نردد بين أقراننا الأمثال حين نسمعها ولا نعي بهيتها إلا حين نعايشها، ومنها قولهم (الحرمة تعرف جضيعها ورضيعها) والمقصود بالطبع (الزوج والابن) فليس هناك من هو أعرف بالزوج من زوجته ولا بالابن من أمه، قد تكون هناك حالات نادرة تعرف الأخت فيها اخاها أو العمة والخالة أبناء اخوتها وأخواتها ولكن الأصل هو تلك التي تعاشره كماً من السنوات، فمن لا علاقة بينهم تنشأ أقوى العلاقات التي لا يمكن للمرء أن يتخيلها، فسبحان الله. وهذه المعرفة اما أن تقع بين يدي إمرأة حباها الله بالعقل مصحوباً بالحكمة والرزانة وحسن التربية الوالدية، فتجعل هذا الزوج وذاك الابن في المصاف الأول في كل أمر، بداية من بره بوالدته وصلته باخوته وعائلته ونهاية بحفظه في داخل بيته وخارجه متوسطاً ذلك نصحه ومتابعته حتى تكون الجنان مثواه. وقد تقع بين يدي امرأة حباها الله بالعقل مصحوباً بالكيد والكذب وسوء التدبير وسوء التربية الوالدية والتي زرعت فيها حب السيطرة والاستحواذ على من اختيرت له من ضمن آلاف النساء، فتجعل هذا الزوج وذاك الابن بداية قاطعاً لرحمه بعيداً عن والديه ونهاية بإهمال بيته وأبنائه وتركهم بأيدي الخدم متوسطاً ذلك هجره واللعب بماله وصرفه عن كل ما يمكن أن يقربه لله ودفعه لبراثن الدنيا والعياذ بالله، وقلما نجد من تجمع بين أحد هذين الأمرين فمن الصعب أن تدفعه للقرب من الله وتجعله قاطعاً لرحمه والعكس صحيح. ولكن كما هي الندرة في فهم غير الزوجة لزوجها فهي الندرة من أن تكون هذه التصرفات صادرة من أخت قريبة أو غيرها. تلك تقول في وجه أم زوجها بعد أن تمكنت من زوجها (ما لكم به إلى هنا وانتهى فقد حزتموه أعواماً كثيرة.. آن الأوان لتدعوه لي) وتلك توقع بين الأخت واخيها وهي لم تفعل شيئاً سوى انها قالت لها (لم نعد نراكم) لتثور وتنتفخ أوداجها وتتهم الأخت بأنها أساءت إليها وأنها تقصد انها قطعت من رحمه فأهانتها. والاخرى كانت الدموع هي سبيلها وقلب الطاولة هو أسلوبها فبدل أن تعترف بانها ذات لسان يتكلم في كل الأماكن ولسان يوضح للكل حاجة الناس لهم جعلت من حاولت أن تنصحها عن طريق زوجها أنها ظالمة، وبالطبع كانت النتيجة القطيعة والتباعد. أما الأعظم من ذلك.. من وضعت السم بين الأخوين باستغلالها لمناطق الضعف في زوجها وكالت من كل مكان معسول الكلام وحاكت المواقف بأسلوب الثعبان الذي يلتوي ليخنق فريسته حتى تصل لغايتها. وتم لها الوصول فكان الكره بين الأخ وأخيه والأخ وأخته وكانت القطيعة والتباعد. المواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى وما ذٌكر هنا فيض من غيض من أمور تقبع خلف الأبواب من كيد النساء لأزواجهن حين يعلمن مناطق الضعف فيهم فتستغل بأسوأ الأساليب وبشتى الفنون النسائية التي لا يعلمها إلا من خلق هذا الجسد وبث فيه هذه الروح التي إن لم يهذبها الخوف من الله فلن يهذبها شيء آخر. لكل من حاكت قصصا ومواقف وأكاذيب ولكل من كادت وأوقعت الخصومة بين الزوج وإخوته ولكل من سلبت ابنا من أمه، ولكل من فرقت بين الزوجة وزوجها ولكل شتتت شمل عائلة ولكل من أبعدت رحما عن الصلة ألا تعلمين أن الله أعطاك ما كان قد اعطاه أم زوجك (البنين والبنات) وهذا الابن سيكون جضيعاً لامرأة وستكرر هذه المرأة ما فعلته بابن الأم التي قدمت إليك حاملة لك أغلى ما لديها وهو ابنها ليكون لك زوجاً وسكناً وتكوني لها ابنة لم تلدها وبدل من أن تكوني كذلك، كنت امرأة تعلمت الكيد لتصل لما تريد. هل هذا ما تريدين وما تصبين إليه.. إذاً تابعي وتذكري قول الله تعالى (أليس الصبح بقريب).أما انت أيها الرجل يا من اعطاك الله الحكمة والقوة والعقل، كيف يعقل أن تكون قلماً تخط به يد المرأة ما تشاء. نصيحة لك (لا تبحث عن الجمال بل أبحث عمن إذا غبت عنها أحسست أنك وأهلك وأبناءك ورحمك في أمان).