خطبت لابن خالتي وطالت الخطبة خمسة أعوام ارتكبت فيها أخطاء لم أتصور أني أرتكبها في يوم من الأيام؛ لأن والدي رباني أحسن تربية لم أرعها حقها وضربت بكل هذا عرض الحائط، ثم ندمت إلى درجة الاكتئاب، خصوصا أني اكتشفت أن ابن خالتي إنسان كاذب ومنافق بعد هذه الأعوام. والآن ابتعدت عنه لكنه لا يزال يهددني بالقتل، مع العلم أنه خطبني شخص آخر متدين وخلوق، ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل أخبر هذا الشخص عن أخطائي؛ لأني أحس أنني أخدعه إن لم أقل له. أختي السائلة الكريمة.. العجب كل العجب أن تكوني قوية وفي موقف قوة وتحاولين الضعف، لا شك أن ما تتعرضين له الآن، وما كان منك سابقا نزغة من نزغات الشيطان. وكما تعلمين فكيد الشيطان ضعيف فكوني قوية. أختي الطيبة العزيزة.. حدث لي انزعاج من شيئين: 1. ما حدث بينك وبين خطيبك السابق، والحق أن تعلمي أن الخطوبة فترة لكشف الأخلاق وليس لكشف العورات. 2. سلوك هذا الخطيب السابق معك الآن يثبت نفسية عدوانية لا تحب الخير للغير. ولذا فإني أنصحك بالآتي، وأوجه لك خواطر سريعة لعل الله ينفعك بها: أولا: اعلمي أن البعد عن الله يسبب الاكتئاب بلا شك. ثانيا: ما علمته من صفات الخطيب السابق يجب أن يفرحك، وأن يكشف لك مدى رحمة الله بك وأنك لم تقعي في الزواج بهذا الشاب، فما فيه من صفات مذمومة يجب ألا تندمي عليه. ثالثا: يلزمك تحديد الهدف من الزواج، والصفات التي تريدينها بما يتوافق مع الدين والخلق الفاضل. رابعا: بالنسبة إلى التهديد بالقتل، فأعلمي أهلك بذلك، ولا تنجرفي وراء رغباته ونزواته فقد يجرك إلى ما فيه هلاكك وضياعك فعلا. وإن لزم الأمر لعمل محضر بعدم التعدي أو عمل تعهد في قسم الشرطة فلا بأس. خامسا: أعلمي خطيبك الجديد -طالما تأكدت منه ومن أخلاقه- أن يسارع بالزواج. سادسا: بالنسبة إلى ما سبق بينك وبين خطيبك السابق، فطمئني نفسك بأن الخطيب السابق لن يستطيع عمل أي شيء ولا يهددك بشيء ولو كان كلاما، ولا تتفاوضي معه أيا كانت الظروف. ولو رأيت أنك مستورة –مما سبق- فلا تفضحي نفسك، ولا تهتكي ستر الله عليك. أما لو رأيت أن ما فات سينكشف فتكلمي بينك وبين خطيبك سرا، وأعلميه بطرف من الأمر، وصارحيه بأسلوب لطيف مؤدب هادئ بما حدث؛ حتى تكون الثقة موجودة بينك وبينه، ولو كان شابا صالحا فاهما للأمر لتفهم الموضوع معك. ثم إني أوصيك وأنصحك وأنت الإنسانة الضعيفة بأن ترفعي رأسك إلى السماء، فهناك رب لا يضيع عنده شيء، ولا يضيع من التجأ إليه. الجئي إلى الله، واقرئي القرآن، وحافظي على الأذكار، وثقي بالله وصاحبي الصحبة الصالحة، ومن أرادك بسوء فاعلمي أنه لن يكون إلا ما قدر الله لك. المجيب: عبير عبدالرحيم الدسوقي