أفرز دور المجموعات من كأس آسيا 2019 لكرة القدم المقامة في الإمارات نتائج متوقعة مع تأهل معظم المرشحين إلى دور ال16 في أول نسخة تقام بمشاركة 24 منتخبًا، بيد أن الأدوار الإقصائية ستزيح أحد عمالقة القارة باكرًا بعد وقوع اليابان والسعودية على مسار واحد. وشهدت المجموعة الثانية مفاجأتين: فوز الأردن مع نجمه الصاعد موسى التعمري وحارسه «الحوت» عامر شفيع على أستراليا حاملة اللقب افتتاحًا، وحلول سوريا مع هدافها عمر السومة في قاع الترتيب بعد ترشيحها للعب أدوار متقدمة. ومن بين الكبار تصدرت اليابانوكوريا الجنوبيةوإيران مجموعاتها، وحلت أستراليا بعد تعافيها، والسعودية بعد سقوطها أمام قطر بهدفين، في مركز الوصافة. وكان لافتًا رصيد منتخب قطر الذي حقق تسع نقاط كاملة للمرة الأولى في تاريخه؛ فكان الأقوى هجوميًّا مع عشرة أهداف، بينها سبعة لمهاجمه المعز علي الذي لم ينجح هجوم أي منتخب آخر في تخطي عدد أهدافه. وكان الدفاع القطري بين أربعة منتخبات لم تهتز شباكه؛ لذا يطمح العنابي إلى تخطي ربع النهائي للمرة الأولى. وصحيح أن اليابان حاملة اللقب أربع مرات حصدت تسع نقاط أيضًا إلا أن انتصاراتها لم تكن مقنعة، وساعدها أحيانًا «الحظ» بحسب ما أقر قائدها مايا يوشيدا. وتعول كوريا الجنوبية (وصيفة 2015) على عودة نجمها سون هيونغ مين المتألق مع توتنهام الإنجليزي، الذي ألهمها في مباراتها الثالثة ضد الصين؛ وهو ما دفع مدرب الأخيرة الإيطالي مارتشيلو ليبي إلى القول «إن محاربي تايغوك كانوا أفضل بكثير بكثير» من فريقه. وكان مستوى إيران (حاملة اللقب ثلاث مرات في السبعينيات) مقنعًا بثلاثة انتصارات، حققها سردار أزمون ومهدي طارمي ورفاقهما، كما أن هداف الدوري الهولندي السابق علي رضا جهانبخش تعافى من إصابته، وشارك في تعادل لاعبي المدرب البرتغالي كارلوس كيروش ضد العراق. ولملمت أستراليا جراح الخسارة ضد الأردن في البطولة التي تخوضها بعد اعتزال نجميها تيم كايهل وميلي يدينياك والإصابات اللاحقة، وذلك بفوز مقنع على فلسطين، وصعب جدًّا على سوريا 3 -2؛ لتضرب موعدًا مع أوزبكستان ومدربها العنيد الأرجنتيني هكتور كوبر. وحققت السعودية (حاملة اللقب ثلاث مرات) بداية واعدة بتشكيلة لا تضم رأس حربة صريحًا؛ إذ عول الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، مهاجم برشلونة الإسباني السابق ومدرب تشيلي في تتويج كوبا أمريكا 2016، على ثلاثي الوسط الهجومي (سالم الدوسري وفهد المولد وهتان باهبري)، لكن قطار «الصقور الخضر» صدمه جيل قطري بقيادة أكرم عفيف والمعز علي؛ ليفرض عليه مواجهة نارية مع اليابان. ولن تكون مواجهة قطر في الدور الثاني أقل صعوبة؛ إذ وقع تلامذة الإسباني فليكس سانشيز الذي توقع لوكالة فرانس برس «وجود عدد كبير منهم في مونديال 2022» المقرر في الدوحة في مواجهة العراق القوي، وهدافه الشاب مهند علي الذي بدأ بجذب أنظار أندية أوروبية. ثمانية مودعين وودعت ثمانية منتخبات فقط دور المجموعات في ظل تأهل 16 منتخبًا إلى الدور الثاني من أصل 24 منتخبًا، وذلك في أوسع مشاركة منذ انطلاق البطولة عام 1956. وخيَّبت سوريا، المشاركة للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع الدامي في البلاد عام 2011، التوقعات لحصدها نقطة من تعادل مع فلسطين وخسارتين أمام الأردن وأستراليا، وذلك بعد مشوارها الطيب في تصفيات مونديال 2018. وقادها في مباراتها الأخيرة المدرب فجر إبراهيم الذي استُدعي بشكل طارئ للحلول بدلاً من الألماني برند شتانغه المقال من منصبه. وفي مجموعتها أيضًا ودعت فلسطين بنقطتين لافتتين، بعد تدعيم صفوفها بلاعبين منتشرين في القارة الأمريكية. وخرجت الهند بعد تقديمها أداء واعدًا، وخصوصًا خلال الفوز على تايلاند 4 - 1. علمًا بأن رصيدها كان أفضل من فيتنام المتأهلة. وكانت الفلبين بين الأقل تأثُّرًا بثلاث خسارات مع مدربها السويدي المخضرم سفن غوران إريكسون. وعلى غرارها قدَّم اليمن في مشاركته الأولى أداء متواضعًا، وذلك في نتيجة غير مفاجئة نظرًا إلى النزاع المدمر الذي تعيشه البلاد. فيما كانت كوريا الشمالية صاحبة الدفاع الأضعف (ولج مرماها 13 هدفًا). كما ودعت تركمانستان باكرًا بثلاث خسارات. وودع لبنان بفارق إنذارين عن فيتنام لتساويه معها بكل شيء تقريبًا، لكنه حقق فوزه الأول في النهائيات على كوريا الشمالية بعد استبعاد جدلي لمهاجمه باسل جرادي لاعب هايدوك سبليت الكرواتي قبل خسارة السعودية. وشهد الدور الأول إقالة مدربَين، هما: فالي شتانغه مدرب سوريا، وأزيح الصربي ميلوفان رايفاتش بعد خسارة تايلاند الافتتاحية، وكان وقعها جيدًا؛ إذ حلت وصيفة للإمارات المضيفة التي تعرض مدربها الإيطالي ألبرتو زاكيروني لانتقادات كبيرة في ظل مستوياتها العادية نتيجة غياب نجمها عمر عبد الرحمن «عموري» بسبب الإصابة. مساران متناقضان لكن خارطة طريق الدور الإقصائي رحمت الإمارات بقيادة مهاجمها علي مبخوت؛ إذ ستواجه قرغيزستان المتأهلة الوحيدة من المشاركين الجدد، فيما تلعب في ربع النهائي مع الفائز بين أستراليا وأوزبكستان في حال تأهلها. وقد يصب حلول أستراليا، المنضمة إلى الاتحاد الآسيوي في 2006، في مركز الوصافة في مصلحتها؛ وذلك لوقوعها في النصف الثاني من الجدول؛ إذ تبدو حظوظها أكبر في بلوغ أدوار متقدمة نظرًا إلى وجود اليابانوإيران والسعودية في النصف الأول. عربيًّا، تأهلت سبعة منتخبات من أصل 11 إلى الدور الإقصائي الذي سيشهد مواجهة عربية واحدة بين قطروالعراق، فيما تأهلت البحرين وعمان بين أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث بعد بداية متعثرة.