تطرقنا في المقال السابق لبعض المعوقات السلبية وآثارها على الكرة السعودية.. ولم يكن ذلك من باب تصيد الاخطاء او التربص والترصد ونصب المشانق كما يريدها البعض.. حاشا لله.. وانما هي مشاركة ومساهمة لتحديد اوجه القصور في العملية الرياضية لدينا والتي تصب مخرجاتها في قناة منتخبات الوطن.. ويأتي على رأسها منتخب كرة القدم. هذا وقد تطرقنا في المقال الماضي الى ثلاثة عناصر وهي: 1- ضعف القاعدة الكروية. 2- التفسير السيئ لحلم القرار. 3- الحكام والتحكيم. واليوم نتناول بالتحليل عناصر شتى لعلها تؤطر واقع القصور الكروي وسلبياته لتلافيها ومن ثم وضع الحلول الناجعة وان صعبت.. ومن هذه العناصر وسلبياتها ما يلي: ضغط المباريات وهذه سمة أصبحت خاصة بالدوري السعودي بل وماركة مسجلة لنا.. ولابد ان نواجه الحقائق.. فالدوري لدينا لم يعد افضل دوري عربي.. والنهائيات ليست بأفضل منه.. ولو امعنا النظر لوجدنا اننا الوحيدون الذين يلعبون ثلاث مباريات في الاسبوع الواحد!!.. بل ويأتي وقت تتداخل فيه البطولات.. فيلعب الفريق الواحد وخلال الاسبوع الواحد اكثر من مباراة لمسابقتين محليتين مختلفتين.. كما حصل في نهاية دوري كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس سمو ولي العهد للموسم المنصرم. والغريب هو اختتام بطولات القدم قبل وقتها دون النظر الى متسع الوقت الذي يسبقها او الذي يعقبها.. ومن الحكمة ان تكون المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين هي مسك الختام وليست في اثناء الموسم الرياضي حيث تأتي بطولات السلة واستكمال بطولات اليد والطائرة بعدها لتختتم تصفياتها ونهائياتها بعد المباراة الختامية لكرة القدم على كأس خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مما يفقد المسابقة الأم بريقها وتوهجها ومتعتها.. علما ان ضغط الدوري وبتلك الطريقة اصبح سمة الدوري السعودي بل و«ماركة مسجلة» لنا. هذا ومن سلبيات ضغط الدوري وعلى سبيل المثال لا الحصر.. إصابات اللاعبين وإرهاقهم.. ضيق الوقت لدى المدربين لتلافي الاخطاء والارتقاء بفرقهم.. ضعف الاقبال الجماهيري على المباريات وخواء المدرجات.. وغيرها الكثير من السلبيات الناتجة من ضغط الدوري المحلي دون مبررات مقنعة. المعسكرات طويلة الأجل نحن قوم نتفنن في تطويل المعسكرات بحيث نعزل المنتخب وافراده عن الدوري المحلي ونقيم لهم معسكرات في ايطاليا استعدادا لبطولة تفصلنا عنها شهور وايام ونتوقع بهم في معسكرات منفصلة عن العالم الخارجي.. مما يحرم الاندية من نجومها المنضمين للمنتخب.. اضافة الى تعرض اللاعبين للاكتئاب وشعورهم بالملل الشديد من طول المعسكرات وكذلك حرمان الدوري من النجوم المحجور عليهم!!!.. ومن سلبيات استئثار المنتخب بالنجوم قلة الحضور الجماهيري ومن ثم قلة الدخول المالية للاندية. هذا ونجد ان العملية الرياضية مترابطة برمتها واي خلل في فرع من فروعها يؤثر في المحصلة النهائية للرياضة الوطنية وخصوصا كرة القدم. الكشف عن المنشطات.. وظاهرة الشك في تناول المنشطات في ملاعبنا اصبحت ملموسة ومحسوسة.. رغم ان كل طرف يقذفها اتهاما على الطرف الآخر ويبرئ ساحته منها.. مع خطورتها الصحية على اللاعبين ورغم تنافيها لابجديات التنافس الرياضي الشريف والنزيه ورغم انها أحد اسباب الانفلات العصبي للاعبين في الملاعب إلا انها لم تأخذ حقها من الاهتمام والتفعيل لتبقى معول هدم في كرتنا السعودية.. لذا فالأمل ان تطبق وبدءاً من الموسم القادم وكما وعد به مسؤولو اتحادنا العزيز لكرة القدم واننا لمنتظرون. ظاهرة العنف والخشونة.. لعلنا نشاهد في مباريات كأس العالم وفي اثناء دخول الفرق تقدم بعض الفتية والحاملين علما اصفر مكتوباً عليه عبارات ارشادية تحض على اللعب النظيف وتحذر من الخشونة وذلك يأتي ضمن حملة «الفيفا» لمكافحة ظاهرة العنف والخشونة في كرة القدم التي تشوه جماليات اللعبة وتلحق خسائر فادحة بخيرة النجوم الموهوبين من جراء تلك الالعاب العنيفة. هذا وهناك لاعبون وفرق تخصصوا في انهاء اللاعبين النجوم واللاعبين الموهوبين وهذا ما نراه حقيقة مجسدة لدينا وفي ملاعبنا دون ان نحرك ساكناً. والفيفا عندما ركزت كثيرا في القضاء على الالعاب العنيفة انما تصبو لحفظ حق النجم في ممارسة اللعبة دون ان يساوره الشك ان هناك من يتربص به لإنهاء حياته الكروية ومن ثم وظيفته ومصدر رزقه. هذا ونكاد ننفرد هنا ببعض الفرق التي يعمد لاعبوها الى العنف واللعب على الاجساد لا على الكرة.. ومع ذلك يجدون لها مبررا مطاطيا تحت مسمى «الروح».. وذلك من دون وضوح الرؤية للقائمين على تلك الفرق بين اللعب الخشن والروح التي حملوها ما لم تحتمل من الخشونة والعنف «والانبراش» على اقدام الخصوم والانفلات السلوكي المقيت. تفعيل لجنة العقوبات.. تفعيل لجنة العقوبات لوضع حد للممارسات الخاطئة للاعبين وللإداريين وللفنيين من كوادر الأندية والتي يبدو والله أعلم بأنها أمنت العاقبة تماماً مع الحلم على بعض الخارجين على القيم الرياضية لكرتنا السعودية.. الاحتراف.. والبعض يسميه تهكما الانحراف.. فيظهر اننا اخذناه من حيث وصل اليه الآخرون لا من حيث ما يناسبنا وترك ما لا يتناسب ووضعنا الرياضي والمالي والاجتماعي.. بل علينا وضع الآليات المثلى لاحتراف اللاعب السعودي في الداخل.. فمشكلات الاحتراف لديناتخضع لمعايير سلبية تجاه الاحتراف بمعناه الفعلي.. فنحن في حاجة ماسة الى انضباط ورواتب ودخول ثابتة ودعم حكومي ودعم أهلي وتوعية مدروسة للاعبين.. بل وللقائمين عليها.. وهذا يدعونا الى تخصيص موضوع مستقل للاحتراف السعودي ان شاء الله. هذا ونلمس مما سبق اعلاه ومما سبق في المقال السابق ان على الاتحاد السعودي مواجهة تلك النقاط السلبية التي ذكرناها هنا والتي لانود ذكرها وهي ليست خافية عليهم.. فإذا اردنا المشاركة الفاعلة في كأس العالم القادمة 2006 فعلى القائمين على كرة الوطن ايجاد الحلول الناجحة للنقاط اعلاه.. والله تعالى من وراء القصد.