تستضيفه السعودية وينطلق اليوم.. وزراء الأمن السيبراني العرب يناقشون الإستراتيجية والتمارين المشتركة    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    البرهان يستقبل نائب وزير الخارجية    كاساس: دفاع اليمن صعب المباراة    قدام.. كلنا معاك يا «الأخضر»    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة    جواز السفر السعودي.. تطورات ومراحل تاريخية    حوار «بين ثقافتين» يستعرض إبداعات سعودية عراقية    5 منعطفات مؤثرة في مسيرة «الطفل المعجزة» ذي ال 64 عاماً    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مترو الرياض    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    القصيم تحقق توطين 80% من وظائف قطاع تقنية المعلومات    المدينة المنورة: وجهة استثمارية رائدة تشهد نمواً متسارعاً    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعوات لإطلاق حرب عالمية ضد المخدرات
200 مليون مدمن ينفقون 500 مليار سنويا
نشر في اليوم يوم 28 - 06 - 2004

لم تعد المخدرات مشكلة قطرية، تلقي بتبعاتها على دولة دون أخرى، بل أصبحت مشكلة عابرة للمحيطات، تنشر أخطارها القاتلة في كل مكان، سواءً كانت الصحية، الاجتماعية، الاقتصادية، الأمنية.
من هنا تنطلق الدعوات لشن حرب عالمية، لمواجهة هذه الآفة الخطيرة, وإعداد البرامج الشاملة، سواءً التوعوية، أو الاجتماعية، أو الصحية، أو الأمنية، التي تكفل تحجيم انتشار المخدرات.
فالعالم ينفق 500 مليار دولار على المخدرات، فيما هناك أكثر من 200 مليون متعاط، وتؤكد أبحاث طبية ان جلسة التعاطي الواحدة تتلف 100 ألف خلية من خلايا الدماغ.
وعلى الصعيد المحلي، بلغ عدد مراجعي طوارئ مستشفى الأمل بالرياض خلال العام الماضي 11 ألف مدمن.
ولأن هذه الأيام تتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، لذا طرحت (اليوم) قضية المخدرات على عدد من المختصين والمهتمين حول حجم هذه المشكلة، واستطلعت آراءهم، والسبل الكفيلة بالحد من آثار هذه المشكلة.
جرس إنذار
يعتبر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات اللواء محمد عبدالعزيز الفريح اليوم العالمي لمكافحة المخدرات بمثابة جرس إنذار، ولفت نظر المجتمعات والأفراد، لتذكيرهم بخطورة المخدرات، وما يسببه استعمالها والاتجار بها من أضرار جسمية على الفرد والأسرة والمجتمع صحيا واجتماعيا واقتصاديا.. مضيفاً: ان المملكة وانطلاقاً من القيم والمبادئ الإسلامية وأحكام الشريعة الغراء، التي تنص على تحريم تهريب وترويج وتعاطي هذه السموم الخطيرة، فهي تشارك العالم بهذه المناسبة، مؤيدة تنامي شعور المجتمع الدولي بمحاربة هذه الآفة، والقضاء عليها، لما يشاهده الجميع من مآس لأشخاص وقعوا تحت وطأة داء المخدرات القاتل، وقدموا كل ما يملكون من غال ونفيس من صحة ومال وأطفال وعرض والعياذ بالله من أجل الحصول على هذه السموم.
وعن دور الإدارة العامة لمكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات يقول: الإدارة واللجنة حريصتان على القيام بأداء واجبهما على أكمل وجه، لحماية الوطن وأبنائه من داء المخدرات، من خلال عدة محاور، أهمها المكافحة الميدانية، والقبض على من يثبت ضلوعه في تهريب أو ترويج أو حيازة هذا الداء الفتاك، إضافة إلى القيام بدور هام نحو محور العلاج والتأهيل. ولم تغفل هذه الأجهزة دورها الوقائي من خلال عدة جوانب، أهمها المشاركة في تفعيل الأسر والمرافق التعليمية والإعلامية للقيام بدورها الهام من خلال المكافحة.
