في عامين فقط، وتحديداً منذ تعييه في السادس من شهر ذي القعدة عام 1437ه، استطاع معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى من تطوير اداء العملاق «رابطة العالم الإسلامي» ، وأعاد لها صوتها الشعبي صادحاً برسائل الاعتدال والوسطية ومكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الغربية.. وأمس الأول، تمت تسمية العيسى فائزاً بجائزة الاعتدال من مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال، تتويجاً لجهوده المشهودة. وجال العيسى الذي يقوم بمهمتين في آن واحد أمين عام رابطة العالم الإسلامي، والمشرف العام على مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية دول العالم للالتقاء بالفعاليات الدينية والاجتماعية والشعبية، لتعزيز قيم السلام في العالم، خاصة أن المهمتين اللتين يتسنمهما تتقاطعان عند أهداف موحدة هي: خدمة الأمة وحماية شبابها، وتحييد الخطاب المتطرف بالرد بالدليل والبرهان، والالتقاء مع الآخر في المشتركات الإنسانية، واحترام الثقافات والأديان والاختلافات. ومن المعلوم أن رابطة العالم الإسلامي منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة مقرها مكةالمكرمة، تُعنى بإيضاح حقيقة الدعوة الإسلامية، ومد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع. وتمثل الرابطة في كل من: هيئة الأممالمتحدة بصفة عضو مراقب بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بين المنظمات الدولية غير الحكومية ذات الوضع الاستشاري، ومنظمة المؤتمر الإسلامي بصفة مراقب؛ تحضر مؤتمرات القمة، ووزراء الخارجية، وجميع مؤتمرات المنظمة، ومنظمة التربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) بصفة عضو، ومنظمة الطفل العالمية (اليونيسيف) بصفة عضو. ومن أبرز اللقاءات التي عقدها العيسى لقاؤه التاريخي مع بابا الفاتيكان فرانسيس الذي استقبله في المقر البابوي بدولة الفاتيكان، ثم توقيع اتفاقية تعاون «تاريخية» بين رابطة العالم الإسلامي ودولة الفاتيكان ممثلةً في المجلس البابوي للحوار بين الأديان. التي ركزت على تحقيق الأهداف المشتركة متضمنة إنشاء لجنة عمل دائمة بين المجلس البابوي والرابطة، برئاسة كل من الكاردينال توران والدكتور العيسى. وجاءت تلك الاتفاقية تتويجاً للتعاون السابق بين رابطة العالم الإسلامي والمجلس البابوي، بعد زيارة أمين عام الرابطة للفاتيكان ولقائه مع البابا فرنسيس والكاردينال توران، إضافة إلى الزيارة الأخيرة للكاردينال توران إلى المملكة بين ال13 وال20 من نيسان - إبريل الجاري الماضي. وتضمنت الاتفاقية كذلك اتفاق الطرفين على إنشاء لجنة تنسيقيّة تلتقي سنوياً للتحضير للاجتماعات، وإصدار الطرفين إعلاناً ختاميّاً في نهاية كل اجتماع للجنة العمل الدائمة، وأن تكون الجلسات الافتتاحيّة والختاميّة مفتوحة لوسائل الإعلام. وأكدت المذكرة على ضرورة الحوار في عالم أصبح أكثر تعددًا للأعراق والديانات والثقافات؛ والإيمان بالروابط الدينيّة والروحيّة الخاصّة القائمة بين المسيحيين والمسلمين، وضرورة إقامة علاقات احترام وسلام مُثمرة بينهم؛ إضافة إلى الدور المهمّ الذي يضطلع به المجلس البابوي في تعزيز علاقات بنَّاءة مع المؤمنين من الديانات الأُخرى، والدور المتميّز لرابطة العالم الإسلاميّ على مستوى الشعوب الإسلاميّة، وفي مجال الحوار بين الأديان. كما التقى العيسى بقيادات دينية وسياسية وفكرية في بوابة الحضارة الغربية «توسكاني الإيطالية»، حيث عقد حزمة لقاءات وزيارات شاملة لمختلف شرائح المجتمع السياسي والديني والفكري بمختلف أطيافه وانتماءاته، بحث خلالها شئون التبادل الحضاري ومن ذلك الحوار بين اتباع الأديان والثقافات وفق مبادرات وبرامج فاعلة وملموسة الأثر بحيث تنعكس واقعاً على أهدافها بأداء مترسخ ومستدام. ومثلها لقاءات عدد من دول العالم سواء الإسلامية أو الأوروبية والغربية. كما عقدت الرابطة مؤتمر «التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي» في نيويورك، الذي شارك فيه 450 عالما ومفكراً يمثلون 56 دولة وكبرى المؤسسات الفكرية والثقافية الإسلامية والأمريكية. ومؤتمراً مماثلا في بريطانيا هو مؤتمر التسامح في الإسلام الذي أقيم في جامعة سواس بلندن، كما سجل العيسى حضوراً «تاريخيا» للرابطة كمتحدث رئيسي عن العالم الإسلامي في مؤتمر قادة الأديان العالمي في اليابان، ومثله حضور لقاءات مهمة في روسيا وعدد من دول العالم.