في مهرجان بريدة للتمور، تحضر قصص العصامية والكفاح من قبل الشابين «السلوم والغيث» اسمان ارتبطا بالتمور بمدينة بريدة على مدار 13 عاماً، ليكونا أشبه بسيامي التمور الذي لا يمكن فصله، وماركة مسجلة وعلامة تجارية تعمل في أكبر سوق للتمور في العالم، يتم فيه بيع إنتاج أكثر من 8 ملايين نخلة بمنطقة القصيم. سلمان السلوم وإبراهيم الغيث، علاقة بدأت قبل 13 عاماً جمعتهما مهنة تسويق التمور، لتكون الانطلاقة بتأسيس اول شركة تركز على تسويق التمور، ليعملا بكفاح واجتهاد، ويضعا لهما اسماً في تسويق أفضل أنواع التمور ويستحوذا على تسويق النسبة العظمى من أنواع التمور التي ترد إلى مدينة التمور ببريدة ويكون اسماهما بارزين لدى التجار ومزارعي النخيل. ساعة الفجر هي التوقيت الذي يضبط عليه ابراهيم الغيث وسلمان السلوم حضورهما لمدينة التمور ببريدة، ليستبقا انطلاقة مزادات التمور التي تبدأ بعد صلاة الفجر مباشرة وتستمر حتى الساعة الثامنة صباحاً وقد يزيد أو ينقص هذا الوقت بحسب حجم السوق وعدد السيارات المحملة بأطنان التمور، التي تصل في وقت الذروة إلى 2200 سيارة تصطف بساحة مدينة التمور في بريدة. ولَم يقف كفاح «السلوم والغيث» عند حد تسويق التمور، بل تجاوزا ذلك ليضعا أمامهما مهمة ومسؤولية صناعة جيل جديد يهتم في التجارة والاستثمار بالتمور، ويعمل تحت مظلتهما أكثر من 350 شاباً خلال موسم التمور، في التسويق والمحاسبة ونقاط البيع والتنظيم، كما أطلقوا برنامجا لتأهيل ودعم الشباب في تجارة التمور، كانت مؤشراته إيجابية وناجحة وها هو في موسمه الثالث وقد أسهم في تأهيل قرابة 300 شاب منذ انطلاقته، حيث تقوم فكرة البرنامج على تقديم دورة تدريبية للمتقدمين تستمر لمدة ثلاثة أيام يتعرفون فيها على أنواع التمور وجودتها ودرجاتها، وكيفية تقييم أسعار التمور، إضافة إلى معرفة آلية تسويق التمور، وبعد اجتيازهم للدورة تقدم لهم الشركة قرضاً حسناً بدون أي فوائد تحفيزاً للشباب لدخول السوق، مع تخصيص مستشار لجميع الشباب ويوجد يومياً في سوق التمور ببريدة، وعمل «السلوم والغيث» على إبرام اتفاقيات لدعم الشباب والأسر المنتجة بالتعاون مع مكتب الضمان الاجتماعي النسوي ببريدة والجهات ذات العلاقة. أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود ين عبدالعزيز أشاد بالأدوار التي يقوم بها السلوم والغيث الوطنية من عدة سنوات، مشيراً إلى أنهما يتبنيان تدريب الشباب وتمكينهم وإعطاءهم المجال في سوق التمور، مقدما لهم كل الشكر والتقدير، متمنياً أن يرى العديد من الشركات في هذا المجال لتدريب الشباب لأنه لن ينفعنا إلا أبناء الوطن.