في البداية أرغب في التعريج على مفردة (التميز) وتأصيلها لنفتح مساراً واضحاً ومفهوماً محدداً ومقصود، فالتميّز هو ما ينفرد به أفراد أو مجموعات من مهارة أو سمة غالباً ما تكون جيدة، وبالتالي فإنها تتجاوز المعايير العادية، كما أن المفردة ذاتها تُستخدم كذلك كمعيار للأداء، كالرغبة في خوض غمار التحدي والاندفاع نحو تحقيق الأهداف دون تراخ أو اتكالية أو استسلام لمشاكل محيطة تمنع من المواصلة والوصول للهدف المرصود. ذلك المفهوم تزيّن به الوسط الجماهيري الهلالي منذ تأسيس ناديه عبر شحذ الهمم للمواصلة في حصد الألقاب والإنجازات حتى وإن تكدّست وارتفعت أرقامها وإحصاءاتها، فطبيعة وتركيبة طموحاتهم التي عرفناها منذ سنوات وسنوات تأبى التخاذل والخمول والتباكي على أسباب خارجية أو معوقات، مؤمنين بالمحاسبة والنقد داخل المنظومة الزرقاء قبل خارجها حفاظاً على توازن واستمرارية التميّز، وهذا ما انعكس بالفعل على مسيرة كيانهم ومسيريه ومدربيه ولاعبيه الذين ترسّخ لديهم شعار «إصلاح الداخل قبل بحث أي مسببات خارجية». ما يعيشه الهلال في الفترة الحالية من تذبذب في المستوى ليس بالأمر الجلل كونه متصدراً للدوري وحاملاً للقب ومحققاً قبل أشهر بطولة قارية وكأس الملك، ولكن من يلاحظ عتب الجماهير الهلالية والعاشقين والمحبين المُنصب على الجهاز الفني وبعض اللاعبين يؤمن تماماً بتميزهم عن غيرهم ممن بحث عن شمّاعة للإخفاق كالتحكيم أو جدولة لجنة المسابقات وغيرها دون محاسبة داخلية. نعم، الهلال تعرّض لأخطاء تحكيمية فادحة وحرمان من أهداف وضربات جزاء وأخطاء ارتكبت ضده ليست بصحيحة وبشهادة من أبرز المحللين التحكيميين، إلّا أن ذلك لم يمنع الإعلام القريب من البيت الهلالي والجماهير من التركيز على النقد البناء للاعبين وباستمرار من أجل الإحساس بالمسؤولية ونسيان المنجز السابق، متيقنين أن اللاعب الهلالي كلما عاش تحت الضغط الإيجابي من الانتقاد الهادف أبدع بالملعب وواصل الإنجاز دون اتكالية أو الركون لأسباب خارجية تحبط طموحاته أو تُخلّ بمسؤولياته. قبل الختام.. (رازفان) لا يزال لديه الكثير، لكن الفريق يحتاج إلى الانسجام في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى، لكن «التدوير» غير المقنن قد يفسد ذلك. ** ** - الرياض