يجب أن يعرف الجميع شيئاً عن ماهية المخدرات بكافة مراحلها حتى وصولها الى المستعمل والسؤال كيف يتم إعدادها وتصنيعها وترويجها وتعاطيها؟ إن ذلك يتم بأساليب خفية وملتوية ومن قبل أشخاص منحطين وشاذين في المجتمع ويجلبون الأذى للآخرين، لذا رأيت من واجبي توضيح بعض الأمور: من أساليب تهريب المخدرات اخفاؤها في عبوات داخل أحشاء المهرب «بلع أو إيلاج» واختلاطها بدم المهرب وإفرازاته وما يحمله من أمراض معدية.خلط المخدرات بمواد خطيرة ومميتة للمتعاطي مثل مسحوق الزجاج والخزف والمواد الغذائية الفاسدة وخلافها. يتبع مروجو المخدرات طرقا لا تمت للانسانية بصلة ولا تخفى على كل ذي لب وبصيرة، وذلك لايقاع عدد من الشباب على مدار الساعة في براثن تعاطي المخدرات والفساد خاصة السذج من الشباب (المغفل). أما متعاطي المخدرات فيهتم بالبحث عن المخدرات ولا يهتم بكيفية وصولها اليه ولا يستطيع أن يتعرف على ما تلحقه به من خطورة الادمان وخطورة تلوثها بالأمراض أو المخلوطة بمواد مميتة، لأنه فاقد للارادة أو التفكير بسبب أعراض الادمان وما يشعر به من تدهور في حالته النفسية والعصبية حتى يصل الى مرحلة الانهيار. نقل الأمراض يستخدم أفراد عصابات التهريب كافة الوسائل القديمة والجديدة لتهريب المخدرات والممنوعات ومنها وسيلة اخفاء المخدرات في داخل الاحشاء وقد ظهرت بعض الحقائق من خلال الحالات التي ضبطت وما يحدث خلال فترة اخفاء عبوات المخدرات في داخل الاحشاء من تهتك وتمزق للأربطة والأغلفة واعتراض العبوات والانسداد في الاحشاء وأحيانا تنفجر واحدة أو أكثر من العبوات في داخل الأحشاء وتتعرض حياة المهرب لخطر الموت إذا لم يتم اسعافه من قبل طبيب مختص وقد يتطلب عمل جراحة عاجلة له لاستخراج العبوات من أحشائه وإعطائه مضادات التسمم بالمخدرات فورا ومن جراء ذلك تختلط المخدرات وتتلوث بدماء المهرب وافرازاته في داخل الأحشاء وأثناء خروجها عبر المستقيم وفتحة الشرج أو عند نزع الأربطة والأغلفة في حوض التجميع والذي يتم بشكل مقرف ومقزز للمشاهد فكيف بالمتعاطي لهذه المادة وانتقالها في جسمه ودمه ومن ذلك يتضح أن مهربي المخدرات عن طريق أسلوب اخفائها في داخل الاحشاء المصابين بمرض الايدز أو التهاب الكبد الوبائي أو الكوليرا وغير ذلك من الأمراض الخطيرة ينقلون هذه الأمراض بواسطة المخدرات الملوثة بدمائهم وافرازاتهم إلى المتعاطين، حيث تتكيف فيروسات الأمراض الخطيرة مع المادة المخدرة الملوثة داخل قوقعة من مسحوق المخدر الذي يتكور حولها ليبقى على قيد الحياة في البيئة الجديدة بعد الخروج من الاحشاء ثم ينتقل الفيروس الى دم متعاطي المخدرات فيصاب بالمرض. كما تنتقل الامراض الخطرة الى متعاطي المخدرات عن طريق الحقن المستخدمة الملوثة بدم شخص مصاب بالمرض وتبادل الحقن بين المتعاطين وهي ملوثة بدم أحدهم الذي يحمل فيروس المرض. متعاطي المخدرات يفقد القدرة على التحكم بتصرفاته وتصبح تصرفاته غير متزنة وبدون عقل ولا يدرك العواقب فقد يمارس الاجرام والسرقة والزنى واللواط دون وعي من ضمير أو تفكير ويصبح عضواً فاسداً في المجتمع وعرضة للاصابة بمرض الايدز والأمراض الخطيرة الأخرى من جراء ممارسة الجنس غير المشروع. خلط المخدرات بمسحوق الزجاج وتخلط المخدرات بمواد خطيرة قد يكون الهدف منها الغش والقتل أو زيادة الكمية الى أكثر من ثلاثة أضعافها للحصول على أكبر مردود مالي وهذه الاضافات لا حصر لها مثل مساحيق الزجاج أو الرمل أو الخزف أو أي مواد فاسدة أوملوثة بالافرازات والدم والأغلفة والقاذورات والتي تنقل كثيراً من الأمراض ومثال ذلك خلط المخدرات مع مسحوق الزجاج وما يسببه ذلك من تقرحات في الجيوب الأنفية والشعب التنفسية واحتقان وتليف في الرئتين وتوقف التنفس او التسمم والموت كما حصل للشابين اللذين كانا في نزهة في احدى دول شرق آسيا ووجدا ميتين في شقتهما في ذلك البلد وجرى تبليغ أهاليهما لاستلامهما من المطار وتبين من محاضر التحقيق المرافقة لهما والفحص الطبي للجثمانين من قبل سلطات ذلك البلد أن سبب الوفاة تعاطي مخدر الهيروين الملوث المضاف إليه مسحوق الزجاج وكانت نتيجة الفحص وجود تقرحات في الجيوب الأنفية والشعب واحتقان في الرئتين وتوقف التنفس وعلى اثر ذلك فارقا الحياة. التوعية وللتوعية بأضرار المخدرات ينبغي أن تقوم إدارات