ويناشد اللواء الفريح أولياء الأمور والمعلمين والإعلاميين للمشاركة والمساهمة مع الإدارة واللجنة في توعية المواطنين بمخاطر المخدرات وأضرارها الصحية والاجتماعية، وما تؤدي إليه من أمراض خطيرة، وتفكيك للأسرة وتشتيت للأبناء وضياعهم، إضافة إلى ما تسببه تلك السموم من جوانب لا تخفى في التقليل من الإنتاجية لأهم طاقة، وهم الشباب والإهدار للموارد الاقتصادية.. مهيباً بالجميع توعية المجتمع بتلك الآفة، لأخذ الحيطة والحذر، والقيام بدور فاعل لتحصين الأفراد من الوقوع فيها، مما يوفر مجتمعا ومؤسسات وأفرادا لهم دور فاعل مع أجهزة المكافحة للحد من انتشار تلك السموم والقضاء على آثارها بإذن الله.
حرب عالمية
ويرى نائب الأمين العام لمجلس الوزراء عبد الرحمن محمد السدحان ان الكل متفق على أن المخدرات هي قنبلة العصر ومحنة الزمان، وداء القرن، وبعبارة أخرى أكاد أجزم أنه مهما تباعدت شعوب الأرض مسافة أو اختلفت دينا، أو تباينت عرقا أو عرفا، أو تضاربت مصالح، وغايات تظل رغم كل شيء متحدة حول أمر يجمعها تحت مظلة الرفض المطلق للمخدرات صناعة وزراعة وتجارة وترويجا.
ويضيف السدحان: أضحت المخدرات هم شعوب وحكومات الأرض قاطبة، وغدا التصدي لها جهادا مقدسا، وجهدا قويما، تستقبله الضمائر الحية بشجاعة المحارب، وثبات المؤمن وصمود القوى الحليم.
ويتمنى أمين عام مجلس الوزراء لو يبلغ اهتمام الشعوب بهذه القضية حدا يجعلها تطالب الأمم المتحدة بعقد أكثر من مؤتمر دولي، لبحث وباء المخدرات، وسبل احتوائها، ردعا ووقاية، ومن ثم لا تكتفي بيوم عالمي كل عام للتذكير بأهوالها! لا بل تعلنها حربا عالمية ثالثة ضد هذا الوباء الخطير، وستبقى كذلك ما بقى الوباء ضاربا أطنابه داخل متاهات النفوس المريضة والضمائر الفاسدة.
ويرى السدحان ان من أدق خصوصيات ظاهرة المخدرات أنها تنمو فكرة وتفكيرا داخل صدور مصابة بدرن المادية الرخيصة، التي تلتمس الربح السريع بأي وسيلة أو ثمن، متنكرة لحرمات الدين ومثاليات الخلق وحقوق الإنسان. لذا اقترنت المخدرات بالعنف المسلح، وبالرذيلة وبكل وسائل السطو المادي والنفسي على الحرمات ما ظهر منها وما بطن، ولهذا السبب أقامت معظم الشعوب حدودا حازمة لحماية أبنائها من هذا الوباء، وسنت من النظم والإجراءات ما رأته لازما لردعه.
كما يرى ان المملكة، ورغم صغر حجم الرقعة الإحصائية للوباء، مقارنة بشعوب أخرى، كانت من أوائل دول العالم المتحضر مبادرة لردع وباء المخدرات، فطرحت عقوبة الإعدام لمن يعبث بقنبلة المخدر، يفجرها في وجوه الأبرياء، لتحصد النفوس، وتهدم البيوت، وتزرع الخراب في كل مكان. وفي تقديري أن المخدرات أخطر من أي داء، بل هي أشد من الفتنة ومن القتل، لأنها داء مستتر لا تراه العين إلا بجهد، ولا تكشفه البصيرة إلا بنصب، ولا يمكن احتواؤه إلا بتضحية، وهو يتسلل عبر الدروب المظلمة والمسالك الوعرة، حتى أحشاء الإنسان والحيوان استخدمت أوعية لتمريره عبر الموانئ والمطارات ومنافذ الحدود البرية.
المشكلات الاجتماعية
أما وكيل كلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور صالح رميح الرميح فيرى ان المتأمل في طبيعة تلك المشكلات الاجتماعية المعاصرة، يلحظ دون جهد أن هذه المشكلات الاجتماعية الجديدة تعد مؤشرات تساهم في العديد من السلبيات التي تواجه عملية البناء والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والعمرانية, وان المجتمع السعودي، وخلال العقود الثلاثة الماضية شهد تغيرات وتحولات في بنية المجتمع، أثرت بدورها على طبيعة الظروف والأوضاع داخل المجتمع.. مضيفاً: إن هذه التغيرات قد تثمر عن تحولات إيجابية أو سلبية في طبيعة البنية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع. وقد اصطلح علماء الاجتماع فيما بينهم على تسمية تلك الثمار السلبية لبعض التحولات المجتمعة بالمشكلات الاجتماعية. كما أن المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها أي مجتمع، إنما هي ترتبط بخصوصية هذا المجتمع.
