ليس بمستغرب أن يعيش الهلال منافساً دائماً في جميع البطولات؛ سواءً كانت محلية أو حتى قارية، فمنها ما يذهب إلى خزينة كؤوس النادي، ومنها ما يفلت من قبضته وهيبته بصعوبة وتعانق بطلاً آخر، كيانٌ أزرق بلغ من العمر (64 ربيعاً) ويملك في جعبته 61 بطولة؛ بمعدل ما يقارب بطولة في كل سنة من سنوات تميزه وسطوته منذ تأسيسه إلى يومنا الحاضر رغم تعاقب الإدارات والنجوم والمدربين، إلّا أن شغف محبيه وجماهيره وكبرياء تاريخه يرفضان العيش في الهامش الكروي المحلي والآسيوي حتى أصبحوا ضمن عمالقة العالم بعد أن أحرزوا الترتيب الرابع في كأس العالم للأندية في النسخة الأخيرة. مقدمة المقالة متأكد تماماً أنها لن تسمن ولن تغني من جوع لدى فئة يسيطر عليها هاجس دائم في كيفية استمرار البقاء في القمة، وأن يبحروا في مستقبل أفضل من ذي قبل دون الركون إلى منجزات قد مضت حتى وإن تزعموا محلياً وقارياً، فئة كانت ولازالت وستبقى هي الوقود والمحرك الرئيسي لهمم وطموحات رؤساء ومدربي ولاعبي ناديهم بفضل ذائقتهم الرفيعة التي اختارت كياناً ليكون «فرس رهان» لإشباع غرورهم وكبريائهم الكروي؛ حتى فرضوا سطوتهم على البطولات المحلية دون أي منافسة تذكر، وتزينوا بسبع بطولات آسيوية وطموحات لازالت تكبر، تلك الفئة هي (جماهير الهلال) التي باتت تخشى قلوبها على فريقها في عثراته وتطالب بإصلاح الخلل في حينه دون رحمة أو رأفة بأي اسم كان سواء كان رئيساً أو مدرباً أو نجماً، حيث إن ذلك الوقود المحرك قد يتحول إلى وقود قد يشتعل ناراً في كل من يقف في وجه توهج ناديها أو سبباً في تدهور ثباته. فبعيدأ عن الأخطاء التحكيمية المؤثرة في نتائج الفريق في الجولات الماضية؛ إلّا أن إدارة الأستاذ فهد بن نافل مطالبة بالوقوف وبحزم في وجه انهيار الحضور الذهني والتركيز الذي يعانيه اللاعبون بالملعب في الفترة الأخيرة، ومناقشة مدرب الفريق في بعض الأخطاء التي لا زال يكررها في كل مباراة وبالذات على صعيد التشكيلة والتبديلات، كما أن هناك سؤالاً يدور في خلد كل مهتم بالشأن الهلالي: « لماذا الهلال النادي الوحيد بالدوري السعودي الذي لا يستفيد من كامل أجانبه كأساسيين منذ إقرار نظام السبعة أجانب؟»، كما أن السؤال الأعظم هو: «القادسية استطاع التسجيل في مرمى الأهلي 3 أهداف بينما الهلال الذي يملك في خطوطه الأمامية (قوميز وكاريو وجيفينكو وفييتو) لم يستطع التسجيل؟». قبل الختام الهلال عبر تاريخه الكروي لديه سر قوي جعله يحقق الكم الهائل من البطولات، ذلك السر هو وجود لاعبين وسط يمتازون بالاستحواذ والتهديف، فكلما ضعفت هذه الخانة بالتحديد ترى الهلال يتأثر بالنتائج.