مكافحة المخدرات في كافة المدن والقرى بالاعداد لندوات وحلقات تدريبية قصيرة في العطلات الصيفية لاعداد مرشدين وموجهين يتميزون في القيام بالتوعية الصحيحة لمحاربة تعاطي وترويج وتهريب المخدرات ويشارك في هذه الدورات كافة القطاعات «المدارس والجامعات والنوادي وكافة الجهات الحكومية المدنية والعسكرية بما في ذلك العمد وأئمة المساجد وهيئات الأمر بالمعروف في كل حي». وأن يساهم كل منا بما يستطيع وكل في مجاله من أجل التوعية الصحيحة بأضرار المخدرات حتى لا يقع أي من أبنائنا أو بناتنا لاقدر الله في براثن المروجين وأصدقاء وجلساء السوء.. مع التحذير من خطر المخدرات وعدم تمكين المروجين وأصدقاء السوء من الوصول الى ضحاياهم الذين تنقصهم الخبرة والتوعية بخطورة المخدرات. وكشف الأساليب التي يتبعها المروجون لايقاع الشباب في تعاطي المخدرات ويقوم بذلك كل من العلماء والمثقفين والمختصين واستخدام كافة الوسائل المتاحة. وتوعية المسافرين الى الدول الاجنبية المعروفة بزراعة أو تجارة أو ترويج المخدرات بما في ذلك بلدان العبور وأيضا البلدان التي تتهاون أو تسهل أنظمتها تعاطي المخدرات وترويجها وتعتمد التوعية على ما يقدمه المختصون من معلومات ارشادية ومحاضرات يتم نشرها في الكتيبات والصحف والمجلات بما في ذلك مجلة الخطوط السعودية بشكل دائم وغير ذلك واعداد كتيب يوزع مجانا على المسافرين للخارج على متن طائرات الخطوط السعودية للتوعية بأضرار المخدرات حتى لا يقع الشباب فريسة للمروجين في الخارج نتيجة الجهل. والعمل على مساعدة الشباب وحل مشاكلهم والحذر والحيطة من اصدقاء السوء والتعرف على الاسر التي تهمل ابناءها وأسباب ذلك وإيجاد الحلول الممكنة لأي مشاكل في الاسرة تؤدي الى تفكك الأسر وضياع الابناء وتركهم فريسة لمروجي المخدرات ويرشح لهذه المهمة نخبة ممتازة من المتطوعين المؤهلين لهذا العمل.وتوعية الطلاب في المدارس والشباب في النوادي وفي أماكن تجمعاتهم في العطلات الصيفية وعمل خطط مستمرة للاعداد للمحاضرات والندوات وترشيح المحاضرين من المثقفين واستخدام وسائل الايضاح «بروجكتر، النماذج، الصور، العينات، والأفلام» والتوعية عن طريق الانترنت الخ وتكثيف برامج التوعية للشباب والطلاب المعرضين للانحراف نتيجة الفشل الدراسي أو تفكك الاسرة وغير ذلك والتعرف على الاسباب بالتعاون مع أهاليهم وأولياء أمورهم وتقويمهم. لاشك ان كافة الجهات الحكومية المنوط بها الرقابة تعمل على اعداد الكفاءات المؤهلة والمدربة تدريبا عاليا وتوفر الامكانيات والوسائل العلمية في المنافذ والحدود لكشف أي وسيلة من وسائل التهريب وضبطها وعمل الاحتياطات اللازمة لمحاربة التهريب من منابعه ويتم ذلك عن طريق ابرام الاتفاقيات والتعاون بين الدول والمنظمات الدولية المختصة، وتتوفر لدى المختصين في الرقابة الخبرات المعرفية الواسعة بوسائل عصابات التهريب الحالية وما يتوقع حدوثه في المستقبل لضبط محاولات التهريب المختلفة. إن مكافحة تعاطي المخدرات واجب وطني ومسؤولية تقع على عاتق الجميع، وليعلم متعاطي المخدرات ممن غرر بهم أو من لقي محاولة من المروجين أو من أصدقاء وجلساء السوء لجذبه لتعاطي المخدرات لأول مرة بأن عليهم الحذر الشديد من الوقوع في براثن المروجين او أماكن الشبهات وننصح الذين وقعوا فريسة لهذا الداء الخطر بالاقلاع فوراً بتوبة صادقة والمبادرة بطلب العلاج واجراء الفحوصات الطبية للتأكد من عدم اصابتهم بالأمراض الخطيرة التي تنقلها المخدرات وذلك قبل فوات الأوان يوم لا ينفع الندم.ومتعاطي المخدرات بعد أن يكتشف ويدرك ان المخدرات ملوثة وسموم مهلكة لصحته يدرك حاجته الى العلاج والتوقف فوراً عن تعاطي المخدرات وربما يبدي رغبته لأحد أقاربه أو أصدقائه ممن يثق بهم أو أن حالته تستدعي وجود شخص يقف معه لمساعدته في المبادرة بالعلاج من الادمان قبل ان يصاب بالأمراض الخطيرة ويفقد الأمل. وفي الختام نرجو مساهمة الجميع من المختصين وكذلك المهتمين بأن يدلوا بدلوهم في توعية الشباب بخطورة المخدرات من حيث هي مصدر للادمان وملوثة وتحتوي على اضافات خطيرة مميتة وتنقل العديد من الأمراض الجسمية والتي وقف الطب عاجزاً عن مقاومتها حتى الان وأخطرها مرض الايدز والتليف في الرئة والكبد.. الخ ويدرك الجميع خطر المخدرات والحاجة الماسة للتوعية.