ويرى الدكتور الرميح ان مشكلة انتشار المخدرات بجوانبها الثلاثة (إدمان، تعاطي، اتجار) في مجتمع ما تعد أبلغ صور الإفساد المنظم للمجتمع، وواحدة من أبرز المشكلات الاجتماعية. لذا فإنه وبالنظر إلى مشكلة المخدرات نجد انها مشكلة ترجع إلى عجز، أو خلل في عملية التنشئة الاجتماعية، على مستوى الأسرة أو المدرسة، أو لسوء استخدام وسائل الاتصال أو الفضائيات في الدعوة إلى قيم اجتماعية وأنماط سلوكية بعينها أو لضعف العقاب أو الرقابة الأمنية.. الخ.. مضيفاً: لن يصل بنا بحال من الأحوال للكشف الحقيقي عن أسباب وجذور هذا المرض الاجتماعي، الذي يدمر المجتمع من الناحية الاقتصادية والمقدرة على العمل والإنتاج. وهذا التفسير الناقص يقودنا إلى إشكالية أحادية النظر لمشكلة المخدرات وغيرها من المشكلات الاجتماعية، وبالتالي عدم المقدرة على فهمها وتفسيرها، ومن ثم علاجها.
ويؤكد الرميح ان تعاطي المخدرات، وغيرها من المشكلات الاجتماعية، ليست ظاهرة أخلاقية أو نفسية منعزلة، وإنما هي مشكلة اجتماعية وليدة خلل عام يصيب المجتمع ومؤسساته المختلفة، وبالتالي يتطلب من مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية التكامل في التعامل، وعمل السبل الاحترازية في مواجهة هذه المشكلات، فكل منها عليه مسؤولية ووظيفة محددة تتكامل، ولا تتعارض مع أدوار الآخرين (أفراد، مؤسسات، مجتمع).
جهود وطنية للمكافحة
مدير إدارة الشئون الوقائية رئيس برنامج الدعم الذاتي سكرتير اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله محمد الشريف، يعترف بان المملكة تأثرت في السنوات الأخيرة بآفة المخدرات، ولكنه يقول: إنها أقل دول العالم تضررا من هذه الظاهرة.
ويستعرض الشريف الجهود التي بذلتها المملكة لمحاربة هذه الآفة.. ويقول: هيأت الدولة جهازا مستقلا يتبعه أكثر من 90 إدارة، موزعة على مناطق المملكة، وشكلت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، التي تهتم بالتوعية بأضرار المخدرات، ومتابعة ورعاية التائبين من إدمان المخدرات، وأقرت عقوبة الإعدام بحق مهربي المخدرات، والمروجين إن تكرر منهم ذلك، وأنشأت مصحات متخصصة لعلاج وتأهيل المرضى ومهربي ومروجي المخدرات، وإجهاض عمليات التهريب، وتوعية المواطن والمقيم بأخطار هذه الآفة، وحمايتهم من وصول المفسدين إليهم.. مضيفا: ان اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات سبق أن نفذت العديد من البرامج الوقائية، من خلال المحاضرات، وعقد الندوات، وإقامة المعارض، وإنتاج الأفلام التلفزيونية، لتعريف المجتمع بأخطار المخدرات الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
كما يستعرض الشريف الأخطار المتعددة للمخدرات.. ويقول: من الناحية الاقتصادية هو استنزاف لأموال الدولة، وبدلا من تحويل هذه المبالغ إلى تطوير البلاد، فهي تصرف على المستشفيات العلاجية والبرامج التوعوية، ودعم جهاز الإدارة من الآليات والكوادر البشرية. ومن الناحية الصحية، فالمخدرات تسبب العديد من الأمراض، التي أكدها الطب الحديث، مثل أمراض السرطان والكبد الوبائي المزمن وبتر الأطراف والإصابة بالأمراض المختلفة في الجهاز العصبي والهضمي، فضلا عن الأمراض النفسية والعقلية والإيدز. أما من الناحية الاجتماعية فهي تؤدي إلى تشريد الأبناء، والتسبب في الطلاق والتفكك الأسري وضياع مستقبل الأبناء، وأولياء الأمور يقع على عاتقهم تربية الأبناء والاهتمام برعايتهم.
