لعل الاسم وحده يكون كافيًا لكثير من أبناء وبنات حائل لشرح معانٍ كثيرة وكبيرة من معاني الأدب العالي والخُلق اللطيف وحسن المعشر ولباقة السلوك. الاسم وحده يكفي أن يخبرك بأن الأخلاق هي العلامة الفارقة التي تبصم على أسمائنا وتسبقها بصفات وإشادات. موضي كانت امرأة من «خُلق» حين كانت بعض النساء من هشاشة وفظاظة. امرأة متزنة هادئة محبة خيرة، كلامها «قل ودل» وتعابيرها لطيفة للحد الذي يجعلك تشعر وأنت في حضرتها بالخجل من كلامك المتلاحق أو عجلتك. هي لا تتحدث معك غالبًا هي تحتويك وتتعامل معك بالأسلوب الذي لا يتغير من شخص إلى آخر الأسلوب الذي لا يعتمد على أسلوب الآخرين أو تربيتهم أو كلامهم أو نواياهم ومقصدهم. هي ستقول لك ما ستقوله لغيرك لأنها ثابتة متزنة لا تتأثر بمحيطها بقدر ما تؤثر به. كان أول ما لفت انتباهي فيها خطوتها الواثقة التي تشعرك بأنها تقول لهذا العالم: مهلاً لم العجلة! أن في الوقت متسعًا لابتسامة، أن في العمر متسعًا للمسة لطف! هي «أول مديرة مدرسة في حائل» لقب رنان ويغرينا بمعرفة المزيد عن هذه الشخصية، لعل الأجدر مني في سرد ما يخص هذا الأمر لزميلاتها وطالباتها فأنا -ويا للأسف الشديد- لست منهن، لكني التقيتها لذا فإني أتحدث عنها عن انطباعي في اللقاءات عن انطباعي عن الكلمات عن شعوري اتجاه هذه الإِنسانة التي ربت أجيالاً، إن من المتداول القول بأن العمل يهذب الإنسان لكن - من خلال ما سمعت- فإن موضي بأخلاقها وما تملكه من قدرة هذبت العمل. أعود وأقول: لست مخولة بالحديث سأتحدث عمّا أعرفه أو ما يدهشني، أن تكوني امرأة عاملة وزوجة رجل له ثقله في المجتمع وأمًا وجدة وما زلت تحتفظين بهذا الكم من اللطف والبشاشة، إنه لأمر يدعو للإعجاب. أن تملأ عالم هذا الزوج المتجدد والمثقف وتستطيعين أن تكون مقابلة له بالرأي وأن تدعميه بوجودك واهتمامك ونصحك، إنه لأمر يدعو للإعجاب. أن تكوني العصا التي يتكئ عليها هذا الرجل بكل ما يحمل من أفكار وتطلعات وما يفرضه منصبه تارة ومكانته الاجتماعية تارة أخرى من التزامات وارتباطات، إنه أمر يدعو للهتاف والتصفيق أن تكوني أمًا متدفقة العطاء تبثين الطمأنينة في حياة أبنائك وتكونين أنتِ الأرض الصلبة التي يقفون عليها لأمر يدعو للاحتذاء. إن موضي خلقت لتقوم بكل أدوارها بمنتهى البراعة والإتقان والتفاني. إني أشعر أن موضي وهبت «خلق المسلم الحق» وكفى، ورحم الله موضي السيف وأسكنها فسيح جناته وجمعنا بها في مستقر رحمته.