ما يحدث اليوم في الهلال لا يتحمله رزفان لوشيسكو لوحده؛ بل تتحمله معه إدارة الهلال التي جلست تتفرج على الروماني وهو يسير بالهلال من معركة إلى معركة ومن نزالٍ إلى نزال دون أن يعمل وتعمل إدارة الهلال على إعداد الفريق لمعارك أخرى وتجهيز صف آخر من المقاتلين المتعطشين للانتصارات!. منذ الصيف الماضي رحل إدواردو، ومنذ الصيف الماضي والجميع يعلم أن خربين كان مجرد خيال مآتة وليس بينه وبين الرحيل سوى انتهاء إجراءات مخالصته المتعسرة، ومع هذا اكتفت إدارة الهلال بالتوقيع مع (المجتهد) فييتو في آخر لحظات فترة الانتقالات الصيفية، وها هي فترة الانتقالات الشتوية تكاد تنقضي ولم تحسم صفقة اللاعب الآخر ليواصل الهلال حالة عدم الاستفادة من نظام الأجانب السبعة منذ إقراره، وفي عز حاجة الهلال لكل دعم عناصري يعوض غياب المصابين جسديًا أو فنيًا أو ذهنيًا لاتزال إدارة الهلال توقع مع اللاعبين (الأحرار) للموسم المقبل وتنتظر انتهاء عقودهم من أجل توفير المزيد من الأموال؛ ولذلك على البريك أن يواصل الركض إلى حد التمزق والضياع الفني وليفعل ما يفعل، فالبديل كردي، والأجر على الله، وقس على ذلك بقية اللاعبين الذين لا يشعرون بأي تهديد على الخانة!. يقول رزفان بعد الخسارة أمام أبها إنَّ اللاعبين خذلوه، والحقيقة أنه هو من خذل المدافعين عنه، وهو من أعطى هؤلاء اللاعبين العصا ليجلدوه بها، والسلطة ليتحكموا به وبالهلال، بعد أن قتل طموح البدلاء ودفن المواهب في دكة البدلاء، وأخفى متعب المفرج وفواز الطريس وحمد العبدان وناصر الدوسري وصالح الشهري، وقبلهم أضاع ذعار العتيبي، وأوصى بالتخلي عن المدافع وليد الأحمد الذي يتألق اليوم مع الفيصلي، واليوم حين خذله النجوم أو أخذ منهم التعب والملل وأصابهم ضمان الخانة بالخمول والترهل يلتفت رزفان للدكة فلا يجد إلا لاعبًا محبطًا مخذولًا أو على الأقل فاقدًا لحساسية المباريات!. كان على رزفان وعلى إدارة الهلال أن يعملوا لهذا اليوم منذ الصيف الماضي، وكان عليهم أن يعلموا باستحالة أن ينافس فريق على كل البطولات بأحد عشر لاعبًا، وكان يجب ضخ بعض الدماء الجديدة القادرة على منافسة الأساسيين بشراسة على الخانة أو تعويضهم باقتدار عند الغياب، فكان على إدارة الهلال أن تبدأ الموسم بعنصرين أجنبيين قديرين بديلين لإدواردو وخربين، وكان على رزفان أن يعد العناصر البديلة ويعطيها الفرصة والمساحة الأكبر حتى لا يتأثر الفريق بأي غياب!. أما اليوم فالوضع الذي يعيشه الهلال والذي تعثر فيه ب6 تعادلات و4 خسائر في آخر 12 مواجهة فهو وضع لم تعد تنفع معه الحلول والتحركات المتأخرة، بل هو بكل أمانة وضع يحتاج إلى معجزات لتجاوزه، ولم يعد الفريق بحاجة لبديل إدواردو وخربين فقط، بل صار بحاجة لبدلاء قوميز وجيوفنكو وفييتو، وهو أمر مستحيل لا يستطاع، ووضع مزعج تسبب فيه سوء القرار وسوء الاختيار، ولو أنَّ في النادي عين فنية فاحصة لعلمت أن جيوفنكو قدم مالديه وأكثر وكان يجب أن يرحل، لا أن تجلب معه فييتو المشابه لطريقة لاعبه ومواصفاته و (رخاوته)!. أعترف بأني لا أملك القدرة اليوم على تقديم الحلول والاقتراحات (الممكنة) لإعادة الهلال، فالفريق مفكك، والمدرب تائه، والروح في مهب الريح، والإدارة (تتفرج) وتكتفي بنقاش المدرب وتجديد الثقة به، وصاحب القرار لا يملك القدرة على اتخاذ القرار، وما يحدث اليوم هو نتيجة ما حدث بالأمس من سوء تخطيط وتدبير إداري وفني وعدم إحساس بالمسؤولية من بعض لاعبيه المؤثرين، وأحوج ما يكون له الهلال اليوم هو الدعاء فالله سبحانه وحده القادر على أن يغير حال هذا الهلال من حالٍ إلى حال!.