من يصدق أن الاتحاد عميد الأندية السعودية يتذيل ترتيب فرق دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين برصيد نقطتين فقط..!! حصل عليهم من أصل 27 نقطة. أكثر الاتحاديين تشاؤماً قبل بداية الموسم لم يكن يتوقع هذا الوضع، فالاتحاد وبعد مضي تسع جولات من عمر الدوري، إلا أنه غير قادر على تحقيق أي انتصار في الدوري، فهذا النادي الثمانيني صاحب التاريخ الطويل المليء بالبطولات والإنجازات والذهب أصبح محطة تزود بالنقاط لبقية الفرق بما فيها فرق المؤخرة التي أخذت نصيبها من بقايا الاتحاد..!! الاتحاد مر بالموسمين الماضيين ربما بظروف هي الأصعب طوال تاريخه الطويل، بعد أن أوقف عن التسجيل لمدة موسمين من الفيفا بسبب بعض الشكاوى المالية ضده، ورغم هذا المنع إلا أن الاتحاد تجاوز هذه الأزمة بكل نجاح وكان منافساً قوياً وحقق بطولتين، وكان أكثر ما تميز فيه الاتحاد بتلك الفترة هي الروح العالية التي كان عليها لاعبوه الشباب، فروح العميد معهم كانت حاضرة وبقوة وهي أحد أهم الأسباب التي قادت الاتحاد للخروج من مأزقه الصعب، لكن الذي نشاهده في الاتحاد هذا الموسم وهو الذي حصل على دعم تاريخي وغير مسبوق أسوة ببقية الأندية الأخرى من قبل ولي العهد حفظه الله، هو غياب تام لروح لاعبيه المعروفة، فهذه الروح التي كانت تميز العميد عن البقية باتت اليوم مفقودة تماماً..!! نعم هناك أخطاء كثيرة وقعت فيها الإدارة الاتحادية بداية من التعاقد مع مدرب الهلال السابق الأرجنتيني دياز مروراً بالتعاقد مع لاعبين أجانب أقل ما يقال عنهم أنهم عاديون جداً ولا يمكن أن يحدثوا فارقاً للعميد، إدارة المقيرن حاولت أن تصحح من بعض أخطائه ومن أبرزها إلغاء عقد دياز وابنه، لكن ظل الاتحاد متذيل الترتيب حتى بعد مغادرة دياز..!! فالوضع الاتحادي أكبر وأصعب مما يتخيله البعض ولن ينصلح بذهاب أو قدوم مدرب، فلاعبوه يجب عليهم أن يستشعروا صعوبة الموقف، فالاتحاد مع كل جولة يزداد موقفه صعوبة من جراء فقدانه المتتالي للنقاط، بعكس الأندية التي تنافسه والقريبة منه في الترتيب التي مع كل جولة تحسن من رصيدها النقطي. الاتحاد لن يخرج من أزمته الحالية إلا بعودة روح لاعبيه المعروفة عنهم، فمن المهم جداً أن يكون الاتحاد قريباً نقطياً من بقية الفرق التي تحاول الهروب من شبح الهبوط، لحين اقتراب موعد فترة التسجيل الشتوية في شهر يناير المقبل، لكي لا يزداد موقفه تعقيداً فكلما زاد الفارق النقطي عن بقية الفرق فعندها ربما حتى فترة التسجيل الشتوية لن تحسن من وضع الاتحاد بالترتيب كثيراً، حتى وإن جلب لاعبين مميزين. ويجب على لاعبو الاتحاد أن يعرفوا جيداً بأن التاريخ لا يرحم أي نادٍ مهما كان اسمه ووضعه. عميد الأندية السعودية يحتاج في هذه الفترة إلى وقفة جميع أبنائه معه، وعليهم أن يرموا جميع مشاكلهم واختلافاتهم خلف ظهورهم لكي يخرج المونديالي من أزمته ووضعه الحالي الصعب، وعليهم أن يؤجلوا عتبهم وغضبهم على إدارة ناديهم الى نهاية الموسم، الذي يأمل كل اتحادي عاشق أن ينتهي بسلام.