"لا تحاول أن تتجاهل مشاعرك السيئة.. كالحزن مثلا، قم باحتوائه فهو مطهرة للنفس، ومجهر يريك حقارة الدنيا، وميزان تزن به لحظات سعادتك حتى لا تفرط بها.. كل مشاعرنا نبيلة وذات فائدة حتى لو آذتنا". احتفظ بالعبارة السابقة في ملاحظات هاتفي وأعود إليها كل ما مر بي حزن عابر ودفين.. كل ما لامس قلبي ألم كداء يحتاج إلى دواء.. كل حزن يمر بي يصيبني بخدر جسدي ونفسي يتغلل في الشرايين، ويصيبني أحيانا بعارض صحي ينصحني الطبيب بعد معاينتي بالراحة. الراحة المنشودة لا تأتي عن طريق مسكنات بل تحتاج إلى اقتلاع جذور كل مسببات الحزن الدائمة، كل منغصات الحياة التي تحفر في قلبك طعنة مميتة.. الحزن أن تستمر في دوامة تعيدك للألم ما حييت وما استطعت النجاة منها.. الفرح مرهون بك وقوتك وصلابتك ومدى قدرتك على اتخاذ قرار مصيري، لتقول لكل ما حولك أنا هنا أتنفس حياة استحقها. أن تجلس في محيطك بوجه مستبشر مقبل على الحياة خاصة أمام هؤلاء الذين لا يريدونك وقت حزنك ويطلبون منك التزام بيتك لبشاعة أرواحهم وعدم فهمهم أنك محارب تشهر أسلحتك في معركة الحزن التي لا تضع الحرب فيها أوزارها.. الفرح دواء تصنعه لك كصيدلاني يحسن قياس الجرعات نسبة إلى المرض وإلى جسد المريض وسنه ووزنه. الفرح لعبة في مدينة ألعاب تستثير حماسك وهرمونات سعادتك لتصرخ مندهشاً وسعيداً باللحظة.. الفرح دموع حلوة الطعم لحظة إنجاز بعملك، بنجاح أطفالك بحنان أم في عينيها قلق عليك لأنها تشعر ما في قلبك، كيف لا وهي التي كان بينكما حبل سري. الفرح احتضان مُحب يجمع شتات روحك بين أضلعه، تمتزج فيه القلوب بمشاعر المواساة والأمان الذي ترغب به الأرواح والأجساد. الفرح نومٌ هانىء على فراش وثير بالحب والطمأنينة، سقفه سماء ماطرة بالأمل وأرضه حديقة غناء بخضرة المستقبل الآتي المحمل بكل خير. الفرح ديمومة الاستيقاظ يومياً لهدف النجاح، في كل ما يوكل إليك من مسؤوليات تسعى جاهداً بكل عزم أن تغرس أشجار السعادة والآمال مهما تعثرت بالمنغصات. الفرح أنت حين تزرع وتحصد وتجني ثمار حزن مر بك استشعرت قيمة صمودك أمامه، الفرح قوتك الذاتية في نفض كل الخيبات عن أكتافك وعن الوقوف مجدداً ومراراً وتكراراً.. لأنك عاهدت نفسك أن لا تخذلها مهما كانت النوائب. الفرح والحزن وجهان لعملة واحدة هي أنت.. وأنت ما تقرر أن تكون. الحزن مشاعر تعاش كالفرح، تبكي كطفل تعود بعده ضاحكا لا يحمل هماً. "حين لا تخذلني دموعي، أقتص لنفسي من الحياة وأقف بقلب باك ٍبصمت وقفة شموخ جبل، واعتداد أنثى بصلابتها مهما كان قلبها قلب طفل ينتظر على ناصية طريق تائه يبحث عن باب أمان".. ولأني أغمض عيني على أمل وأقبض على الحلم بوجل ولي قلب لا ييأس من الحياة ولا يخشى الحلم.