هل لديك كاريزما (جاذبية شخصية) عالية؟ سؤال صعب. الآخرون هم الذين يصفونك بذلك، وليس أنت، وإلا لقال الكل: «بالتأكيد أنا جذاب!». لكن ستتفاجأ إذا عرفت أنّ المسألة أعقد من ذلك، فهناك أنواع عديدة من الجاذبية وليس نوع واحد! وهذا مما تفيدنا به أوليفيا فوكس والتي درست الجاذبية، فتقول إن هناك 4 أنواع للجاذبية الشخصية: (1) جاذبية التركيز: هذه تعتمد على شعور الناس أنك حاضر وتسمعهم وتفهم كلامهم، وتُشعرهم بالتقدير، وأنّ رأيهم واقتراحاتهم لها قيمة. هنا يجب إتقان الإنصات والاهتمام .. هذا أسهل نوع. (2) جاذبية الرؤية: مثل ستيف جوبز الذي كان يخافه موظفوه لكن كان لديه حلم وطموح يوحّد الناس ليؤمنوا به ويحققوه. هذه مُلهِمة للآخرين، حتى لو لم تجعل الناس بالضرورة يحبونك، وحتى الذين كرهوا جوبز أقروا أنه صاحب رؤية وجاذبية، ووصفوه وهو يتكلم بقناعة وحماس يجعلانك تؤمن برؤيته وتتبعه. لماذا ينجح هذا النوع من الجاذبية؟ لأنّ طبيعة البشر كراهية التردد وحب اليقين. في هذا العالم كثير التقلبات نريد شيئاً ثابتاً قوياً نتعلق به. في جاذبية الرؤية أنت تبيع رؤيتك أكثر من بيعك لنفسك، لذا يجب أن تبدو واثقاً موقناً. هذا النوع يُستخدم إذا أردت تحفيز الناس وتحريك الإبداع لديهم. (3) جاذبية اللطف: تعتمد على الدفء، أن تجعلهم يشعرون بالقبول والتفهم. لكن استخدامها الخاطئ يُظهر كأنك تحاول الإرضاء. هذا النوع إذا أردت خلق رابط مع الناس وأن تشعرهم بالأمان والراحة، وهي أساسية عند تبليغ الأخبار السيئة. أيضاً مفيدة عند التعامل مع ذوي الطباع الصعبة. لكن مثل جاذبية التركيز ابتعد عنها إذا أردت إظهار القوة والسلطة. (4) جاذبية السلطة: أقواها على الإطلاق، وولعُنا واتباعنا للسلطة يمكن أن يصل إلى درجات مبالغ فيها، والسبب أنّ أدمغتنا مبرمجة أن تتبعها وتهابها. أصحاب هذا النوع ليسوا بالضرورة محبوبين، مثل مايكل جوردان الذي دائماً أسخط فريقه، لكنه نال لهم بطولات كثيرة ورفع مستواهم. هذا النوع تُشعِر فيه الناس بقوّتك وأنك مُؤثّر في عالمنا. إننا نقيّم هذا النوع من 4 عناصر: لغة الجسد، المظهر، المنصب، ردة فعل الآخرين. أول ما ننتبه له لغة الجسد، ثم الأخريات. لغة الجسد أهمها وتتفوق على غيرها دائماً، وبعدها نلاحظ المظهر، فنبحث عن أمارات القوة كرموز الخبرة (معطف طبيب) أو السلطة (لباس جيش)، وننتبه لعلامات النجاح كالملابس الغالية، وخذ هذه الدراسة الظريفة التي وجدت أنّ الناس مشوا وراء من يقطعون الشارع بشكل مخالف لما رأوا أنهم لبسوا لباساً فاخراً، أكثر ممن تبعوا أصحاب لباس عادي! دراسة أخرى فيها حاول شخص أخذ استبيان من متسوقين ولبس لباسين متطابقين غير أنّ أحدهما عليه علامة تجارية راقية، فلما لبسها وافق 52% من الناس، أما الأخرى فلم يوافق على أخذ الاستبيان إلا 13%! بل حتى أثّرت على نيات الناس الخيرية، فأحدهم أتى بضعف التبرعات لما كان على لباسه علامة فخمة (وكان هذا الفرق الوحيد بينه وبين لباسه الآخر). أخيراً يأتي منصب الشخص وردة فعل الناس تجاهه. من لديه منصب عالٍ لكن لا يُحترم كثيراً فهو أقل قوة من ذي منصب أقل لكن مُحترَم. انتبه: هذه التقييمات تحصل في العقل في أقل من ثانية! الناس لا يحللون ويفكرون، تحصل آلياً رغماً عني وعنك، ولا بأس فيما يبدو أن تصرف على ملابس فاخرة!