لا يكاد يمر يوم دون أن تتوفق القوات النظامية المشتركة من جيش وامن الى احباط تنفيذ عملية ارهابية والكشف عن خلايا إجرامية نائمة تنتظر لحظة الصفر للمرور الى مرحلة العمل. وفي حال لم تتمكن هذه القوات من افشال مخطط دموي او القبض على عناصر إرهابية مسلحة متخفية بالمدن او القرى او الجبال فانها تنجح في اختراق صفوف احدى الجماعات المسلحة، حيث تمكنت احدى الفرق من معرفة بعض الاسرار الخاصة بما يحدث في سرت الليبية على ضوء اعترافات عناصر موقفة خلال عمليات امنية استباقية. وفي السياق ذاته، استنكر خبراء في الأمن الشامل دعوة الخارجية الفرنسية لرعاياها في تونو المتوجهين اليها الى توخي الحذر في تحركاتهم وتجنّب التجمعات والأماكن المكتظة، وهي دعوة أتت على خلفية التمديد في حالة الطوارئ التي تم إقرارها بتونس في 24 نوفمبر 2015 وإلى غاية 19 يناير 2017. واقر اغلب الخبراء ان هذه الدعوة وان وجدت دواعي لها في تواصل التهديدات التي تستهدف تونس لا سيما في ظل تواتر الأخبار في الآونة الأخيرة حول إحباط مخططات إرهابية كانت تهدف الى تفجير منشآت حيوية بالبلاد، إلا انهم أكدوا ان الدعوة فهمت خطأ على أنها تشجيع على عدم زيارة تونس، والحال انها تندرج في إطار الإستفادة من نتائج عمليات استخباراتية دقيقة تؤكد احتمال وقوع حوادث ارهابية دموية. وقال الخبير الأمني نورالدين النيفر بأن بلاغ فرنسا هو بلاغ لأخذ الاحتياطات اللازمة وليس بلاغا يتوقع حدوث عمليات إرهابية مشيرا إلى أن الوضعية الأمنية بشكلها الحالي تعتبر وضعية عادية ومرضية ، ومضيفا «لا حاجة للفزع، السفارات تريد أن تكون جاليتها يقظة عبر هذه البلاغات مثلما فعلت فرنسا». وشدد النيفر على أن لمثل هذه البلاغات خطورة تتمثل في نحت صورةغير حقيقية للمجهود الأمني الذي تقوم به المؤسسات الأمنية في تونس، مشيرا الى ان النجاحات الأمنية تعتبر معايير سلامة كما أنها تؤشر لوجود امن استباقي، وقال : «لا مبرر للخوف أو الهلع بعد تعافي الأجهزة الأمنية كما أنها أصبحت أكثر نجاعة، فتونس اليوم باتت أكثر أمنا من باريس أو بلجيكا».