أضرار شاملة
ويؤكد وكيل وزارة الصحة المساعد للطب العلاجي الدكتور عبدالله إبراهيم الشريف تنامي مشكلة المخدرات في السنوات الأخيرة، حتى أصبحت مشكلة لا تنحصر في دولة أو إقليم واحد، بل انتشرت في كل أنحاء العالم، وارتبطت بمشاكل أمنية وصحية واقتصادية واجتماعية، مما دعا دول العالم أجمع إلى اتخاذ كافة السبل لمنع أو الحد من انتشار هذه الآفة الخطيرة بين أفراد المجتمع.
ويستعرض الدكتور الشريف أضرار ومفاسد المخدرات، التي منها: إضعاف جانب الإيمان لدى الشخص المتعاطي للمخدرات، فالتعاطي يجعل المرء يتهاون في الصلوات، وقد يتركها نهائياً، ويفرط في العبادات عامة، ويسهل عليه ارتكاب المحرمات. كما ان البعض قد يلجأ إلى ارتكاب الجرائم والسرقة وترويج المخدرات، للحصول على المواد المخدرة. بالإضافة إلى ان السلوك العدواني مع الأهل والمجتمع، واضطراب العلاقة مع الآخرين، وهناك الأضرار الصحية الكثيرة والخطيرة، التي تنتج عن استعمال المخدرات فعلى سبيل المثال فإن تعاطي المواد المخدرة بالحقن الملوثة يؤدي إلى الإصابة بمرض الإيدز والالتهاب الكبدي الفيروسي وأمراض ميكروبية أخرى، كما ان تعاطي الكبتاجون بجرعات زائدة يحدث نوبة قلبية أو سكتة دماغية، قد تنتهي بالشلل أو الوفاة. أما إدمان الكحول فيؤدي إلى تليف الكبد. وهناك الغياب عن العمل وضعف الأداء فيه، الذي قد يؤدي إلى الفصل من العمل، فضلاً عن التفكك الأسري واضطراب العلاقة مع أفراد الأسرة.
أسباب السقوط
ويرجع وكيل وزارة الصحة المساعد للطب العلاجي أسباب الوقوع في براثن المخدرات لجوانب متعددة، أبرزها الرغبة في الانتماء لمجموعة أو شلة الأصدقاء الذين يتعاطون المخدرات، وحب الاستطلاع لدى الشباب وإظهار الرجولة، والاعتقاد الخاطئ بحدوث تحسن في القدرة العقلية أو البدنية أو الشعور باللذة، والهروب من الواقع للفئات التي تعاني مشاكل اجتماعية أو اقتصادية، وإيقاع شخص في الإدمان من قبل أشخاص بالتعمد، ثم استغلاله في الترويج، وهناك الرغبة في التخلص من بعض الاضطرابات النفسية.
العلاج ممكن
ويؤكد الدكتور عبدالله الشريف ان الإدمان مرض من الأمراض التي يمكن علاجها، ففي المملكة 3 مستشفيات في الرياض وجدة والدمام ومركز للتأهيل النفسي بالقصيم، جميعها متخصصة في تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية لمرضى الإدمان، ويعالج المريض بواسطة فريق متكامل متخصص في المجال، والعلاج يكون بطريقة شمولية، فلا يقتصر على مجرد وصف الأدوية فقط، ويتم ذلك وفقا لبرنامج معين، يبدأ من علاج الأعراض الانسجابية التي يعاني منها المريض، ومن ثم علاج الأمراض العضوية المصاحبة للإدمان، والبدء في العلاج الديني والنفسي والاجتماعي، بهدف تقوية الوازع الديني لدى المريض، ومعالجة الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان، وتعريف المدمن بحقيقة الإدمان، ومساعدته على التخلص منه، عن طريق جلسات العلاج النفسي والمعرفي والسلوكي، إضافة إلى مساعدته في حل المشاكل الاجتماعية والمادية التي تواجه المريض. كما أنه يتوفر بهذه المرافق الصحية المتخصصة العلاج التأهيلي، حيث يعالج المريض عن طريق العمل، ويشتمل على عدد من الأنشطة المتنوعة، التي تتناسب مع ميول المرضى وقدراتهم، كالأنشطة الرياضة، والأعمال المهنية لتنمية القدرات مثل الرسم، الزراعة، النجارة، فضلا عن الأنشطة الثقافية، والقيام برحلات خارجية.. مضيفاً: ان وزارة الصحة قامت مؤخرا بتوسيع الخدمات المقدمة لعلاج الإدمان، بتوجيه مستشفيات الصحة النفسية المنتشرة بمناطق المملكة بتوفير الخدمات العلاجية لهذه الفئة من المرضى، إضافة إلى السماح للقطاع الخاص بافتتاح أقسام ومراكز علاجية للإدمان، بشروط وضوابط محددة.
