لا تحتاج الكلمات إلى عناء اليوم لتخرج مجروحة ثكلى إنها في حاجة إلى مجرد حس صادق الجرح في كل لحظاته دون تحديد لطعم حزن أو شعور غاضب أو حسد أو غيرة مثلا. تتدفق الكلمات مثل نهر أو تتقافز مثل نافورة نبع كلما كانت صادقة ولا تتلاعب بالمعاني لتشغل بها المعذبين بتأويلها. المساحة لا تكتفي بالغناء المجاني وحسب. إنما تترفع اللحظات عن آنيتها لتكون هي وحسب. وما نحن إلا أبناء تلك اللحظة الحاسمة التي لا تتطفل على شعور بائس أو حاجة عاطفية أو ولا تستدر سماء غائمة.. إنما تأتي مطرا مطرا وحسب. هناك تتربع حالة ليست مستعصية على الوصف بل موعودة بلحظتها الغنية وعباراتها المتأثرة المؤثرة في كل معانيها وتصوراتها. وإيقاعاتها ومواقعها فتفيض بغرابتها واغترابها أيضاً. سأفتق صدر المساءات اللاحقة قبل الغابرة لأسترخي على بهجة تتمادى ولا تنتهي بل تحدث. وتتحدث عن حدوثها لتتكاثر. ماذا تبقى من ضمير للأيام الجميلة يا ترى حين تقترب امرأة مثلي قتلتها تقاليد والعادات الخائبة التي لا علاقة لها إلا بالإحباط المبكر للأنثى. ففي حين تبدأ حياة الرجل رشدا ونضجا تخبو روح المرأة التي لا تختلف عن الرجل نضجا ورشدا وجمالا وجاذبية. وما الذي ينبغي لي لأستغل أيامي وأوقظ زهرة تنهمر في أعماقي متفتحة مثل قصيدة وإذا لم تتفتح تلك الزهرة المكبوتة في أعماق أنوثتي فهل باستطاعتي أن أعتني بها حتى تتفتح في ظل خريف اجتماعي يدمر صورة المرأة ويقذف تاريخ الأنوثة بحدود وتقاليد لا علاقة لها بمعرفة ولا علم إنما هي أعراف استحدثها بعضهم للحد من قدرات المرأة وطاقاتها على النهوض وهي محاولة خفية لتهشيم إرادة تبدأ لتوها. ما يدعوها أن تكره الحياة بفضل ما تعيشه من قمع شرقي اجتماعي يقتات على ذاكرة اجتماعية آن لها أن تسقط من تاريخه لما لها من أبعاد قبيحة تترسخ في ذاكرة أجيال تعرفها ولا ترغب أن تعترف بها مؤخرا. فماذا سنعمل؟ ما الذي سنقوم به للتخلص من تلك التراكمات المبتذلة في عصرنا الحالي؟ ** **