شعورك الآن هو الذي سيحدد من ستكون غدًا. نعتقد بأن المشاعر تتراكم في دواخلنا وتنشأ فينا من غير إرادة، لا تعلم أبدًا بأنّك المتحكم الأول فيها. بإمكانك تحديد كثافة شعورك وترويضه للحظة تتمنى فيها اكتماله للشعور والمشاعر ثقافة خاصة من الصعب جدًا أن يُدركها أولئك الذين يعيشون كما يحلو للأيام لا كما يحلو لهم ولمشاعرهم. الشعور هو تجربة واعية تتميز بالنشاط العقلي الذي يجعلك تُدرك أنّك الآن تمرّ في نشوة ذلك الشعور فتزداد سرعة ضربات قلبك وتتوالى أنفاسك، يُصنف هنا شعورًا إيجابيًا يزيد من حبك للحياة وترى جمالها الغائب. أما الشعور السلبي الذي لا ينفكّ عن اللحاق بنا والذي يُشعرنا بأننا الوحيدون الذين نصاب بنوائب الأيام التي لا تأتي فُرادى فهو شعور من محض (قلبك) يأتيك لتعرف ماهيتك لتصبح مُهيمنًا على كل الأفعال وردودها فيك، ستبني ثقافة الشعور الخاصة بك أنت فقط. هناك فيلسوف فرنسي يُدعى «لاكروا» قسّم المشاعر إلى قسمين: مشاعر الصدمة ومشاعر الإحساس وسار على ذلك وفق ما يشاء. أمّا فسلفتي أنا فتقول: لكل سلوك شعور لكلّ حركة شعور لكل رمشة عين شعور لكل ابتهالة قلب شعور حتى لموت الشعور شعور أقسى منه فقط اخلق لتلك الثقافة حياة بين حيوات مشاعرك. بعد أن تقرأ هذه المقالة اسأل نفسك هذه الأسئلة: هل ما زلت مخلوقًا حساسًا ينبض فيك الشعور؟ هل لمشاعرك فلسفة خاصة تنوي فيها عيش تفاصيل حياتك الباقية؟ هل لك تفسيرًا مختلفًا لدمعة الفرح ودمعة الترح أم سيّان بينهما؟! وامضِ في حياتك مبتهلاً ولا تأبه بمن ينوح ويطلب منك أن تستيقظ من لذة الشعور الذي يراه غائبًا لأنه أصلاً (لا يشعر) وهذه ثقافة أخرى تُصنّف بثقافة اللا شعور. ** ** شهد النجيم