتى مع استعمال الوسائل الحديثة للمساعدة على الإنجاب. ولهذا فمن الطبيعي ان تكون أول نصيحة تعطى للفتيات للتقليل من خطر الإصابة بأمراض العقم هي التبكير في الزواج والإنجاب خاصة اذا ما علم أن هناك ازدياد في احتمال الإجهاض بعد سن الثلاثين هذا علاوة على حقيقة انه لا يمكن النظر إلى خصوبة المرأة دون زوجها فمع أن الأبحاث أثبتت أن خصوبة الرجل تتأثر أقل كثيرا بمرور الأيام من خصوبة المرأة وأن الكثير من الرجال أنجبوا وهم في التسعينات الا أن عدد مرات الجماع وبالتالي احتمال إحداث حمل يقل مع تقدم سن الزوج. السمنة قد تؤدي إلى العقم حين تكون السيدة نحيلة فانها تكون عرضة لعدم التبيض الا انه ولحسن الحظ يكون من السهل نسبيا علاج ذلك غير ان المشكلة الأكبر تكون مع السمنة خاصة حين تكون السمنة مصحوبة بأعراض تكيس المبايض مثل وجود خلل في العادة الشهرية أو علامات زيادة الهرمون الذكري «كوجود شعر أسود على الوجه والأذرع» وننصح مثل هؤلاء الفتيات بضبط الوزن قبل الزواج، ولكن هنا لا بد من الإقرار بأن إنقاص الوزن في مثل هذه الحالات يكون صعباً بشكل خاص لأن الهرمومات وعملية التمثيل الغذائي عندهن تسير عكس ذلك، ولذا فاننا ننصح أن يتم إنقاص الوزن بواسطة تقليل كمية الأكل وبواسطة التمرينات الرياضية البسيطة على مدار فترة ستة شهور كما أننا ننصح بعدم استعمال موانع الحمل لفترة طويلة بعد الزواج لأن قدرة هؤلاء الفتيات على الإنجاب قد تكون منقوصة. جراحة البطن يجب أن تتم الجراحة لإزالة الزائدة الدودية الملتهبة فورا خشية انفجارها وانتقال الالتهاب إلى أعضاء أخرى مجاورة كما انها مسؤولية الطبيب الجراح في التعامل مع الأعضاء التناسلية «وخاصة قنوات فالوب» برفق خشية إحداث جروح أو التصاقات تؤدي إلى تعطيل وظيفتها في المستقبل. التهابات القناة التناسلية نادرة لكنها مؤذية هذه قد تسبب التصاقات أو تسكير في قنوات فالوب ولكنها وبحمد الله ولعدم انتشار العلاقات غير الشرعية ونادرة الحدوث في العالم الاسلامي بشكل عام وشبه معدومة الحدوث قبل الزواج ولكن هذا لا يمنع من أن ننصح الفتاة التي تصاب بإفرازات ذات رائحة كريهة أن تستشير الطبيب لتحديد ما اذا كانت بحاجة إلى علاج أم لا. العلاج الشعاعي أو الكيماوي غالبية هذه العلاجات تتلف المبايض مما يعني عدم القدرة على الإنجاب مستقبلا. بطبيعة الحال حفظ حياة المريضة أهم من خصوبتها وبكل أسف لا تزال يد الطب عاجزة عن حفظ الاثنتين معا ولهذا تتم التضحية بالأخيرة. أبواب عديدة طرقت لتمكين هؤلاء الفتيات من الإنجاب خاصة بعد أن أصبح عدد كبير منهن يشفى من السرطان ويحيا حياة طبيعية. يلجأ البعض إلى تنشيط المبايض وجمع البويضات وتجميدها ليتم تلقيحها بحيوانات الزوج مستقبلا وقد سبق لي وأن نشرت بحثا مطولاً عن هذا الأمر بالتعاون مع جامعة ليدز ببريطانيا والتي تعتبر رائدة في هذا المجال. البعض الآخر يلجأ إلى أخذ جزء من المبيض قبل العلاج وحفظه على أمل أن يتم استخراج البويضات منه مستقبلا. الحقيقة أن كل هذه الطرق محفوفة بالمشاكل الشرعية والطبية وهي في مجملها غير ناجحة. * استشاري أمراض العقم والجراحة النسائية بالمركز