الهجوم وليس الدفاع
ويرى مفرح غاطي الرشيدي، عضو هيئة التعليم والتدريب بكلية التقنية بحائل أن الرؤى تعددت تجاه قضية المخدرات، كما تعددت أساليب التعامل معها، بناء على الزاوية التي ينظر من خلالها، فمن نظر إليها من منظار الناحية الشرعية والدينية تعامل معها على هذا الأساس، ومن نظر إليها من ناحية أخرى، سواء كانت اجتماعية أو قانونية أو نظامية أو أخلاقية أو أمنية، تعامل معها وركز مجهوداته للجانب الذي ينظر إليه، لكن تلك المجهودات والتعامل معها بتلك الطرق والأساليب لم يحد بشكل واضح من تعاطي المخدرات وتجارتها.
ويرى الرشيدي أن أول الخطوط لمحاربتها ليس الدفاع، بل الهجوم، من خلال الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في كل شيء، ثم بناء قاعدة وعي اجتماعي صلبة حول حقيقة المخدرات بصورة واقعية، بعيدا عن التهويل، مرتكزة على آثار المخدرات بعيدة المدى، ثم النظر للمخدرات كقضية عالمية، ربما تتحول إلى (كونية) من خلال جزئيتين متقاربتين منفصلتين، الأولى، وهي الأهم، السيطرة على الأسباب المؤدية لتعاطي المخدرات، خاصة عند صغار السن المراهقين والشباب، والجزئية الثانية محاربة منتجي ومروجي المخدرات، من خلال التضييق على غسيل الأموال وحماية الحدود ومنافذ تهريبها، وكل ذلك يصب في بوتقة التعامل مع الأسباب، وليس النتائج، من خلال الدراسات العلمية المتخصصة حول المخدرات.
محاربة المخدرات بالرياضة
ويركز رئيس مجلس إدارة نادي الجبلين محمد حمد السيف على دور الرياضة البارز في مكافحة المخدرات.. ويقول: الجسم السليم في العقل السليم، وممارسة الرياضة تبعد الشباب عن هذه الآفة المدمرة. وممارسو الرياضة بعيدون كل البعد عن آثار هذه الآفة، التي تهدم المجتمع والمؤثرة على الفرد والمجتمع.. مضيفاً: ان فراغ الشباب مشكلة عظيمة، لذا يجب على الشباب أن يشغل وقته بما يفيده، ويعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه لأننا في عصر البناء لا الهدم، فنتأثر بمن جرفه التيار نحو الهاوية، بل ننظر للأمام نظرة مستقبلية كلها تفاؤل وأمل بحياة سليمة خالية من آثار هذه الآفة الخطيرة.
اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات
تم تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بأمر من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية، بموجب خطابه الموجه لوزير الصحة، بحيث تضع هذه اللجنة برنامجا مدروسا ومكثفا، يهدف إلى بلورة وعي شامل بحقيقة المخدرات وأخطارها ونتائجها.
وتهدف اللجنة إلى وضع برامج مكثفة ومدروسة وخطط وقائية، تهدف إلى بلورة وعي شامل بحقيقة المخدرات، وأيضاً وضع الأسس لتوعية أفراد المجتمع بأخطار تلك الآفة من خلال: عقد الدورات، إقامة الندوات، إلقاء المحاضرات، طبع الكتيبات والنشرات والمطويات، عرض سلايدات، إنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية، التي توضح بالكلمة والصورة أضرار المخدرات الصحية والنفسية والاجتماعية. ومن أهدافها أيضاً الدعم الذاتي (الرعاية اللاحقة)، الذي يهدف إلى متابعة ورعاية المتعافين بعد خروجهم من مستشفيات الأمل، والعمل على استمرار اجتماعاتهم في مستشفيات الأمل وبيوت الشباب.
برامج توعوية محلية بأضرار المخدرات
أكثر من 200 مليون متعاطي مخدرات في العالم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.