رأس الخير - محمد السلامة وفايز المزروعي وعيسى الخاطر / تصوير - فايز المزروعي: يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز غدًا تدشين مشاريع البنية الأساسية التنموية والتعدينية في مدينة رأس الخير الصناعية، التي تُعَدُّ إنجازًا كبيرًا، يُضاف إلى سجل إنجازات المملكة التنموية في شتى المجالات. وقال الرئيس التنفيذي لشركة معادن المهندس خالد المديفر: إن مشاريع رأس الخير تضافرت فيها جهود وزارات ومؤسسات الدولة مع شركات القطاع الخاص، وأسهمت في تأسيس قطاع التعدين الحديث كركيزة مهمة للصناعة السعودية، وهي رافد أساسي جديد للاقتصاد الوطني ببنيته وصناعاته الأساسية والتحويلية، وتتركز في صناعتَيْ الألمنيوم والفوسفات، ومشاريع البنى الأساسية، التي مكنت من بناء قطاع تعدين حديث، بمقاييس عالمية، تمت وفق خطط الدولة. ووصف المديفر خلال حديثه ل»الجزيرة» مشروع رأس الخير بأنه منصة نجاح، كان العائق الأكبر فيه عدم وجود بنى تحتية، التي بتضافر الجهود تحقق وجودها على أرض الواقع؛ إذ تتبوأ حاليًا «معادن» مكانة كبيرة بين الشركات الأسرع نموًّا في قطاع التعدين في العالم. وحول تذبذب أسعار السلع التي تنتجها «معادن» قال المديفر: نحن كبقية الشركات في العالم، نتأثر بدورات أسعار السلع، ولكن ما يميزنا هو الأساس القوي للشركة، الذي أدى بدوره إلى أن تكون «معادن» الأقل تأثرًا من الشركات الأخرى في هذا الشأن؛ إذ إن مواردنا من الفوسفات تُعد من الأفضل عالميًّا. وبين المديفر خلال استضافة معادن عددًا من الإعلاميين والصحفيين في رأس الخير أنه اختير لهذه المدينة موقع استراتيجي على الساحل الشرقي من المملكة على بعد 80 ك.م إلى شمال الجبيل؛ ما يسهل من انسياب منتجاتها إلى الأسواق العالمية؛ إذ تعد مدينة رأس الخير مركزًا اقتصاديًّا وتنمويًّا واعدًا، ونموذجًا ينطق بالنجاح في إنشاء المدن الصناعية العملاقة التي تحتضن المشاريع الاستثمارية الضخمة، وما تتطلبه من خدمات متكاملة؛ إذ بلغ حجم الاستثمارات في مشاريع البنى الأساسية والمجمعات الصناعية التعدينية ما يزيد على 130 مليار ريال، تضيف إلى الناتج المحلي نحو 35 مليار ريال، بجانب نقل وتوطين تقنية الصناعات التعدينية في المملكة، فضلاً عن إسهامها في إيجاد 12 ألف فرصة وظيفية مباشرة، وعشرات الآلاف من الفرص غير المباشرة للمواطنين، سواء في المصانع أو في مشاريع البنية الأساسية. منصة لتحقيق أهداف قطاع التعدين وأكد المديفر أن مشاريع مدينة رأس الخير ستشكل منصة انطلاقة لتحقيق أهداف القطاع الواعدة في تحقيق أهدافه ضمن «رؤية 2030»؛ إذ تتضمن مشاريع البنية الأساسية التنموية والتعدينية مشروع سكة الحديد أو ما يعرف بقطار التعدين، محطة رأس الخير لتحلية المياه وإنتاج الكهرباء، ميناء رأس الخير، منجم معادن للفوسفات في حزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية، منجم معادن للبوكسايت (المعدن الأساس في صناعة الألمنيوم) في البعيثة في منطقة القصيم، مجمع مصانع معادن للفوسفات في رأس الخير، ومجمع مصانع معادن للألمنيوم في رأس الخير. كما تشمل مشاريع البنية الأساسية والتحتية التي تنفذها الهيئة الملكية للجبيل وينبع جهة الإدارة والتشغيل في رأس الخير. وبيّن المديفر أنه سيتم تدشين مشاريع البنية التحتية الأساسية في رأس الخير، التي أسستها معادن بتكلفة تزيد على ملياري ريال لدعم الأعمال في مجمعاتها الصناعية في المدينة، والتي تضم شبكة من الطرق والاتصالات، وخطوط نقل الطاقة، وشبكة المياه، ونظام الصرف الصحي، ومرافق الأمن الصناعي. كما بُنيت القرية السكنية ومرافقها لتضم 2500 وحدة سكنية، وتعمل حاليًا على بناء نحو 800 فيلا في الجبيل الصناعية، إلى جانب التخطيط لبناء المزيد من الوحدات السكنية في الجبيل الصناعية، تصل إلى 250 وحدة سكنية للموظفين وعائلاتهم. كما وفرت «معادن» خدمات المرافق والبنى التحتية من محطات معالجة المياه، ونظامًا لمياه الشرب، ومطاعم، ومناطق لممارسة الرياضة، ووحدات للإسعافات الأولية سعيًا إلى توفير أفضل بيئة عمل مريحة وصحية للموظفين. ركائز جديدة للاقتصاد السعودي من جهته، قال مستشار وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية الدكتور إبراهيم المهنا ل»الجزيرة» إن تدشين هذه المشاريع العملاقة يؤكد توجُّه الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لتحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة في جميع المناطق، وتحقيق التنوع الاقتصادي، وتأسيس ركائز جديدة، يعتمد عليها الاقتصاد السعودي. ومن المتوقع أن يسهم قيام هذه المشاريع التعدينية الصناعية في تعزيز مكانة المملكة بالأسواق العالمية، إضافة إلى استفادة القطاع الخاص المنتظرة من التكامل الصناعي في القطاع، واستغلال الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية، التي تدعمها توافر المواد الخام، والبنية التحتية واللوجستية، ومجمعات التصنيع في مدينة رأس الخير. استثمار ب21 مليار ريال في إنتاج الفوسفات وعلى الصعيد ذاته، أوضح نائب رئيس معادن المهندس خالد العوهلي أن معادن استثمرت نحو 21 مليار ريال لاستثمار ما نسبته 7 % من المخزون العالمي للفوسفات المتوافر في شمال المملكة؛ إذ يبلغ إنتاج المنجم 11.6 مليون طن سنويًّا من المواد الخام؛ إذ أنشأت «معادن» مجمعًا لصناعة الأسمدة الفوسفاتية في رأس الخير، بالشراكة مع شركة سابك. وتبلغ حصة «معادن» في المشروع 70 %، فيما تملك شركة (سابك) باقي النسبة. ويهدف المجمع إلى استخراج وتنقية خام الفوسفات في الجلاميد، ونقله بالقطارات إلى رأس الخير عبر خط للسكة الحديد، يبلغ طوله 1400ك.م لإكمال تصنيعه من خلال أربعة مصانع عملاقة، تعد الأكبر عالميًّا، لإنتاج ثلاثة ملايين طن من الأسمدة الفوسفاتية سنويًّا؛ إذ تنتج معادن اثنين من الأسمدة الفوسفاتية الأكثر استخدامًا على نطاق واسع في الزراعة الحديثة، هما الفوسفات ثنائي الأمونيوم، والفوسفات أحادي الأمونيوم. كما يملك المجمع القدرة على إنتاج مركبات فوسفاتية أخرى، تحتوي على عنصر الكبريت، يتم إنتاجها لمواكبة احتياجات الأسواق المختلفة. وبلغة الأرقام، فإن إنتاج «معادن» من الأسمدة يسهم في تسميد نحو 70 مليون هكتار من أراضي زراعة الحبوب، التي يقدر إنتاجها بنحو 200 مليون طن من الحبوب، تكفي لغذاء نحو 500 مليون إنسان سنويًّا. وتمتد شبكة تصدير منتجات «معادن» من الفوسفات ومشتقاته إلى الدول الآسيوية، وأستراليا، وشرق إفريقيا، وأمريكا اللاتينية. 1700 وظيفة مباشرة للسعوديين وأضاف: إذا كانت هذه الإنجازات قد تُوّجت بوضع مشروع «معادن» للفوسفات في مصاف المشاريع الرائدة عالميًّا في هذا المجال فإنها على المستوى الوطني قد نجحت في توفير 1700 وظيفة مباشرة للسعوديين في هذا المشروع، الذي يمتد نطاق عمله من أقصى الشمال، وتحديدًا من حزم الجلاميد، وصولاً إلى مدينة رأس الخير في المنطقة الشرقية؛ إذ يتضمن المشروع: موقع الجلاميد الذي يحتوي على منجم للفوسفات ومصنع لرفع نسبة تركيز الخام، إضافة إلى أنظمة المنافع الصناعية. وتبلغ مساحة المنجم 49 ك.م2، وهو يقع في منطقة الحدود الشمالية في السعودية على بعد 120ك.م على الطريق الدولي بين مدينتي طريف وعرعر. ويقدر إنتاج المنجم من الخام بنحو 11 مليون طن في السنة. أما المصنع فتقدر طاقته الإنتاجية السنوية بنحو خمسة ملايين طن من مركزات الفوسفات الجافة. وتشير التقديرات إلى أن الاحتياطيات المتوافرة في منطقة رخصة التعدين في حزم الجلاميد تصل إلى نحو 250 مليون طن، ولا يزال التنقيب جاريًا لتعزيز هذه الاحتياطيات. كما يحتوي المشروع على بنية تحتية صناعية متكاملة لدعم عمليات التعدين وتركيز الخام، تشمل محطة للطاقة الكهربائية، ومرافق لإنتاج ومعالجة وتوزيع المياه، والطرق والاتصالات والمرافق السكنية. ويتم نقل مركزات الفوسفات عن طريق السكك الحديدية من حزم الجلاميد إلى رأس الخير في المنطقة الشرقية. وبيّن العوهلي أن مجمع «معادن» للفوسفات في رأس الخير الصناعية يضم 4 مصانع بمواصفات عالمية حديثة، تقوم بتصنيع الفوسفات، وتحويله إلى منتجات مهمة. وتشمل هذه المصانع: مصنع الفوسفات أحادي وثنائي الأمونيوم، مصنع حامض الفوسفوريك، مصنع حامض الكبريتيك ومصنع الأمونيا، إضافة إلى مجمع «معادن» للألمنيوم الذي يُعدُّ واحدًا من أكبر مشاريع التعدين في العالم، وأكثرها تكاملاً من حيث ترابط عملياته من المنجم إلى السوق في إطار مكوناته الرئيسة المتمثلة في: منجم البوكسايت بالقصيم، والمرافق الأخرى في رأس الخير، التي تضم مصفاة الألومينا، ومصهر الألمنيوم، ومصنع الدرفلة، إلى جانب وحدة تدوير الألمنيوم، التي تعد الأكبر والوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وستتولى إنتاج 120 ألف طن سنويًّا من الألمنيوم المعاد تدويره لاستخدامه في تصنيع علب المشروبات؛ ما يسهم في تعزيز صناعة إعادة التدوير في المملكة.